الفصل الأول

56 8 5
                                    

جيني أستيقظي ، علينا أن ننهض !

على عكس عادتها ، جائني صوت جين هادئاً ، ساكناً ، يوشك أن يكون راجياً.

و على الرغم من أنني أُيقن أن جين من صنع مخيلتي ، لكنني كنت أشعر بها و كأنها حقيقية.

بدأت أشعر بثقل جسدي و رأسي تدريجياً ، و حتى قبل أن أفتح عيناي شعرت بحراره الدموع تبدأ بالتجمع تحت جفوني.

لا وقت للبكاء الآن ! عليكِ أن تتماسكي !

قالت جين بنقد.

"بأي طاقةٍ سأتماسك؟" تمتمت بخفوت،  قبل أن أسمع تساؤلات حائرة و همسات . فبدأت بإدراك ما حولي و من حولي .

أفتحي عيناكي ! حثتني جين بغضب.

لكنني لم أرغب بفتح عيناي.

إبقائهما مغلقتين لن يجعل أي شئٍ أقل حقيقة ! أفتحي عيناكي و أنظري داخل عيناي ، لقد تمت خيانتنا من الجميع..

فتحت عيناي للنظر داخل عينى جين ، الغضب و الشر يملؤهما.

"هذا الحريق بداخلك لن يطفئه سوى الإنتقام!" قالت جين بسكون مخيف.

تجولت عيناي على الأشخاص حولي ، نظرات القلق و الحيرة تملئ ملامحهم.

"حضرة الملازم ، لا أظن أنها بخير " تحدث أحد الرجال مع الرجل الذي كان يحدثني لأكتشف أنه ملازم.

"أنا بخير " رددت بالرغم من أنه لم يوجه أحدهم الحديث لي و هممت بالنهوض.

رأسي أصبح كالسكاكين تطعن به و لكنني تجاهلت الألم و جلست على أقرب كرسي.

جثى الملازم أمامي " أخشى أنه علي أخبارك بإنه علينا التحرك الآن !"

"إلى متى؟" تسائلت بهدوء.

" إلى أن يكون الوسط أماناً تماماً "

لم أستطع أستجماع عقلي لإتخاذ قرار ، كل ما أستطعت التفكير به هو الخيانة التي تعرضت لها من قِبل أصدقائي.

" هل أنت متأكد ..؟" لم أستطع أن أكمل الجملة ، الواقعة كانت ستؤلمني أكثر و أكثر كلما كانت حقيقية.

لم أستطع تقبلها ببساطة.

حاولت أن أبحث داخل عينيه عن أي شك ، أي  أمل أو أحتمال ضئيل بإنه لم يكن على يقين ، لكنني لم أرى أي من هذا.

عينيه صرخت و أعلنت كل شئ قبل أن يؤكد لسانه " أنا متأكد ، كما تعلمين ، عملي لا يترتب على الظنون و الشكوك. هو فقط يترتب على الحقائق و الدلائل. "

"هذا الأمر صعب التصديق ، عليك أن تعطيني تبررياً ، أرني تلك الدلائل !" عاندت ، و كنت أعاند نفسي أكثر من أي شخص آخر.

" و ما زلتي هنا تشكيكين بذلك !" أخرجت جين ضحكه إستهزاء.

" أعدكِ بأنني سأخبرك ، لكن الآن ليس الوقت المناسب ولا المكان المناسب ، لنأخذكي لمكان آمن الآن و لاحقاً سأخبركِ بما عليكي معرفته !"

النجمة السوداء : بين طيات الحقيقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن