الفصل الثاني والثلاثون: جريدة

1.1K 113 24
                                    

.

في منتصف الحديقة التي يطل عليها القصر الرئيسي، كانت هناك نافورة ضخمة، نصب عليها مجموعة ثلاثة أسود من الرخام الأبيض.

بعد ان انهى استعداده لحضور الاجتماع المسائي، تأمل الدوق حديقة القصر قليلا، وثبت نظره على تدفق الماء الأزرق الذي يهبط بسلاسة في الحوض الكبير للنافورة.

"قد يكون ذلك الحادث رهيباً، ولكن..."

تنهد ارغونس، وتومض في عينيه ذكرى إليوس الذي يجلس على الاريكة وينظر في عينيه مباشرة دون تردد.

"...يبدو أنه وبشكل غير متوقع، احدث تأثيراً ايجابياً على شخصيته"

رمش ببطء، ثم عاد ينظر في انعكاسه الباهت على زجاج النافذة.

كانت عيناه تومضان بالزرقة المماثلة للون السماء.

"حتى لو كان طفلا غير شرعي، لا يزال يمتلك دمائي بعد كل شيء"

"هل قلت شيئاً ما، سيدي الدوق؟"

سألت لوشيري، التي كانت تحمل بين يديها فرشاة شعر وبعض ربطات العنق الرجالية وتنهمك في عمل شيء ما.

توقف أرغونس عن التحديق في النافذة ، ثم ادار رأسه نحو التابعين الصاخبين ولم يبد الكثير من رد الفعل، كما لو كان معتاداً على تصرفاتهما المزعجة.

"هل انتهيتما؟"

"اكاد انتهي، اعذرني على تأخري سيدي، ولكنه اجراء مهم لحفظ ماء وجه سيادتك خلال الاجتماع-- أنت! الا يمكنك ان تبقى هادئا؟!"

فجأة، ضربت لوشيري رأس الشاب الذي يجلس امامها بواسطة الفرشاة، وسرعان ما أمسك الآخر رأسه متألماً وبدأ يشكو.

"أيتها المزعجة! لا تشديه بقوة أنا اختنق!"

"هذا ليس مهماً، فقط ابق ثابتاً"

"هي!"

امام لوشيري ذات القلب الحجري، اوشك فيرن على ان يتلاشى من الارهاق، حتى أنه يمكن للاخرين رؤية روحه تغادر جسده جزئياً.

لقد توسل إليها عدة مرات في محاولة للهروب، ولكن لوشيري كانت منغمسة بكل جوارحها في تعديل هندامه وتصفيف شعره، حتى أنها بدت مثل تجسيد حي لتمثال الالهة دورغا.*

"لا اصدق انك تريد أن ترافق الدوق مع مثل هذا الشعر الغير مرتب، وايضا ربطة العنق مهمة لتبدو بمظهر ممتاز"

"لا اريد... فقط دعوني أموت..."

"هذا غير مسموح، ايضاً، حاول عدم تجعيد ملابسك أثناء العمل"

اخيراً، رفعت لوشيري ذراعها ومسحت عرق جبينها الوهمي أثناء الشعور بالفخر.

"انتهيت تقريباً"

على غرار الرجل السوداوي المظلم الذي اعتاد الآخرون رؤيته كمساعد للدوق، جلس على الاريكة شاب انيق ولامع.

سبع قواعد لتصبح شريراً | Villain's Seven Rulesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن