الفصل الأول: لا تنخدع بالمظاهر

4.4K 233 79
                                    

.

ازدحمت الطرق في منتصف المدينة وركض الناس في الشوارع منهمكين وكأنهم على وشك الخوض في مأساة نهاية العالم.

أو هكذا فكر الشاب المتكئ على السياج المتهالك الفاصل بين الرصيف والبحر الهائج.

"مكان جميل، كان اقتراحاً جيداً للحصول على بعض الراحة"

تلاطمت الأمواج باصوات خلابة وهادئة.

استنشق الشاب الهواء عميقاً حتى امتلأت رئتاه وشعر بالالم.

"ها..انني اتنفس"

كان الألم دليلاً على الحياة.

"..نعم، لا زلت حياً"

صمت الشاب للحظات معدودة ثم عاد يضحك بخفة.

"لطالما كان الماء ملجأي ومنقذي"

اغلق عينيه على مهل واستنشق الهواء الصافي مجدداً كما لو كان الاكسجين على وشك النفاذ من العالم.

تخلل النسيم البارد خصلات شعره السوداء التي أخذت تتطاير في الهواء بخفة، وظهرت تعابير وجهه الغارق في الذكريات.

خلال حياته ذات العشرون عاماً، لم يكن هناك أي يوم يمكنه أن يصفه بالجيد أو الممتع.

لقد كانت حياة مملة للغاية.

ففي الفترة الأولى من حياته، كل ذكرياته مع والديه البيولوجيين كانت رؤيتهما يتشاجران، واستمرت تلك الذكريات المليئة بالصراخ والشتائم لايام ثم لسنوات، ولم يهدأ شجارهما ابداً.

ثم بعد فترة من الشجار الذي أصبح في مرحلة ما مملاً، توفيت الام في حادث احتراق السيارة.

ثم اتضح لاحقاً أن والده قد أمن على حياتها وعندما توفيت أخذ المال وهرب إلى مكان ما تاركا ابنه الوحيد يتخبط في الحياة بمفرده.

كان لا يزال في الحادية عشرة من عمره عندما أصبح يعيش في منزل اشخاص غرباء.

وكما كان متوقعاً، لم يكن العيش مع اقربائه ممتعاً، فقد كان لهم ابنان اخران اخذا كل الاهتمام.

لم يلقِ هو نفسه الكثير من الاهتمام لتلك النقطة، فهو يدرك جيدا أنه لم يكن ابنهم ابداً ولم يكن واجبهم نحوه يتضمن تقديم الرعاية العاطفية.

فقد كان بالفعل شاكرا لهذه العائلة لتوفيرهم مصاريفه المعيشية.

فما يلبسه ويأكله ويشتريه هو من مالهم ويحق لهم التفضل عليه إذا ما ارادوا ذلك.

كان الأمر منطقيا للغاية دون أي صعوبة في الفهم، ولم يكن هناك داعٍ للتراجيديا الغير ضرورية.

بعد فترة من الزمن وعندما بلغ الخامسة عشرة، سمع نبأ وفاة رجل أعمال صاعد محترقاً بسبب تسريب الغاز في شقته وتدخينه للسجائر التي ادت إلى حدوث انفجار وحريق ضخم.

سبع قواعد لتصبح شريراً | Villain's Seven Rulesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن