كان مخلوقا يشبه البشر فعلا إلا أن هناك شيئا غريبا في عينيه يجعلك تشعر بالقشعريرة كلما حدقت فيه، فعينيه تبدوان خاليتان من المشاعر، ويبدو التحديث فهمها وكأنك تقف على حافة مظلمة خائر القوى. تجرعت ريقها، " أنت هو المسؤول عن كل هذا صحيح؟"، تقدم خطوتين نحوها ليكون بينهما مترين فقط، ابتسم جاعلا كل شعرة في جسدها تقف، وقال: أنت ما تزالين غير مدركة لما يحدث حولك".
ـ ومن أين لي أن أعلم؟!
ـ ماذا عن صحبك.
ـ أنا اسألك أنت الآن، لما فعلت ما فعلته ذلك اليوم؟ لقد أخذت مني أمي وكل شخص أهتم لأمره.
ـ هل فعلت!
أحتضنت نفسها بيديها لتشعر نفسها بالحماية، إنها خائفة من أن تقوم بأي حركة حتى لا ترقد هنا جثة هامدة وبالتأكيد لن يعرف أحد ما حدث لها. " فيما تفكرين يا صغيرتي؟".
ـ دعنا نكن صادقيين، أعتقد أنك تعرف فيما أفكر فيه.
كادت تتقيء من كلمة صغيرتي، هل يحسب هذا المسخ أنها وبطريقة ما تربطها علاقة دم به! كلا يا كايتلن، لاتقولي مسخ، أتريدين أن ينهي عليك هذا الشيء هنا.
ابتسم ورد بذلك الصوت العميق المخيف: لاتخافي لن أنهي عليك.
ـ ولما قد أصدقك؟
ـ لأنك تدركين أنني لو أردت قتلك لفعلت ذلك منذ أول دقيقة وطئت فيها قدمك هذه المدينة.
حاملت نفسها على التقدم نحوه بضع خطوات، والدهشة على وجهها جعلتها تشعر بنشوة الانتصار، ولكن هيهات، هي تعلم أن التسبب بأي نوع من الأذى لهذا الشئ مستحيل، خصوصا من قبلها هي. أدخلت يديها في جيوب تنورتها القرمزية، كانت هذه حركة تعلمتها في كتاب لغة الجسد حتى تخفي التوتر والخوف بداخلها. "فقط أخبرني هل هم بخير؟".
مد يده التي كانت نحيفة وقوية في الوقت ذاته، جلده شفاف لدرجة أنه بإمكانك أ ترى عروق يديه، ولكن أيحتاج هذا الكائن لدم ليعيش أم أن هناك شيئا آخر يجري في عروقه.
" أتريدين رؤيتهم؟". تراجعت خطوة للوراء، وقالت: ماذا تعني؟
أعاد سؤاله مجددا، فقالت بدون تردد أنها بالتأكيد تريد ذلك.
...................
جلس بلاين وكريستا بين الحشود في الخيمة، كان الناس يجلسون يشاهدون فرقة من البهلوانيين يقومون ببعض الحركات الاكروباتية، رمى بلاين بنظرة لوم نحو كريستا التي قالت إزاءها: أن تعلم مثلي أن هناك خطبا ما. زفر بنفاد صبر وهو يحاول أن يبدو هادئا حتى لاتشعر بالذنب، وقال: نعم أستطيع الشعور بذلك.
أنتهى البهلوانيين من عرضهم ودخل رجل طويل مع إبتسامة خبيثة يمكنك أن تعلم أنه ينوي شيئا ما، تعرفا عليه فقد كان أحد الموظفين في محل التسوق السريع عند الشارع الحادي والثلاثين. قالت كريستا بدهشة: فينسنت هان، لم أكن أعلم أنه مشارك في المهرجان!
ضيق بلاين بنظره نحو هان، هناك خطب ما.
ـ هل تشعرين بشيء؟
ـ ن..نع..م
نظر بلاين نحوها وقد كانت ملامح الفزع على وجهها. قام من مكانه وطلب منها أن تبقى مكانها، ولكن لأنها كريستا فذلك مستحيل. "أظنني كنت واضحا في كلامي". أخرجت مسدسها والذي يمتلكه أي مستشعر، به طلقات مسمومة قد تنهي على أي جزار.
ـ وأظن كلمة فريق تعني العمل معا.
عقد حاجبيه؛ وأشار لمدرجات الجمهور اللذين كانوا مركزين على هان، وقال: حاولي إخلائهم. اومأت برأسها واتجهت مسرعة لذلك.
وقف هان ينظر للجمهور محدثا إياهم عن العرض القادم إلا أن نزول بلاين نحوه من المدرجات جعله يتوقف.
ـ هل هناك خطب ما!
توجه رجلا الأمن نحو بلاين إلا أن هان أشار لهما بالتوقف. " أوقف العرض". التفت هان نحو كريستا التي كانت أيضا تنادي للجمهور بالمغادرة. " هيي هل تحاولان تدمير عرضي أيها اللعينان!". إبتسم بلاين مدركا أن المعركة على وشك أن تبدأ، وقال: نعرف الحقيقة وراء عرضك هذا.
يتبع..
