يتحرك القطار ببطء شديد ليخترق أراضٍ مليئة بالأشجار الخضراء لينشر الدخان الأسود في كل مكان، فيضع لمسته الفريدة في تلويث الهواء من حوله، كانت تجلس واضعة السماعة في أذنها تستمع لإحدى الأغاني الفرنسية المفضلة لديها، ومن بين إنسجامها صدح رنين هاتفها ليظهر اسم "جدي عبد المنعم" على شاشة الهاتف، أجابت ببطء وقالت بملل: لقد أخبرتك يا جدي أني لم أتجاوَز الثلاث محطات بعد.
فأجاب الجد بإبتسامة: لا تتذمري يا فتاة فقد أخبرتك بأنني سأُرسِلُ لكِ السائق، لكنكِ رفضتي.
- حسنًا لكن لا تُلِح في السؤال يا جدي فأنا مازال أمامي الكثير.
- حسنًا يا صغيرتي، إلى اللقاء سأعاود الإتصال في وقتٍ لاحق.
أغلقت الهاتف ولاحظت أن الموسيقى قد توقفت فتكاسلت عن إعادة فتحها وجلست تراقب الركاب بفضول، لاحظت فتاة صغيرة بالمقعد الذي أمامها تنظر لها بتعجب
فقالت غزل برقة: ما إسمكِ؟الطفلة: إسمي تودُّد.
غزل بإبتسامة حنونة: you have a beautiful name .
نظرت لها الطفلة بعدم فهم وقالت وهي تعود لمقعدها بإعتدال: شكرًا.
نظرت غزل حولها مجددًا بعدما تجاهلتها الطفلة فوجدت أن الجميع هنا متناقضًا، هناك المثقف الذي يمسك بكتاب ما يقرأ فيه بصمت، فيأخذه لمكان آخر بعيدًا عن ضجة العالم، وهناك مَن ينظر لفتاة أخرى وينهض من مكانه فجأة فإرتبكت الفتاة لكنه ألقى عليها كلمات الغزل ثم تركها وخرج للمحطة التي توقف عندها القطار بعد ذلك، فإبتسمت تلك الفتاة ببلاهة،
وهناك رجل عجوزٌ قد مرت أعوام وأعوام لتترك أثرًا لطيفًا على وجهه، وهناك غزل، تفحصت ملابسها وهيئتها التي لم تكُن تتناسب لذلك الوسط التي هي به الآن، فهي قد إرتدت ملابس فاضحة نوعًا ما، وكان شعرها ينسدل حولها عكس جميع الفتيات هنا، لكنها لم تأبه لأمرٍ كهذا وأعادت تشغيل الموسيقى مرة أخرى، وظلت شاردة لا تعلم ما الذي ينتظرها لكنها تتمنى أن لا تُحزنها الحياة مرة أخرى مثلما تفعل دائمًا.أخبرت امرأة تجلس بجانبها أن توقظها حين يصل القطار للمحطة التي أرادت، وثم غطّت في ثُباتٍ عميق تاركة لأحلامها العنان.
..........
بعد ساعاتوصلت أخيرًا لتلك المحطة والتي وجدت شقيق والدها ينتظرها هناك بشوقٍ، ذهبت نحوه سريعًا لتعانقه فتُزيل ذلك الشوق عنهما، بعد عناق طويل حمل العم أمتعة غزل وذهب بها نحو سيارته التي قام بصفها بالقرب من المحطة كي يقل بها إبنة أخيه الحبيبة.
بعد دقائق وصلو لوجهتهم والتي كانت عبارة عن منزل كبير يتسع الكثير والكثير، حوله حديقة تم الإعتناء بها بحِرصٍ وهي تعلم جيدًا مَن قام بذلك، بالطبع الجد هو من يعتني بتلك الحديقة منذ سنين طويلة، حول الحديقة إرتصت أشجار طويلة كثيفة الأوراق لتخبئ تلك الحديقة عن أنظار الجميع وكأنها تغار عليها من عيون المارة، كان ذلك المنزل مصمم من الخارج والداخل على طريقة التراث القديم لم يكُن يحمل لمحة حديثة على الإطلاق وهذا ما تعشقه غزل، دخلت غزل برفقة عمها للمنزل فوجدت العائلة تنتظرها في غرفة الجلوس، إنهملت عليها الأحضان والقبلات من الجميع فهم قد إشتاقو لتلك المشاغبة اللطيفة.
تركها الجد ترحب بالجميع ليكون هو آخر من يرحب بها، نظرت له بشوقٍ ليبادلها إبتسامة لطيفة ويفتح ذراعيه لترتمي بأحضانه وتقول من بين أحضانها:
أنت تقرأ
تعويذَة الوَحش | Monster spell
Fantasyماذا لو أصبحت الخرافات حقيقة لكن بِشَكل مختلف؟ ماذا إن وَقعَت بحُب وَحشٍ قد أسرها؛ ليقدمها قربانًا لساحِرَةٍ ما؟ إنه بشرٌ في هيئة وَحش، لم ينتظر الحُب هو فقط يريد التخلص من اللعنة ولا يريد شيء أخر. فهل سيقع بحبها، أم سَيُضَحي بها بمقابل تخلصه من الل...