{الفصل واحد وعشرين}

275 28 16
                                    

#منظور دازاي

في قمة التوتر والارتباك، حاولت أن أصنع مكاناً مريحاً رفيقتي، بينما عقلي يحاول استيعاب وادراك ما يجري، لن نكون اثنين بعد الآن، وأشعر بالكلب الأجرب لا يهدأ أبداً، في حربه الخاصة ويسألني بكثرة وكأنني لست قلقاً بما فيه الكفاية

"هل كل شيء مريح لها؟ هل تأكدت من ذلك حقاً؟ هل يوجد شيء يخفف عنها؟ ألن يمرض الطفل في أجواء باردة كهذه؟ ألا يمكنك مساعدتها على التنفس؟"

حسناً، لم أهتم لكوني أراه قلقاً لهذه الدرجة لأول مرة، حتى أنه يطرح اسئلة غبية كتلك، خلعت الرداء العلوي ووضعته جانباً، ما فعلته الآن يعتمد على غرائزي فقط، حيث أعرف بأنني أحتاج شيئاً لتغطية الطفل به فور ولادته، ويفضل التواصل المباشر بين الأم وطفلها...

يدي لا تتوقف عن الارتعاش، لكنني مددت يدي لأرفع شعر تشويا وأفسحت بعض طبقات الملابس الثقيلة عنها، فهي تتعرق بشدة وتئن، تسألني وأشعر برائحة الخوف والارتباك لا تفارقها

-هل أنت متأكد حقاً؟ أنا لا أصدق ذلك...

- تشويا، أنت بنفسك أمضيت فترة قصيرة للغاية في غثيان الصباح بحيث أننا لم نشعر بالأمر حتى، وآخر حرارة لك منذ ستة أشهر، هل تألمت مرة لهذا القدر؟ لا أعتقد، وتالياً، أنت بدأت بالفعل في التوسع...

يدي على بطنها في محاولة خفيفة للغاية لتهدئتها، لم أكن أعرف ما الذي أفعل، هل احتوى بطنها خلال ستة أشهر بالفعل على طفل من غير أن نعلم؟ شعرت بالسوء الشديد، لم نكن لنمر بالسعادة الشديدة حينما نعرف، لم نشعر بحركته الأولى، لم أتحدث إلى الجنين، بالأصل لم أعرف بوجوده حتى!

يدي تمسد بطن تشويا الذي لا يظهر عليه البته، ويدها الصغيرة تضغط بقوة حتى غرست مخالبها من غير قصد في يدي، أشعر بالدوار الشديد، نبض قلبي يزداد بشكل مخيف، حسناً، لم أكن دلتا ذو فائدة في هذا الوضع، أنا ورفيقتي في حالة جهل تام، وكوني رفيقها فقط هو ما يساعدها...

- تشويا، أعتقد بأنني يجب أن أحضر بعض المياه لأجلك ولأجل الصغير...

- هل ستبتعد عني؟

تتألم للغاية، لكنني مرتاح نوعاً ما لقدرتها على الحديث قليلاً، تأخذ أنفاس طويلة عميقة قبل أن تطلق أنيناً متألماً، أرى يدها تتشبث ولا تريد تركي، وأشعر بأن لوسفير رافض تماماً الابتعاد عن تشويا وفلورنس، ما باليد حيلة...

- ليس لفترة طويلة...

- لا، المياه باردة للغاية، ستضر طفلنا...

ضوء القمر || moon lightحيث تعيش القصص. اكتشف الآن