نصائح دينية

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

سؤال
السلام علیکم شموخ بسألك لو سمحت لو تعرفين الحكم، مثلا انا افتش " الحمد لله انا منقبة بس مثال " و ما اسمع اغاني وانصح الي يسمع، هل هنا علي اثم اني افتش ومع ذلك انصح ؟ اشوف البعض اذا شاف احد ينصح يقول انت تسوي كذا طيب او وش الفايده تفتش بس ما تسمع اغاني ذنبك اعظم ؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، الامر بالمعروف واجب على كل مسلم بالغ عاقل و كونه لديه بعض الذنوب و عاصي لا يعني هذا سقوط الامر بالمعروف ، قال الله تعالى: { وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعضٍ يَأْمُرُونَ بالمَعْرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ } وقال : من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ] فعندما تكون مذنبه و تترك النصيحة هكذا اصبح لديها ذنبان ، وهي لما تنصح فيها خير الكثير للي تنصحهم قبل غيرهم فهي لما تنصح احد وهي مذنبه بتحس بتانيب الضمير وترجع الى الله ، وتتوب على ذنوبها ، فعلى الانسان المسلم واجبان الاول امر غيره ونهيه ، الثاني امر نفسه ونهيها ، فترك احدهما لا يكون رخصة في ترك الاخر ، فلا تردوا الناصح وتدعوه بالالقاب الغير محببه له ، ولا تهجروا النصيحة فهي نجاة مجتمعنا

لا شك أنه ينبغي على من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر : أن يكون ممتثلا ما يأمر به ، منتهيا عما ينهى عنه
قال القاضي أبو يعلى : " والأولى أن يكون الأمر بالمعروف والناهي عن المنكر من أهل الستر والصيانة والعدالة والقبول عند الناس ؛ لأنه إذا كان بهذه الصفة رهبه المأمور: وربما استجاب إليه ورجع إلى قوله ...؛ ولأن من هذه صفته فكلامه أوقع في النفوس وأقرب إلى القلوب" انتهى من رسالة " الأمر بالمعروف " (ص47).
إلا أن هذا لا يعفي العاصي والمقصر من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة التقصير في العمل أو الوقوع في بعض المنكرات

فالذي عليه عامة العلماء من السلف والخلف : أنه لا يشترط فيمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر : أن يكون عدلاً في نفسه غير مرتكب لشيءٍ من المنكرات أو المعاصي ؛ لأن في هذا الشرط سداً لباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فمن ذا الذي يسلم من المعاصي والذنوب ؟!.

لأن الواجب على الإنسان أمران : اجتناب المنكر ، والنهي عنه ، فإذا أخل بأحدهما ، لا يسقط عنه الآخر

قال أبو بكر بن العربي : " وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِهِ أَنْ يَكُونَ عَدْلًا عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ ، وَقَالَتْ الْمُبْتَدِعَةُ : لَا يُغَيِّرُ الْمُنْكَرَ إِلَّا عَدْلُ
وَهَذَا سَاقِطٌ ؛ فَإِنَّ الْعَدَالَةَ مَحْصُورَةٌ فِي قَلِيلِ مِنْ الْخَلْقِ ، وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ عَامٌ فِي جَمِيعِ النَّاسِ" انتهى من "أحكام القرآن" (1/349) .