Â$ƚЄR

13

أعتقد أني فضلت البقاء في قاع الظلمة...
عوضاً عن اللحاق بقبسٍ قد ينطفئ.....!!

______

في اليوم التالي ليلاً وبعد عودتهم من عملهم...

يتمشيان فوق سياج البحر الكبير ، يمسكان أصابع بعضهم البعض برقة ويستنشقون هواء البحر اللطيف

يقابلهم كرسي ليجلسان عليه ، يجلس هو وهي بجانبه ولم يلبث كثيراً حتى آمالت رأسها على كتفه ، كما لم يلبث كثيراً حتى حملها يضعها بين أحضانه ، تريح رأسها على كتفه تحشره في تجويف عنقه تنفث أنفاسها وتقبله برقة بين الحين والآخر ، لتجعل للفراشات تأخد مسلكاً لمعدته

ضمها تحت جاكيته بينما يربت على شعرها بشكل متتالي ، ثم تحدث بصوت هادئ كهدوء لحظتهم هذه
إشتقت إلى القدوم لهنا

همم ، لقد كنا نأتي في صغرنا إلى هنا لنفرغ همومنا ونستمتع بوقتنا

ليس بالمكان الترفيهي ، ولكننا في لحظتها بدأ وكأننا قد ذهبنا إلى ديزني لاند

ضحكت بخفة بينما لم تتوقف عن نثر قبلات عشوائية على عنقه
لقد كان هذا مكان سعادتنا بالفعل ، عندما كنا نهرب من أمي وأبيك لنأتي إلى هنا

نزل برأسه بخفة ليصبح قادراً على تقبيل ثغرها ، قبلها بلطف ثم إبتسم لها ، من يمر من هنا لن يرى سوى عصفورا حب لطيفان ، لن يجرئ حتى على التخمين بأنهم من أكبر المطلوبين في الدولة

أتذكر كيف وعدتك بأن أحميك من هذا العالم وأكون لك العون ، لكنني عندما بدأت أُراقبك وجدت كيف أصبحت امرأتي ، وجدت امرأة قوية قادرة ويهابها الجميع ، كان هذا كفيلاً ليرسم السعادة في قلبي ، ولكنني كنت أراقبك دوماً ، أحاول أن أحميك رغم معرفتي بمدى قدرتك

قهقهت بخفة
كيف لا أكون هكذا وأنتَ رجلي الذي علمني القوة ؟!

ضمها نحوه بشكل أكبر ليقهقه بدوره ويقبل فروة رأسها ، حدث هدوء خفيض قطعته هي بقولها ، كأنها كانت تفكر في بعض الأشياء حتى قررت أن تخرج ببعض أفكارها له
لقد عهدنا بعضنا على الكثير ورسمنا حياتنا بأشكال مختلفة ، ولكن ها نحن الآن نعيش بشكل مختلف نهائياً ، بشكل لم نتوقع بأننا سنكون عليه

ربت على شعرها بلطف بينما شرد في البحر الهائج الذي أمامه
هذا مايحدث ، ففي نهاية المطاف ، يعود ما تخيلته لم يعد ، ينتهي ما لم تتوقع انتهائه ، تنسى ما لم يفارق ذاكرتك و تتذكر ما لم تُرد تذكره ، تصل الى مكاناتٍ لم تتخيلها ، تساوم على ما لم يكن بالحسبان ، تخسر ما قد عنى كل شيء و تحصل على الدنيا و ما فيها...
قصتنا هي كذلك أحد تلك القصص الخيالية ، قصة لم نتصور قط وجودنا فيها