الفصل الرابع عشر: كنز المستودع المخفي

1.1K 148 28
                                    

.

سار إليوس بين الأشجار الكثيفة لوقت طويل.

تراكمت الاغصان والاوراق فوق بعضها وحجبت كل الضوء، ولم تسمح حتى لشعاع واحد بالتسرب.

"يالها من غابة ضخمة وموحشة، هل هناك أي حياة تقطن هنا؟"

كلما توغل في الغابة اكثر، كلما أصبحت المشاهد من حوله أكثر ألفة مع أنه لم يرى مثل هذا المشهد في حياته قط.

ثم راح يخوض حديثاً جاداً مع قلبه.

"عضلة لعينة كفي عن الانقباض بهذه الطريقة المثيرة للاشمئزاز!"

لسبب يجهله، كان قلبه ينبض بغرابة غير مألوفة.

بعد بعض الوقت، لم يعد قادراً على السيطرة على احباطه، وركل حجراً صغيراً بغضب.

اصطدم الحجر في شجرة ما، وطارت الطيور من عليها مذعورة.

"عديم فائدة! ما الغرض من هذا الشعور المألوف إن لم استطع استخدامه؟"

في مرحلة ما، اصبحت جميع الأشجار حوله متشابهة، ولم يعد قادراً على تمييز الاتجاهات.

"هل بدأت اهلوس؟ جذع وساق وأوراق، أنها في كل مكان"

يتوهج معصمه تارة ويفقدها تارة اخرى، كما لو كان يسير في دوائر.

"أنه لأمر مرهق أن تسير مع كتاب ثقيل بين ذراعين بحجم أرجل الفجل حسناً؟"

اشتكى بصخب مع أن احداً لم يكن ليسمعه.

"لو كنت ساحراً من الدرجة الخامسة، عندها سأتمكن من إرسال تخاطر إلى فينير عبر سوار العقد، ولكن الان لا ازال ضعيفاً"

'حفيف'

كان هناك حركة حوله.

غطى إليوس فمه بقلق وادار رأسه نحو مصدر الصوت.

لم يكن هناك شيء واضح.

"...هل جذبت المشاكل عن غير قصد؟"

بالنظر إلى الأصوات الغريبة التي تصدر بين الفينة والاخرى، أدرك إليوس أن هناك حيوانات مجهولة تعج المنطقة.

"يا رفاق، لا تكونوا مفترسين من فضلكم، لا تنقصني المزيد من المشاكل"

توقف قليلاً ثم انحنى، وأخذ يفرك ساقيه الخدرتين.

بسبب التعب وسوء اللياقة البدنية، لم يكن لديه القوة الكافية للركض إذا ما تعرض للخطر.

بالتفكير في وضعه الحالي، لم يكن لديه خيار سوى الاستعداد للمخاطر تحسباً، لم يشأ ان ينتهي الأمر بحياته الثانية في معدة حيوان غبي جائع.

حشد شجاعته وهدوءه معاً ثم لفظ بصوت عال:

"أدور"

توهجت النار الزرقاء والتفت حوله مثل الموجة الهائجة ثم ظهرت منها أدور تطفو في الهواء بجناحيها الابيضين الشبيهين بالملاك.

سبع قواعد لتصبح شريراً | Villain's Seven Rulesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن