[16] ولكن من يكون؟

19 3 0
                                    

وصل مارتن الى قرية نورو و معه بعض الحراس ارشدوه الى منزل اخيه لكنه كان متوتراََ من لقاء اخيه و هو لم يراه منذ عشرة اعوام كان لا يعرف كيف سيواجهه بعد كل ما فعله به نزل من الحصان و طلب من الحراس ان ينتظروه بالخارج كان واضحاََ من حال المنزل انه يعيش بطبيعية و ان حياته ليست صعبة كان الواضح انهم يعيشون براحة طرق الباب انتظر لبرهة ثم فتح الباب و ظهرت امامه كرستين كانت ترتدي فستاناََ بسيطاََ اسود اللون لكن بنفس الوقت جميل لم يغير شكلها بعد هذه السنين لكن كانت هناك خصلة شيب بيضاء تغزو شعرها الاسود نظرت له بدهشة و لم تنبس بكلمة ثم اتاها صوت كارتن من الخلف و هو يقف بجوارها

_من بالباب يا عزيز......

لم يكمل جملته و تغيرت ملامحه كلياََ عندما وقت عينه على عين اخيه كان يرتدي قميصاََ و بنطالاََ عاديان باللون الاسود و قد ظهر على شعره الشيب فقال له كارتن بنبرة خالية من المشاعر

_ماذا تريد الان؟

_دعني ادخل و سأخبرك بما اريد

نظر كارتن خلف كتف مارتن و رأى الحراس فعرف انه لا يريد التحدث امام الحراس فتنهد و سمح له بالدخول جلس مارتن على الاريكة و هما يقابلانه و قال

_اعرف انك لا تطيق رؤيتي و انك غا......

_مارتن بلا مقدمات.. ماذا تريد؟

_انا لم اتي اليك لاطلب منك شيئاََ بل اتيت لكي اسألك... هل اتى اليك ماريوس او لمحته في مكان ما؟

_انا لم ارى ابنك منذ ان كان في الثامنة

هنا تحطمت كل امال مارتن و اصابه اليأس ففرك وجهه بكفيه فأتاه صوت اخيه يسأل

_لماذا تسأل عن ابنك؟

_لانه مختفي منذ خمسة اعوام و لا اعلم عنه شيئا طوال تلك السنوات ابحث عنه و لا اثر له...... ساعدني لكي اجده

نظر اليه كارتن لوهلة ثم بدأ بالضحك بصوت مترفع ثم انتهى و قال و هو يبتسم باستهزاء

_لقد جعلتني اضحك و انا لا رغبة لي بالضحك

نظر له بحدة و اكمل قائلاََ

_قلت لك يا مارتن.... قلت لك انك ستتوسل الي لانقاذ ابنك و عندها لن اساعدك و اسجعلك تندم على فعلتك

_اعرف لكن ليس بيدي حيلة ساعدني في ايجاده و سأعطيك ما تريد

ضحك باستهزاء و قال

_يا الهي يقولها مرة ثانية............ و هل كنت تظن اني جشع مثلك؟

_كارتن ارجوك انا ابحث عنه مثل المجنون منذ خمس سنوات

_اممم..... لنفترض اني قبلت مساعدتك..... كيف سأساعدك؟ و لنفترض اننا وجدناه هل انت مقتنع بانه سيعود معك؟

_لا اعرف

_حسناََ دعني اجيب عنك لا لن يعود معك لانه لا يرى قصرك منزلا بل يراه سجناََ و لو لم يراه سجنا لما هرب من الاساس

_اذا ماذا علي ان افعل؟ اشعر و كأني مقيد اليدين

_لا اعرف

_ماذا عن ابنتك اوليفيا ان ماريوس لم يتوقف عن التفكير بها طوال تلك السنوات نستطيع اقناعه

كرستين شعرت بغصة و غادرت الغرفة و كارتن لانت ملامح و قال بصوت هادئ يحمل في طياته الحزن

_انا ايضا لا اعرف شيئا عن ابنتي منذ خمس سنوات

_ماذا؟... ألم تبحث عنها

_لا لاني لا اعتقد بانها لا تزال على قيد الحياة فقد اختفت في ليلة حالكة وسط غابة يملئها الذئاب

هنا تجمد مارتن في مكانه فقد ضربته صاعقة اليأس تمنى الموت بدلا من سماع هذه الكلمات ثم انحى رأسه يتنهد ثم قال بقلة حيلة

_ليتك لم تكتفي بتحطيم وجهي في ذلك اليوم و قتلنتي

لم يرد عليه كارتن فقال مارتن له

_عد يا كارتن فاني لم اعد اتحمل كل هذا

_لا تحاول لن اعود الى المملكة

_حسناََ ان كان هذا ما تريد

قام مارتن و خرج من البيت و وصل الى القصر و كما حدث قبل خمس سنوات عندما عاد و الخيبة تملئه لكن هذ المره فكتوريا انهارت حزناََ و خصوصا عندما سمعت ان كارتن و زوجته ايضاََ لا يعرفان اين ابنتهما حل الليل و كان كل من مارتن و فكتوريا يجلس كل منهما على عرشه و اتى اليهم احد الحراس مفزوعاََ يقول

_سيدي لقد احترق المستودع و معه كل العربات التي بداخله و الحارس الذي يحرسها قد قتل

_ماذا تقول؟!

قال مارتن بدهشة و راح يركض و خلفه فكتوريا و لحقهما الحارس جميع الحراس كانوا مجتمعين و قد اخمدوا النيران و كان كل شيء محترق و الحارس على الارض قد ارتد قتيلاََ

دخل مارتن المستودع و كان ينظر لما حوله بذهول فهذه اول مرة يدحث هذا ثم لاحظ رسالة على الحائط مكتوبة بلون الاحمر

الزهور التي اتلفتها لن تدع بتلاتها تذهب بسلام
فجذورها تحول لونها الى السواد فانت الملام
لم تعرها اهتماماََ و لم تفكر بها فتحمل اذا الآلام
تساهلت معك الزهور فقررت بان لا تدعك تنام
انتظرت مطولاََ و سوف يزداد انتقامها عبر الايام
سينكسر تسلطك و سيبدأ قصرك بالانهدام

انتظر و سترى بعبنيك الانتقام

مارتن توسعت حدقتاه و افترقت شفتاه لا يعرف ماذا يفعل فقال في نفسه "من هذا و ما الذي يريده مني لماذا يريد ان يتقم ولكن ماذا يحدث"اتت خلفه فكتوريا و قرأت ما هو مكتوب فوضعت يدها على فمها لا تعرف ماذا تقول فاتاها صوت مارتن و هو يقول بلا وعي

_من يريد الانتقام مني؟

_لا اعرف لكن من الواضح ان هو نفسه من اخذ ماريوس

_نعم و لهذا فهو ليس كارتن

_اجل

_ولكن من يكون؟




انتقم من اجل جزئي المفقودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن