الجدير بالثقة (متوقفة مؤقتا)

17

كان يجفف عرقه بعد جلسة علاج مرهقة، بالمقابل حين يفكر في عودته للبيت لينضم إلى اسرته الصغيرة ويعاود الحياة بشكل طبيعي يتبدد شعوره بالارهاق والتعب!!

"انت تتقدم يا عزيزي!!"
عزيزي؟! وبصوت غير ساكورا؟!
نظر لتلك المتكلمة بتعجب وضيق!! ثم فكر، ربما هي لا تقصدني، لاحظ ان الطريق مختلف فعلق "هذا ليس طريقي!!"
" لا تقلق سنقوم برحلة للحديقة"
رد بحزم وبصوتٍ عالٍ"لا اريد!!"
فهمست له مرتعبة "لا ترفع صوتك ارجوك!! انا مينامو ألا تذكرني يا عزيزي؟!"
بنظرات مرتابة تأملها " لا!! من انتِ؟!"
"انا؟! - تبسمت- انا شخص لا يمكن وصفه بكلمة بالنسبة لك!!"
تاهت عينيه في الارجاء محاولا تذكر هذه المرأة اثناء دفعها له إلى الحديقة..
اتخذت مكانا خفيا في الحديقة، نظرت للجالس امامها وارتسمت ابتسامة على محياها، سيكون لعبة مسلية جداً..

وضعت يدها فوق يده، فأبعدها قائلاً "لا احب اللمس!!" شعر بأن لمستها له شيء خاطئ!!
جلست امامه تضم ركبتيها إلى صدرها، وهي تنظر إليه بكل حزن، نظر إلى عينيها متفحصا وتعلوه نظرة ارتياب"لا بأس عليك يا عزيزي!! المهم هو أني جئت حتى اطمئن عليك، واخبرك بأن ايتاشي بخير وهو يرسل إليك سلامه"
"ايتا.. شي؟!"
ارتفع الحماس!!
فقد حصلت على كامل انتباهه وتركيزه، ابتسمت بسخرية مخفية، لقد اصبح غبيا فعلاً!!

.
.

تنهد ساي مطلقا كامل المشاعر التي انتابته للحظة، ما يعرفه لا يحكي باللسان ولا تحيطه الكلمات لذا اختصر " اخبريه بأنك لم تستطيعي معرفة من يكون جينيونغ"
" ساي؟!"
" اللعنة على هذا!! "
قطبت حاجبيها" اخبرني وانا اقيم ما اذا كنت سأخبره ام لا!! "
" دكتورة! انها قصة مؤسفة انتهت بأخي يموت امام عينيه-ارتسمت ملامح الصدمة على وجهها- لذا اخبريه بأنك لم تستطيعي معرفة اي شيء!!"
وقفت متصنمة للحظة، هو ينادي صديقه الميت؟! يراه في ساي؟! هل كان جينيونغ اعز عديه منها؟! تذكر احدهم بينما وضعها جانبا مع كل ما ضاع منه!! تمالكت نفسها واعادت دمعتها، وقالت "انا آسفة!! هل...- انطلق كود الفرز الخارجي مناديا الأطباء لقسم الطوارئ، لذا اسرعت الطبيبة إلى هناك..
اثناء اسراعها في رواق المستشفى التقطت عيناها ساسكي في الحديقة مع احدى الممرضات، تعجبت من ذلك لكنها زادت سرعتها لتلتحق بفريق العناية بالمصابين..

.
.

" تحدثي امامهم، انا سأحميك!!"
مسحت دمعتها "انا اخشى ان يؤذوا هيرو!!"
"هيرو من يكون؟!"
"هيرو، ابننا!!"
شعر بأنه يسقط، بالرغم من جلوسه على مقعد!!
تمسك بمساند الكرسي بقوة تخفي ارتجاف يديه، ونفور عينيه إلى كل مكان..
لا!! لا يمكن!!
هذا اكثر ما لم يتوقع سماعه او تخيله او وقوعه!!
لقد خاب أمله، خاب أمله بنفسه وبنزاهته وبشرفه!!
كل ما قالوه عنه وما سمعه عن نفسه كذب!!