الفصل الحادي والثلاثون: أسد أسود، أزرق العينين

998 120 49
                                    

.

عقب خروجه من المستوصف، كان إليوس يسير رفقة اليكساندر خلال الردهة الواسعة المؤدية إلى القصر المشترك.

على يمينه، كان اكلير يضع تعبيراً سيئاً على وجهه بينما ينظر بزاوية عينيه في اتجاه ما.

تتبع إليوس نظرات اكلير، ووجد أنه كان يختلس النظر إلى الفتى المراهق ذو الشعر البني الفاتح، والذي كان يتبع اليكساندر بمشية أنيقة.

لقد كان يحدق في ادوين سوين.

ولكن ادوين لم يعر نظرات اكلير الواضحة اهتماماً، بل كان يحدق في مؤخرة راس إليوس بابتسامة عملية مزعجة.

أخذ إليوس نفساً عميقاً، ثم سأله دون ان يلتفت إليه.

"ادوين، هل لديك ما تقوله؟"

كما لو كان ينتظر هذه اللحظة، اجاب ادوين بعيون منحنية قليلاً :

"فقط كنت أتساءل عن سبب اختيار السيد الثاني ذو المكانة العالية خادماً من عامة الشعب"

تحت تأثير كلمات ادوين، ازدادت تعابير اكلير بؤساً وانخفض ذيل السنجاب المرتفع والنشيط إلى أسفل.

ففي اكسيرت، لا يسمح للافراد الاصغر سناً الحصول على خدم شخصيين، وغالباً ما يتم استبدال الخدم بمربيات من عائلات نبيلة تابعة، واللاتي يمتلكن مهارات جيدة في تعليم الأطفال.

ولكن استيون، بصفته شخصاً غريب الاطوار، رفض أن يحصل اطفاله على مربية، وكلف اوليفر بهذه المهمة.

وتحول اوليفر من بتلر اوليفر، إلى ناني اوليفر.

ولكن بعد ان تناسخ إليوس لم يكن يعلم عن وجود هذه القاعدة، وقدم طلباً عفوياً لكي يرافقه اكلير عوضاً عن اوليفر الذي لا تنفك عيناه الشبيهتين بالثعلب عن المراقبة والاشتباه.

ولحسن حظه، سمح استيون لاكلير بمرافقة إليوس دون أي اعتراض.

ولكن الأشخاص المعارضين كانوا في كل مكان، ومنهم ادوين بصفته نبيلاً يتبع تقاليد النبلاء الصارمة، لم يتقبل تواجد شخص من عامة الشعب في نفس مرتبته، حتى أنه لم يلتفت نحوه ولو لمرة لكونه ادنى منه مكانة.

وهذا ما كان يعكر صفاء الجو في الوقت الحالي.

....هراء النبلاء السخيف! تربية فاسدة تثير الصداع!

نقر إليوس على لسانه سراً ثم اشار بكلماته إلى الفتى الذي كان يحدق فيه دون توقف.

"ادوين"

"نعم؟"

"هل تسخر من ذوقي؟"

اتسعت عينا ادوين لبرهة.

"...مستحيل"

"حقاً؟ هذا مريح، لست في مزاج للتعامل مع الازعاج لذا لا تسأل عن مثل هذا الهراء مرة أخرى"

سبع قواعد لتصبح شريراً | Villain's Seven Rulesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن