الفصل الخامس عشر❤️

405 12 5
                                    

ليتني أستطيع النسيان.
وليت ذاكرتِ تكفُّ عن التذكر، أتلوع بتذكر الأشياء بل بمواقِفُها وتواريخُها التيّ تتآكل في أحشائي.
ليت النسيان زر يتم الضغط عليه، وينتهي مثل ما ينتهي الإنسان ويموت.
لماذا يتبقى معنا كُل شيء عدا الأشخاص!!.
لماذا نتألم بذكرياتهم السيئة، وكأنهم مروا في طريقنا ليتركوه مظلم لآخر النفق؟!!.
لماذا؟! وكم لماذا تنطلق منذ الوقت التيّ لا أعلم مهيتُه.

"جهاد سالم ".

*******************************

وللمرة التيّ لا عدّ لها يراها ذابلة وصامتة تنظر للفراغ بدون أيّ علامات واضحة.
لهذة الدرجة تحبهُ!!!!.
آة يا قلبِ ماذا فعلت لنفسك! أحببت إنسان يُحب شخص آخر.

كلما ينظر إليها يتحسر على ما آل إليه من سوء.

يدخل بهيبته وبيده قهوته التيّ لا تفارقه في الفترة الآخيرة.

" هنفضل كدة يا أستاذة ساكتين وباصين للحيطة!".

لا رد.

" اممم مهو حبيب القلب مات وشبع موت، هتفضلي عاملة حداد عليه لحد أمتى!!!".

نجح في استفزازِها وابتسم في خفاءٍ مدروس.

تتحدث بصوت يكاد يُسمع مع بعض العصبية" مش هسمحلك تجيب سيرته، ولما أحب أتكلم هتكلم".

يرتشف جزء من القهوة ثم يصمت لبضع ثوانٍ
" مش آن الآوان نشوف أحمد ".

لمع برأسها المهمة ولكن كيف وهو مات!!
ليتك بقيت يا عاصم كيف سأعود معها وأنت لست هُنا.

تتساقط الدموع وبلمح البصر تنزعهما وتتحدث بشدة " يا ريت عشان أخلص من القرف اليّ أنا فيه دة".

يُقهقه بشدة " دة أنتِ مش طيقاني خالص، بس حاضر أول ما اليّ أنتِ عوزاه يرجع هسيبك وهطلقك".

تنظر له بلامبالاة " اطفي النور عاوزة أنام".

" لا يا دوب كدة عليكِ في المستشفى يلا هنرجع البيت".

لا تريد أن تُقاوح معه أكثر من ذلك.

" تمام ".

****************************

وقفت ذاهلة وهي ترى صورتها بعرض الحائط فوق سريره " صورتي بتعمل إيه هنا يا فارس!!".

ارتبك بشدة نسى أمر تلك الصورة ولم يأتِ بباله أنها ستراها، كيف أيها الغبي!!! وهي إمراتك وكانت ستخرج من المشفى لا محالة.

وقفت أمامه بهجوم " ما بتردش لية!!!!".

ابتسم بثعبانية " هو أنتِ مش سيدة هذا القصر!!".

فهمت نظراته وأخذت ترد بسرعة " دة بعينك يا فارس اليّ بتفكر فيه، وأوعى تفكر إني هسيبك تعملها".

اقترب منها بخطواتٍ مدروسة، وبجانب أذنها "سبق وقولتلك إنك مش نوعي المفضل".

احترق دمها أكثر كيف!! وهي مرغوب بها أكثر من أيّ أحد، ولكن سألقنك درسًا سَيُميتُك أيها الفارس".

عشق العاصمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن