الفصل الخامس : لعلَّه خير | مُعَدَّل

9.9K 548 130
                                    

و يكتب الله خيرا أنت تجهله و ظاهر الأمر حرمان من النعم ..
قال تعالى : " فخشينا أن يرهقهما "
" فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه "

▪▪▪▪▪

- هل تتزوجينني يا شمس ؟!

كانت تلك هي العبارة التي جعلتها تنظر مرة له و مرة للفراغ بحاجبين معقودين ، تحاول استيعاب ما عُرِض عليها للتو .. " مناع " الذي لطالما اعتبرته كأخ و صديق في طفولتها ، يطلب منها أن تتزوجه الآن و لو أخبرها أي شخص بإمكانية احتمالٍ كهذا قبل هذه الليلة لاتهمته بالخبل و الجنون ..

تحركت من أمامه باتجاه سريرها الكبير ، تجلس على حافته دون أي رد فعل يُذكر ، دون كلمة واحدة .. مما زاد من توتره و قلقه .

أما هي فكانت تفكر .. في مصيرها لو لم تُوافِق .. في جميع الأحوال والدها لن يسمح لها بمزاولة دراستها مجددا مما سيجعل من الحياة جحيمية أكثر ، و قد يعاقبها لاحقا أشد عقاب لِوقوفها ضد رغباته.

إن لم توافق الآن ، فمن يدري ! ربما تستمر مضايقات صلاح و تعود ريمة لعادتها القديمة .

نعم هي لا تريد الزواج بهذه الطريقة .. هربا من واقعها الحالي ، لكن نظرا للواقف أمامها الآن بأعين حائرة قلقة لا تظن أن الأمر سيكون بذلك السوء ، لا بل لن يكون سيئا على الاطلاق ..

صحيح أنهما افترقا لعدة سنوات بينما سافر و درس في انجلترا و تزوج لكنه حتى بعد عودته وجدت فيه ذلك الصديق الذي حظيت به في طفولتها و كأنهما لم يتفارقا أبدا .. ثم إنها معتادة عليه ، على قربه .. لمساته لا تُجفلها .. ليست كبعض اللمسات الخشنة المقيتة التي تجعلها تتمنى لو تنسلخ روحها عن جسدها حتى تنتهي .

و قد قال أنه يسمح بدراستها و حتى مساعدتها .. بالطبع هذا لا شك فيه و لا جدال .. لقد كان دائما الداعم الأول في دراستها و لطالما نصحها بأن لا تهملها أبدا .

خرجت من أفكارها على اثر تلك اللمسة الرقيقة التي حطت على كتفها ثم احساسها بالجزء الجانبي أمامها من السرير ينخفض ، فاستدارت لمناع الذي كان يحاول معرفة أيا كان ما سرحت به للتو ..

_ شمس .. صغيرتي ، لا أحد هنا سيجبرك على شيء .. أنا فقط أحاول المساعدة ..

_ لِمَ ستفعل ؟
قاطعه صوتها الرقيق .
فهي حقا لا تعلم لم سيتنازل عن حياته الحالية الهادئة و حتى عن وعده بأن لا يتزوج مرة أخرى .

و هو خير لكمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن