الفصل العاشر: ظلال الماضي

8 0 0
                                    

﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾سورة البقرة | الآية 185
-----------------------------------------------------------------زهرة
في إحدى الحصون البديعة وقفت في منتصف بهو كبير فرأيت بعض الوجوه المألوفة، كانت كاميليا تقف برفقة رحل أعرفه، ذلك الرجل الذي رأيته في رؤياي من قبل، ذلك الذي حول يوسف لمصاص دماء! وفي مواجهتهم يوسف، و آدم، و الباشا و بعض الرجال الذي لا أعرفهم، كانت الأجواء ثقيلة كأنها تحمل عبء المعركة التي على وشك البدء -كان هذا الظاهر-، دار بين الطرفين حديث قصير كان كله لوم و عتاب لذي الشعر الطويل و كاميليا ثم اشتعلت معركة بينهم ظهرت فيها قوة كاميليا و حليفها، حيث استطاع حليفها قتل العديد من مصاصي الدماء بطرق لم أرها من قبل، أظن أنه استطاع التحكم في دمائهم أو شيء من هذا القبيل ولكن بحركة سريعة استطاعت كاميليا تكبيله بأصفاد أفقدته قوته في الحال -أظن أنها أصفاد سحرية أو شيء من هذا القبيل- لتتوقف المعركة و يصرخ المقيد بغضب:
-"خائنة"
فردت كاميليا بانتصار:
-"هذا جزاء الظالمين، لم تكن هذه عقيدتنا منذ البداية، ألم يكن هذا اتفاقنا؟"
ما تلك العقيدة وما ذلك الاتفاق لا أعرف ولم يكن هناك وقت لأعرف؛ فسرعان ما تلاشى كل ذلك و عدت للواقع.

   كان الطريق يزداد ظلامًا مع كل ميل نقطعه، أنوار السيارة الأمامية بالكاد كانت تضيء الطريق الملتوي وسط الغابة الكثيفة. جلستُ بجانب كاميليا التي كانت تمسك بالمقود بتركيز شديد، خلفي كان يوسف، صامتًا، وعيناه مشتعلة بذلك البريق الغريب الناتج عن السيروم، لم أنظر إليه مباشرةً، لكنني شعرت بثقل وجوده خلفي.

  كسرت كاميليا الصمت فجأة وقالت، ونبرتها تحمل مزيجًا من القلق والتوتر:
"انتم كويسين ؟"

اومأت ثم استدرت و نظرت إلى يوسف الذي كان وجهه  شاحبًا، لكن عينيه تشعان بقوة غير طبيعية.

رفع عينيه إليّ ببطء وقال بصوت منخفض:
"أنا كويس، متقلقوش."

لكنه لم يكن كذلك. يده كانت ترتعش قليلاً، وعروقه المتوهجة باللون الذهبي كانت دليلًا على أن السيروم ما زال يؤثر عليه. نظرت إليه مجددًا، لم أستطع تجاهل ملامحه المتعبة والمثقلة بالكثير من الأسرار التي يرفض الإفصاح عنها.

بعد فترة ليست قصيرة، وصلنا أخيرًا. توقفت كاميليا أمام بوابة كبيرة من الحديد، قديمة ومغطاة ببعض النباتات الزاحفة. نزل يوسف من السيارة أولًا، خطواته كانت ثقيلة لكن واثقة، كأنه يعرف كل شبر في هذا المكان، لحقت به أنا وكاميليا، وقفتُ بجانبه وأنا أشعر بشيء غريب يضغط على صدري.

مقيَّد بالدَمِ Where stories live. Discover now