الفصل الخامس: حفل راقص

6 0 0
                                    

﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد﴾
سورة ق|الآية ٢٨
-----------------------------------------------------------------
زهرة
مرت شهور عديدة على نفس الحال، مرام مصاصة دماء و أنا في عملي، لم يحدث أي شئ جديد، حتى أهل الظل ما زالوا كما هم في الظلام، لم يبدي يبدي زعماء الأحزاب -يوسف و كاميليا و أدم و ناتالي و الباشا- أي مظاهر شفقة تجاههم، ربما لأنهم وحوش قاسية - ما عدا يوسف بالطبع -لن يبالوا بما يحدث طالما لا يضرهم، ربما، و ربنا لأنهم يخشوهم، لا أعرف، ولكن كل ما أعرفه أنهم مازالوا على قيد الحياة و أن يوسف لا يعرف كيف يساعدهم؛ كونه زعيم وحيد فقراره لن يؤثر عليهم بأي شئ.
دعا صباح اليوم أحد مصاصي الدماء يوسف و كاميليا إلى حفل أقامه في قصره فدعاني يوسف أنا و مرام فلبيت دعوته، وفي الساعة الثامنة، ارتديت فستاني الاسود ذا الشريطة الخضراء و تهيأت لمقابلة مرام و يوسف و كاميليا في إحدى محطات الترام.
-----------------------------------------------------------------
"جمال و دلال."
قالتها مرام فور رؤيتي لأرد ملاطفة لها:
"من بعض ما عندكم يا قمر"
...

ضحكت مرام بخفة، ثم ربتت على كتفي قائلة:
"يلا نمشي مش عايزين نخليهم يستنوا كتير"

تحركنا نحو محطة الترام، حيث كان يوسف وكاميليا ينتظران. بدا يوسف كعادته أنيقاً، يرتدي بدلة سوداء تتخللها خطوط رمادية خفيفة، وكانت نظراته تحمل دائماً ذلك المزيج من الهدوء والحزم. أما كاميليا، فكانت تتباهى بفستان أحمر زاهي يعكس شخصيتها الواثقة والجريئة.

"جميلة كالعادة." قال يوسف بابتسامة دافئة بمجرد أن وقعت عيناه عليّ. شعرت بالحرارة تتصاعد إلى وجنتي، ورددت بخجل:
"شكراً."

تحركنا معاً إلى القصر، كان الليل هادئاً، والنجوم تتلألأ في السماء كأنها تراقب الحدث المقبل. وصلنا أخيرا، فرحب بنا مضيف الحفل الذي كان مصاص دماء في شكل طفل برغم بلوغه من العمر أكثر من مائتين عام. رحب بنا في قصره الذي كان المبنى الضخم يفيض بالفخامة، أضواؤه الذهبية تنعكس على النوافذ الزجاجية، وصوت الموسيقى الكلاسيكية ينبعث من الداخل.

داخل القاعة، كان الحفل مزدحماً بمصاصي الدماء وحلفائهم من البشر أو كما يدعوهم محافظ الدماء، يختلط الحاضرون برشاقة وكأنهم في مشهد من أسطورة خيالية.

كنت أقف في زاوية القاعة، قلبي ينبض سريعاً بسبب تلك الأجواء التي لم اعيشها من قبل. كان يوسف يتحدث مع كاميليا ومرام و كلا من آدم و ناتالي،لكن نظراته كانت تتسلل إليّ بين الحين والآخر، كأنه يراقبني دون أن يجعل ذلك واضحًا.

فجأة، ترك يوسف الحديث واقترب مني بخطوات ثابتة، وقف أمامي ومدّ يده بلطف قائلاً:
"زهرة، تسمحيلي بالرقصة دي؟ "

مقيَّد بالدَمِ Where stories live. Discover now