الفصل التاسع: خطوات نحو المجهول

3 0 0
                                    

رسالة من القرآن:
"وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا"
سورة الطلاق| الآيتان 2-3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-"المايه هي نهر النيل"
قالتها مرام فتابعت كاميليا:
"الشجرة الخير البيوفره النيل."
ثم صحت و انا أكتب كلمة السر:
-"النيل هي كلمة السر."

عندما دفع آريان الباب أخيرًا، كشفت فتحة الزنزانة عن مساحة صغيرة بالكاد تكفي شخصًا واحدًا. كانت الجدران الحجرية باردة وخشنة، والضوء الخافت المنعكس من ممرنا ألقى ظلالًا غامضة على المكان.

رأيت يوسف جالسًا في الزاوية، ظهره مستند إلى الحائط. لم يكن يبدو منهكًا تمامًا، لكنه كان متعبًا، وملابسه مغطاة بغبار الجدران. كان هناك خط من العرق على جبينه، ربما بسبب التوتر أو الحرارة الخانقة في هذا المكان الضيق.

الأرضية كانت جافة لكنها مغبرة، وكأن أحدًا لم يطأ هذا المكان منذ زمن، عندما نظر إلينا، كانت عيناه تعكسان مزيجًا من الراحة والرهبة.

"مش بدري شوية؟" سأل بصوت مرح، فتقدمت نحوه وأنا أمد يدي لأساعده على النهوض و قلت:
"لا كنت هربت بنفسك بقا بدل المرمطة"

ضحك بخفوت وهو ينهض بصعوبة، يمسح الغبار عن كفيه.
"شكراً ليكم... بجد"
قاطعتنا مرام تستعجلنا قائلة:

-"طب يلا يا شباب ولا ايه يلا".

تدخل آريان من الخلف وهو يغمغم بنبرة جافة:
"يلا."
 
هرولنا نحو الباب الخلفي الذي سيوجهنا إلى الخارج حيث تنتظرانا كاميليا و مرام، ولكنني لم استطع التوقف عن التفكير في أولئك المحبوسون هنا فبضغطة زر صغيرة على هذا الزر اللذي فتح أبواب جميع الزنازين ليحرر كل من في الداخل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوسف

ركبنا السيارة ليستقبلني الفتاتان بترحاب شديد كأنني كنت في السجن لمائة عام - بقيت هناك لنا يقارب ثلاثة ساعات ليس أكثر-.
  مضينا في طريقنا وأنا أبحث في السماء الملبدة بالغيوم عن إجابة لسؤال كان يلح في رأسي: ماذا بعد؟ كان الطريق أمامنا مظلماً، الظلال التي تلاحقنا كانت أكثر من مجرد ظلال مادية؛ كانت أفكارنا، خوفنا، وحربنا الداخلية.

"أنا عايز أروح الشركة الأول"، قلتها بصوت منخفض، بكاد لا يسمع. لم يكن أحدهم يتوقع هذا القرار، ولم يفهم أحد السبب.

كاميليا رفعت حاجبها بتساؤل و أردفت:
"ليه؟"

زفرت الهواء من فمي، مفرغًا ما في صدري من ضيق، ثم أضفت: "بما أنهم عرفوا عن السيرم، أكيد هيحاولوا ياخدوه. ولو وقع في ايد الشخص الغلط، اللي ممكن يحصل مش هنقدر نسيطر عليه."

مقيَّد بالدَمِ Where stories live. Discover now