[15] املنا الوحيد

21 2 0
                                    

راحت فكتوريا تجري بخوف و فزع نحو زوجها الذي كان يجلس في المكتبة ينظم بعض الاوراق دخلت و فتحت الباب على مصرعيه و تقول بخوف

_مارتن... مارتن ان ماريوس ليس في غرفته و غرفته محطمة  و تاجه ملقاََ على الارض و ملابسه ايضاََ

_نظر لها مارتن بدهشة و قال لها

_ماذا؟..... اين هو اذاََ؟

_لا ادري

وقعت الاوراق من يده و خرج مسرعاََ و نادى على الحارسان اللذان كانا واقفين في نهاية الممر قائلاََ

_اخبروا باقي الحراس و ابحثوا عن ماريوس في ارجاء القصر الان!!

نفذ الحراس ما طلبه مارتن بسرعة و اخبرا الحراس و بدأوا البحث في ارجاء القصر و سرعان ما اتى احدى الحراس و انحنى ثم قال

_يا سيدي لم نجد اي اثر للسيد ماريوس

فاض غضب مارتن ثم صرخ قائلاََ

_ولكن ماذا تعني بانه ليس في القصر؟ هل تقول لي انه هرب؟!! ولكن لماذا عينتكم حراساََ هنا؟! ها... اجمع جميع الحراس و ابحثوا في ارجاء المملكة و من الافضل ان تجدوه و الا سأحرص على ان تقطع اعناقكم...... و الان هيا تحرك!!

تحرك الحارس  بسرعة و جمع الحراس و انتشروا في ارجاء المملكة بينما مارتن كان يتحرك ذهاباََ و اياباََ لا يعرف ماذا يفعل و فكتوريا كانت تشعر بالقلق و الخوف الشديدان كانت ترجو ان يعود ابنها بسلام و لشدة ضخامة المملكة استمر البحث لثلاثة ايام و في صباح اليوم الرابع اتى كبير الحراس و انحنى امام الملك و قال

_يا سيدي لقد بحثنا في كل شبر من المملكة ولكن لا اثر للامير يا سيدي

جن جنون الملك و غضب غضباََ شديداََ و صرخ قائلاََ

_ماذا؟! ما الذي تقوله بحق السماء؟! هل انشقت الارض و بلعته؟! ولكن كيف يخرج من المملكة في ليلة واحة؟! اين هو حارسه الابله

_لا ادري يا سيدي الحارس كارلو ايضاََ لا اثر له

_تباََ له!! لن يرحمه احد مني! احضروا لي حصاني و ليلحقني جميع حراس المملكة سنبحث خارج المملكة

تحرك الحارس و اعطى اوامر الملك و جمع الحراس كانوا حوالي خمسة الآف رجل ارتدى مارتن درعه و حمل سيفه و مجموعة اقواس على ظهره و كأنه ذاهب في حرب كانت فكتوريا تقف بجواره و القلق على وجهها نظر لها مارتن و لانت ملامحه تقدم نحوها و امسك يدها و قال بنبره هادئه

_لا تقلقي يا عزيزتي سأجده مهما كلفني ذلك سأخرج لبضعة ايام و لقد وضعت لكي حراساََ في القصر لذا لا تخافي

اومأت له و عينيها غارقتان بالدموع وضع يده اسفل اذنها عند حافة فكها و قبل جبينها ثم ابتسم لها و ذهب ركب حصانه و كان في المقدمة اعطى اوامره و تحركوا جميعاََ و خرجوا من المملكة و هنا اعطى مارتن اوامره و قد افترق الحراس و انتشروا في كل مكان و بدأوا في البحث لكن لا جدوى لا اثر له كانوا يبحثون الى ان يحل الليل الحالك فينصبون الخيام ليناموا لكن مارتن كان لا يستطيع النوم ابداََ و مرت اربعة ايام دون جدوى ولكن اين يبحثون؟ لا يمكن ان يذهب ابعد من ذلك هنا فكر مارتن و قال في نفسه "هل يعقل ان كارتن قد رأه و اخذه معه؟" و اتخذ قراراََ بان يذهب الى اخيه فليس بيده حيلة و توجهوا نحو قرية هاكون و في منتصف الطريق تقريباََ رأى مارتن جثة متعفنة و من الواضح ان قد مر عليها عدة ايام لقد اشمئز مارتن و تقلصت ملامح من المنظر التفت و اذ به يرى مجموعة زهور ملتفة كالتابوت عقد حاجبيه و نزل من الحصان و تحرك نحو الازهار و جثى على ركبة واحدة لمس احدى الازهار ثم قال بصوت منخفض

_انها ازهار ماريوس... كنت محقاََ ذهب الى عمه

استقام و عاد لركوب حصانه و امرهم بالتقدم نحو قرية هاكون تحركوا و مارتن في عينيه امل في لقاء ولده لكن هذا الامل تلاش كلياََ عندما رأى القرية عبارةعن بيوت محترقة و رماد كان ينظر اليها بخيبة كما لو ان احد عزيزاََ عليه اتى و طعنه في ظهره نزل كبير الحراس و انحنى امام الملك و قال

_عذرا سيدي لكن الطعام بدأ ينفذ يجب علينا العودة و سنعاود البحث

_نعم هيا لنعود

اعطى اوامره و الحزن سيطر عليه كما لو ان احداََ قد قتله عادوا الى المملكة دخل مارتن القصر و لا يعرف كيف سيخبر زوجته بالامر راحت فكتوريا تجري نحوه فسألته و الخوف في عينيها واضح

_اين هو ماريوس يا مارتن؟

نظر لها مارتن نظرة حزن ثم تنهد بحرقة و قال

_لا اثر له في اي مكان  لقد اختفى

حاولت فكتوريا عدم الانهيار و قالت و الغصة واضحة في صوتها

_ربما كارتن وجده و اخذه

_ذهبت الى القرية لكنها كانت عبارة عن رماد كانت محترقة و اثر لاي مخلوق هناك

_ربما ذهب الى مكان اخر

نظر لها مارتن ثم جلس على عرشه و وضع رأسه بين يديه منحنياََ بظهره و قال

_لا ادري لا ادري

تحركت فكتوريا و جلست على ركبتيها بجانب العرش و امسكت بيد مارتن و قالت

_ارجرك يا مارتن جده ابحث عنه و اجلبه ارجوك

ثم وضعت جبينها فخذه و بدأت بالبكاء وضع يده على رأسها و قال

_اعدك اني سأجده

ارجع رأسه للوراء يغمض عينيه كان يحاول ان يكون قوياََ من اجل زوجته التي تبكي الان بجانبه لاكن دموعه قد خانته فقط سالت دموعه على وجنتيه

كانوا الحراس يخرجون بين فترة و اخرى للبحث عنه و ها قد مرت خمس سنوات من دون ان يعثروا على اثر له كانت فكتوريا تحترق حزناََ عليه و مارتن بدأ يشعر باليأس لم يعرف ماذا عليه ان يفعل و في يوم من الايام اتى كبير الحراس انحنى للملك و قال

_سيدي لم نعثر عليه لكن عثرنا على شخص اخر

فرد عليه مارتن بنبرة خالية من المشاعر

_و من هو

_انه الملك كارتن يا سيدي

وقف مارتن على قدميه و قال

ماذا؟ اين هو الان؟ هل هو حي؟

_نعم انه حي يا مولاي انه في قرية نورو نحن لم نتحدث اليه فقط رأيناه مع السيدة كرستين ولكن لم نرى ابنته

نظرت فكتوريا الى زوجها نظرة امل و مارتن ابتسم لها ثم قال للحارس

_ساذهب اليه لعله يعرف شيئاََ  اما انتم فلا تتوقفوا عن البحث الا عندما اقول لكم

_حاضر يا سيدي

خرج الحارس و التفت مارتن الى زوجته و قال

_ساذهب اليه و اتمنى ان يكون يعرف شيئا عن ماريوس

_ماذا ان كان لا يعرف شيئاََ 

_عندها ساطلب مساعدته اعرف انه سيرفض  ولكن سأفعل اي شيء لكي اجد ماريوس انه املنا الوحيد

_نعم انه املنا الوحيد يجب ان نراه

انتقم من اجل جزئي المفقودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن