و هو خير لكم

الفصل الأول: زفاف خلال أيام | مُعدَّل

. If Allah brings you to it, He will bring you through it

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

_ أقسم لك يا أبي لم أفعل شيئا ، لقد كان يسألني عن تاريخ بداية الإمتحانات ..

_ أصمتي يا شمس ، أصمتي لأنني لا أرغب بتخريب ملامح وجهك أكثر  .. لا أسمع صوتك منذ اليوم .. لا دراسة ، لا خروج ، لا تنفس بدون إذني ..

صرخ موسى والد شمس بينما يتذكر ما لمحته عينه صباحا و هو عائد لبيته ..

فلاش باك :

كانت تتحرك مع زميلاتها ببدلتها المدرسية الموحدة ذات القميص الأبيض و تنورتِها الزرقاء فاتحة اللون الطويلة ، بينما تتحدثن بحيوية و أصوات ضحكاتهن تتعالى .. إلى أن سمِعت صوتاً ذكورياً يناديها هي من بين الجميع ..

_ شمس .. يا شمس ، هلا توقفتي ؟

_ ماذا تريد يا ياسر ؟ ألم أقل لك توقف عن اللحاق بي ؟

توقف ياسر يأخذ أنفاسه التي فقدها ، جرَّاء عدوه خلفها منذ أن خرجوا من القسم و هي لا تبالي به .. لأنها كانت و منذ وقت طويل تدرك نواياه التي لم تكن بريئة و لم تكن تأبه به ، ناهيك عن اكتشاف أمرهما من طرف أحد الأساتذة أو المراقبين الذين قد يخبرون أهلهم ، فهي لا ترغب بإلحاق أي وجع رأس لنفسها بسبب أمور هي لا تهتم بها أصلا .. فعلى عكس الفتيات في عمرها ، و اللواتي لطالما اهتممن بمواضيع الحب و الارتباط إلا أنها كانت واعية كفاية حتى تدرك أن هذه المرحلة العمرية هي فرصة للدراسة بجهد و العمل على بناء مستقبل مُشرف و أي أمور أخرى فسيأتي  وقتها المناسب لا محالة ..

باشر ياسر حديثه متظاهرا بأنه يسأل عن موعد الامتحانات التي لم يبقى عليها الكثير من الوقت بينما في حقيقة الأمر هو كان يستغل أي فرصة حتى ينال منها بضعة كلمات ..

_ أريد فقط ان اسألكِ عن تاريخ الامتحانات يا شمس !

_ ألا يوجد شخص آخر في هذه المدرسة تسأله عن تاريخ الإمتحانات يا ياسر ؟! كف عن ملاحقتي و إلا شكوتك لأخي باسم .. برطمت بغضب بينما تلتفت لتلحق بزميلاتها ، و عندها .. عندها فقط ، تصلب جسدها و خفق قلبها لرؤية والدها الغاضب الواقف على قارعة الطريق منتظرا إياها .. و هل سيسمح لها بشرح موقفها ؟ بالطبع لن يفعل و كدمات وجهها و شفتيها النازفة الآن دليل على ذلك ..

نهاية الفلاش باك

_ أرى أنني دللتك كثيرا يا شمس .. دللتك و أهملت مراقبتك حتى يصل بي الحال أن  أجدك واقفة على قارعة الطريق تحدثين شابا بكل جرأة أمام الجميع .. تريدين أن تمرغي وجهي في التراب بعد هذا العمر .. حتى يقال ابنة  موسى العقاد تلهو مع الشباب هنا و هناك ..
صرخ والدها مرة أخرى بينما دموعها تتسابق الواحدة تلو الأخرى من ستصل أسرع .. و شهقاتها تعلو أكثر .. كل شيء إلا دراستها .. صحيح الدراسة متعبة ، مملة بعض الأحيان و مرهقة تجعلها تسهر ليال عديدة حتى تحل مسائل الفيزياء و الكيمياء و الرياضيات لكنها السبيل الوحيد لمستقبل أفضل .. مستقبل لا تُعنف به ، لا تضطر به أن تحرم من أبسط حقوقها و التي تحظى بها جميع قريناتها بالعمر ، و كل ذلك فقط لأنها الفتاة الوحيدة و الأصغر بين جميع إخوانها الذكور و الذين يعللون تصرفاتهم معها بخوفهم و حرصهم عليها و كأنما هي الأنثى الوحيدة الموجودة على الكرة الأرضية ، بينما لا يعلمون حقيقة ما تتعرض له وراء الابواب المغلقة ..