حفظ اللسان

376 16 1
                                    


من نعم الله على بني آدم، "اللسان" هذه العضلة
هي وسيلة التواصل بين البشر
وعلى هذا فإن هذه النعمة قد تتحول إلى
نقمة - والعياذ بالله -

من الأشياء المنتشرة كثيراً خلال هذا الزمان "بذاءة اللسان"!

هذا يشتم، وهذا يقذف، وهذا يغتاب، وهذا يفسد بين الناس بلسانه (نميمة)، وهذا يشهد بالزور، وهذا لسانه فاحش قال جَلالَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وقولوا قولًا سَديدًا السديد أي الموافق للحق والخالي من الكذب والباطل

ومن الآية السابقة نستخرج أهمية لحفظ اللسان وهو استجابة لأمر الله جلال في تحرّي الصدق والحق في الكلام، وتجنّب جميع آفات اللسان، وأيضاً إرشاد النبي ... ومَن كانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ

٢- اقتداءً بالنبي ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه «لَمْ يَكُن النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَبَّابًا، وَلَا فَخَاسًا، وَلَا لَقَانًا» [رواه البخاري

٣- حفظ لسانك قد يُنجيك من دخول النار، فقد
سُئل النبي عليه وسلم عن أكثر ما يُدخل الناس النار فقال « الفم والفرج» والفم يشتمل على اللسان

وهذا يبين خطر اللسان واللسان له سبيلان إما سبيل إلى الخير وإما سبيل إلى الشر، وبالتالي في المقابل قد تجعل لسانك ينطق في سبيل الخير، فمثلاً ذكر الله ﷻ وقراءة القرآن وغيرها
ومن صور سُبُل اللسان في الخير:
١- الدعاء
٢- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
٣- النصيحة الجيدة
٤- تعليم النَّاس ما ينفعهم
٥- الإصلاح بين النَّاس
٦- الدعوة إلى توحيد الله ﷻ
٧- الصدق والكثير من الصور الدالة على الخير

والآن بيان مخاطر آفات اللسان :

١- القذف وهو من السبع الموبقات صلى الله (المُهلكات) التي أشار إليها النبي ﷺ في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبقات، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قَالَ: الشَّرْكُ بِاللَّهِ، والسِّحْرُ وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا ، وأَكْلُ مال اليتيم والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاتِ»

٢- شهادة الزور، وهي كبيرة من كبائر الذنوب وقد أتت بعد الإشراك بالله وعقوق الوالدين وهذا يدل على أنها ذنب عظیم، فعن أبي بكرة بن نفيع - رضي الله عنه
قال النبي ﷺ «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ :قالوا بَلَى يَا رَسول الله، قال: الإشراك باللَّه، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ. حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنا بشرٌ مِثْلَهُ، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقال: ألا وقَوْلُ النُّورِ فَما زالَ يُكَبِّرُها حَتَّى قُلْنا لَيْتَهُ سَكَتَ»

٣- الكذب، وهو عكس الصدق تماماً، وهو من آيات النفاق الثلاث، والكذب يؤدي بصاحبه إلى النار، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه صلى الله قال النبي ﷺ... وإن الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفجور، وإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّار، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَابًا»

٤- النميمة، وهي نقل الكلام بقصد الإفساد، وصاحبها لا يدخل الجنة، عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه صلى الله - قال النبي «لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتّات» والفتات هو النمام

قال النبي عل «وَ إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطَ اللَّهِ لا يُلْقِى لها بالا يَهْوِي بها فِي جَهَنَّمَ »
فكلمة من سخط الله لا تلقي لها بالا قد تجعلك تندم يوم لا ينفع الندم!

فيا عبد الله ويا أمة الله اتقوا الله حق
ثقاته وقولوا قولًا سديدًا، فما عاقبة
ذلك إلا صلاح الأعمال وغفران
الذنوب، فالبدار البدار يا أيها الأبرار،
واتقوا عذاب النّار

نصائح دينيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن