الفصل التاسع
وصلت سما أمام مقر الشركه ودلفت إلى الداخل سريعًا وهى خائفه ومرعوبه مما ستتلقاه من رئيس قسمها من توبيخ شديد وصلت أمام مكتب رئيسها ثم تنفست بهدوء ودخلت إلى المكتب بعد أن أمرها الرئيس بالدخول وهو كان كريم ، لم ترفع انظارها من على الأرض وقالت بأسف
- أنا آسفه جدًا يا كريم بيه على التأخير ده مش هتتكرر تانى
كان كريم فى قمه غضبه من والده فأخرج عصبيته على سما وقال بغضب وصراخ
= أسفك ده ميلزمنيش وأتفضلى بره انتِ مطروده
رفعت سما أنظارها من على الأرض ونظرت له بصدمه وبدأت الدموع تتجمع فى عينيها فهذه الشركه من أحسن الشركات فى مصر ولم تصدق حين وصل لها جواب من الشركه أنها قُبلت بها فأردفت برجاء وصوت باكى
- أرجوك يا كريم بيه ما تطردنى والله العظيم ما هتأخر تانى اول وآخر مره أرجوك
اردف كريم بنفس نبره العصبيه وقال
= وأنا كلمتى تتنفذ واطلعي بره ومتخطيش باب الشركه دي تاني
ظلت سما تبكى وترجوه أن يتركها فى الشركه وهى لن تكرر فعلتها تلك ، دخل جابر والد كريم بعد أن طرق على الباب
فأردف بهدوء : أيه اللى حصل بتعيطى كدا ليه
لم ترد سما عليه وظلّت تبكى ففهم جابر أن كريم ولده قد أذى هذه المسكينه فأردف جابر بغضب وصراخ
: عملتلها أيه يا كلب أنطق
حدجه كريم بنظره كُره ومقت شديد فأمسك طرف المكتب المصنوع من الزجاج وألقاه على الأرض فتهشم إلى قطع صغيره أما سما فأنتفضت بخوف ورعب أما كريم فنظر لهما بغضب وتركهم وذهب من الشركه نظر جابر إلى مكان كريم بسخط وغضب فوجه حديثه إلى سما التى منهاره تمامًا وقال بهدوء
- تعالى معايا المكتب
فتقدم جابر وخرج من مكتب كريم وسما تمشي خلفه وهى ما زالت تبكى بخفوت ،والموظفين ينظرون لهم بأستغراب وتعجب ويهمهمون بكلام خافت حتى لا يسمعوهم،وصل جابر أمام مكتبه فدلف إلى الداخل ودخلت ورائه سما فجلس جابر على مكتبه وقال
- اقعدى يا آنسه .... اسمك أيه صح؟
سما ببكاء :اسمى سما
- طب اقعدى يا آنسه سما واهدى كدا وأمسحى دموعك واحكيلى بتعيطى ليه؟ ،كريم ابنى ضايقك بحاجه؟
مسحت سما دموعها وأخذت نفس عميق وقالت بهدوء وحزن
= كريم بيه عايز يطردني عشان أتاخرت جامد عن معادى وحضرته مصمم أنه يطردني، بالله عليك متخليهوش يطردني وأنا وعد منى مش هتأخر تانى
قالت جملتها الأخيره برجاء وهى تنظر له على أمل أن يوافق
نظر لها جابر قليلًا وقال
- أنتى جديده صح؟
أومأت له سما بنعم فأكمل كلامه
- بصى أنا نظام الشغل عندى مختلف وممنوع نهائى أن أي موظف عندى يتأخر فأنا هديكي فرصه كمان بس أتمنى ده ميتكررش تانى
تهللت أسارير سما واردفت بفرحه : بجد؟!!
ابتسم بهدوء وقال : ايوه بجد، وهخلى واحد من زمايلك يعلموكى نظام الشغل أيه هنا
سما بإمتنان : شكرًا أوى بجد يا جابر بيه وعد منى مش هتأخر تانى
جابر بإبتسامه : تمام يا سما أتمنى بقا تكونى من أشطر الموظفين
سما بإبتسامه واسعه : وعد من لحضرتك إنى هشتغل على نفسى لحد ما أكون من أكفأ الموظفين ومش هخيب ظن حضرتك فيا إن شاء الله
جابر بإبتسامه هادئه : إن شاء الله، ياله بقى روحى على مكتبك وأنا هكلم سمير زميلك فى الشغل يفهمك كل حاجه
سما بإبتسامه هادئه : تمام يا جابر بيه وبتشكرك جدًا كمان مره إنك عطتنى فرصه
جابر بإبتسامه:عفوا على إيه
خرجت سما من مكتب جابر وظل جابر ينظر لأثرها وقال بشرود
- شكلك مش ناويه على خير يا ابن جابر
تنهد تنهيده طويله من أفعال ولده الغبى وثم أنصب على عمله
أما سما فتوجهت للمكتب المشترك بين زملائها وجلست على مكتبها وثم قالت بينها وبين نفسها
- الحمدلله يارب شكرًا أوى يارب بجد
ثم تنهدت براحه وبدأت تفعل ما يأمرها بها زميلها بجديه وعمليه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت دينا تتحدث مع صديقه طفولتها رانيا فى الهاتف وتردف ببكاء وقهره
= سابنى وبعدها بكام اسبوع وراح خطب يا رانيا ،أنا مكنتش وحشه معاه ولا حتى مع صحابى وحشه هو عمل فيا كدا ليه يا رانيا؟
- اهدى يا حبيبتى متزعليش نفسك عشان واحد زيه ده كلب وزباله وأحسن ليكي أنه غار لأحسن كان ممكن يعملها وانتو متجوزين وتاخدى لقب مطلقه
دينا بصدمه : تفتكرى كان ممكن يعملها بعد ما نتجوز؟!!
رانيا بخبث ومكر: أيوة طبعًا هما صنف الرجاله ده كله كدا
دينا بعياط : أزاي مشكتش فيه ده كان بيعاملنى بحنيه وبيخاف عليا من الهوا الطاير وكل كلامه ده يعنى كان كدب ،هل كل ده كان كدب؟!!
رانيا بخبث: ايوه طبعًا أيّ راجل بيكون عنده فتره أنه يتسلى ببنات الناس
دينا بقهره وحزن: قصدك أيه
كملت كلامها بخبث:قصدي أن انتِ كنتى فتره تسليه فى حياته
دينا بعياط وحزن: انا هقفل دلوقتى يا رانيا وهكلمك بعدين
رانيا : طيب يا قلبى وخلى بالك من نفسك ومتزعليش من كلامى أنا بحاول أفوقك
دينا : لا عادى ولا يهمك هقفل انا باى
رانيا: باى يا حياتى
أغلقت رانيا الخط مع دينا وتحدثت بمكر وشر وقالت
-كدا دينا بقت كارت محروق لغسان ودلوقتى جه الدور على الست خطيبته مادلين
قالت آخر جمله بغل وهى تُخطط وتُفكر كيف تُبعد مادلين عن غسان
أما عند دينا بعد أن اغلقت الخط مع صديقتها ظلت تبكى بقهره وحزن على الحال التى وصلت له وظلت تفكر فى حديث صديقتها فأردفت بقهره
: انا ازاى كنت عبيطه ومغفله وصدقت كل اللى كان بيعمله معايا، بجد انا عيله غبيه أوي صدقت واحد حقير زيه كان بيتسلى بيا كنت مجرد لعبه متلبسيش ده ومتمشيش مع ده ومتكلميش ده كل اللى كان بيعمله بيتحكم فيا وفي حياتى وفى اصحابى وفى لبسي.
نهضت من على السرير وتوجهت ناحيه المرآه ونظرت إلى نفسها بحسره وحزن ، التقطت زجاجه من أحد العطور خاصتها وألقتها على المرآه التى تهشمت إلى قطع صغيره من الزجاج وتحدثت إلى نفسها بصراخ
= هتفضلى طول عمرك غبيه وتصدقى كل حاجه بتحصلك
جلست على الأرض وقطعه زجاج دخلت فى ركبتها أما هى فلم تأبه بقطعه الزجاج وظلت تبكى بحسره وقهره وتحول بكائها إلى صراخ فأمسكت قطعه زجاج كبيره وقالت وهى تنظر إلى الزجاجه بحزن وصوت مرتعش
=أنا خلاص مبقاش ليا لازمه فى الحياه دى
وكانت على وشك أن تُقطع شُريانها وتنهى حياتها ولكن توقفت يدها حينما رأت الداده ثُريا دلفت إلى الداخل دون مقدمات وتوجهت نحوها سريعًا ومسكت بالزجاجه التى كانت فى يدها والقتها بعيدًا وقالت بخوف وقلق
- إيدك حصلها حاجه
وظلت تتفحص جسدها فشهقت بقوه حينما رأت بقعه دماء كبيره ووجدت فى رجلها قطعه زجاج فساعدتها على الوقوف وتوجهت ناحيه السرير وأجلستها برفق ومن ثم أتجهز إلى الحمام وجلست صندوق الاسعافات الاوليه وعقمت جرحها ووضعت عليه ضماده كبيره أما دينا فتبكى فقط وثم جلست ثريا على السرير وقالت بعتاب
- عايزه تغضبي ربنا يا دينا وتنهى حياتك
دينا بإنهيار : عايزانى أعمل أيه يا داده ما أنتِ عارفه كل حاجه
ثريا بحزن على حال تلك المسكينه : بس فيه حلول كل مشكله وليها حل
دينا بصراخ : ودي هنجبلها حل منين خلاص هيتجوز كمان شهر هنجيب حل منين
تنهدت ثريا وقالت بهدوء : أنا عارفه يا آنسه دينا إن انتى بتمشى بفترة وحشه جدًا ليكى بس ده مش معناه إنك تكفرى بالله وتنهى حياتك عشان شخص لسه قدامك عُمر طويل عقبال ما تلاقى الشخص اللى يحبك ويهتم بيكي بجد ومتكونيش فتره فحياته
دينا بعياط : معتقدش يا داده ثريا إنى هحب بعد غسان،غسان ده كنت ومازلت بحبه مع أنه خطب ومع واحده تانيه
ثريا بحنان : لا يا حبيبتى ده انتى هتحبى مره وأتنين وتلاته، الدنيا مش فرح وسعاده بس لأ ده فيه زعل كمان وأن هى تعلمك كل حاجه وتفهميها لأنك لو فهمتيها متأخر اوى هتتعبى بجد وخليكى متأكده وعندك يقين بالله إن ربنا شايلك حد يصونك ويحفظك فقلبه وفعينه، قومى كدا يحبيبتى وحدى الله واستغفريه وصلي ركعتين توبه وأبدأى صفحه جديده مع ربنا وعايزه أقولك حاجه يا آنسه دينا وحطيها حلقه فودنك أنتِ اللى بإيدك تخلى حياتك حلوه أو وحشه
نظرت لها دينا بهدوء بعد ما بكائها هدأ قليلًا وقالت : ازاى؟
:بصى يحبيبتى أنتِ اللى فى ايدك تخلى حياتك حلوه وهو انك تقربي من ربنا وتنتظمى فى الصلاه وفإيدك برضو أنك تخلى حياتك تعيسه وهو أنك تكسلى على الصلاه ،تكسلى عن قرأه القرآن ،تكسلى تطلعى صدقه دايمًا افتكرى يا حبيبتى الآيه دي دايمًا
(ومَنْ أعرضْ عن ذِكرِى فإِن لهُ معيشه ضَنكًا) لو قعدتي طول حياتك من غير صلاه والله هتبقى مقريفه ومخنوقه بسبب ومن غير سبب وأنتِ الحمدلله صحتك كويسه ومفكيش حاجه ف ليه بقى تكسلى عن الصلاه؟!
انتِ لو روحتى تصلى دلوقت وتقربى منه وتقوليلو سامحنى واعفو عني هيسامحك وهيريح قلبك قومى ياله يا حبيبتى صلى وربنا يريح قلبك وبالك ويرزقك بإبن الحلال اللى يشيلك فى عنيه ويحفظك يارب
نظرت لها دينا بإمتنان وحمدت الله فى سرها على وجود تلك الامرآه فى حياتها
دينا بإبتسامه صغيره لم تصل إلى عينيها: يارب يا داده، شكرًا أوى يا داده أنك قولتيلى الكلام ده شكرًا بجد
ثريا بحنان : أنتِ زى بنتى يا حبيبتى.
اقتربت منها دينا وعانقتها بحب وبادلتها ثريا العناق ومسدت على ظهرها بحنو،ابتعدت ثُريا عنها وقالت
: ياله بقى قومى استحمى واتوضى وصلي ركعتين توبه لله
دينا بإبتسامه : حاضر
نهضت دينا من على الفراش وأتجهت إلى الحمام لتأخذ حمامًا سريعًا وبعدها تتوضئ وتصلى أما ثريا فجلبت المكنسة ونظفت الزجاج بحذر حتى لا تتأذى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فى مكانٍ آخر معزول وبعيد فى منطقه خاليه من السكان وخاصًا في مخزن مهجور قديم كانت أسيل تجلس على كرسى مكتوفه الأيدي والارجل وموضوع على فمها شريط لاصق حتى لا تصرخ او تتكلم بدأت ترمش أسيل عده مرات حتى فاقت من تأثير المخدر ونظرت حولها بوهن ثم حاولت الفرار وفك عُقده يديها وقدميها ولكن لم تستطيع فكاكه لأنها ما زالت تحت تأثير المخدر فبدأت فى البكاء بخوف وهى تدعى ربها أن يحميها ويخرجها من هذا المأزق.
وبعد مرور مده وجدت أحد يفتح الباب من الخارج ودلف رجل كبير فى الأربعين من عمره وتلك السيده التى رأتها قبل أن يغشى عليها فوجدت الرجل الذى يُدعى سيد يقترب منها ويملس على وجنتها ويقول بتأثر
- أيه ست البنات بتعيط ليه
نظرت له أسيل بتقزز وأبعدت وجهها عنه حتى لا يلمسها فابتعد عنها سيد ونظر لها من أخمص قدمها إلى رأسها وقال بإنبهار وشهوه
:بسم الله ما شاء الله أيه الحلويات دي يا فوزيه لاقيتها فين
فوزيه بغضب :ما تتلم يا راجل يا ناقص أنت بتعاكسها قدامى أيه طلقتنى وانا معرفش
سيد : لا يا ستى بس ممكن اطلب منك طلب يا فوزيه
فوزيه بنفاذ صبر : قول يا اخويا
سيد وهو بيبص لأسيل بشهوه : ممكن
فهمت فوزيه قصده وقالت : ماشى هى كدا كدا ميته ومش هيفضلها كتير فأعمل أنت والرجاله اللى انتو عايزينه فيها
جحظت عين أسيل بخوف وتتطلعت نحوهم برعب وبدأت تحرك جسدها حتى تفك نفسها وتهرب منهم وتهز فى رأسها بقوه بمعنى أن لا يمس ذلك الرجل شعرها حتى
فنظروا لها هما الاثنين واقترب سيد منها وامسك خصلات شعرها بقوه وقال بغضب
- لا يروح امك خليكى ساكته وهعمل اللى عايزه برضاكى او غصب عنك ما أصل انتى مش اول واحده اقرب منها ده فيه قبلك كتير
قال آخر جملته ذلك وضحك بقوه أما أسيل فنظرت له بقلب مرتعب وبدأت بالبكاء بأنين وتدعو ربها أن يُنجيها من تلك الشياطين وجدت تلك السيده التى تدعى فوزيه توجه كلامها لزوجها وهى تقول
- بص يا سيد أنت تعمل اللى انت عايزه بليل لحد ما الدكتور إبراهيم يجي ويشوفها ويتأكد أن احنا جبناله واحده عشان يدينا باقى الفلوس وهو الصبح هيجي ياخدها انت سامع
سيد : حاضر يا فوزيه
فوزيه بأمر : ياله روح هاتلها أكل عشان مش عايزين ينقص منها كيلو واحد أنت فاهم
سيد بضجر:حاضر حاجه تانى يا فوزيه
: لا وياله روح انجر هات الاكل
خرجو هما الاثنين من الغرفه واغلقوا عليها من الخارج بقفل حتى لا تستطيع الهرب ظلت تبكى بإنهيار وخوف من الذى سيحدث لها بعد ساعات قليله حتى أغشى عليها ومال رأسها على كتفها
بعد مرور نصف ساعه أو أكثر كان أحد يحاول كسر الباب حتى بالفعل كسره بعد عده محاولات قليله ودلف إلى الداخل وكان خالد أقترب منها سريعا وحاول إفاقتها وهو يقول بقلق وخوف عليها
= أسيل .... أسيل فوقى عشان خاطرى أنا اهو موجود
ظل يربت على وجنتها بهدوء حتى نجح وفاقت بفزع وظلت تتحرك بهستيريا وتبعد وجهها عنه وهى تبكى برعب
فهتف خالد بطمأنينه : أهدى يا أسيل أنا موجود أهو متخافيش محدش هيعملك حاجه ولا هيقرب منك
ظل يقول لها كلمات تطمأنها حتى نجح فى ذلك وهدأت قليلًا ولكن دموعها ما زالت تنهمر فأردف خالد وقال بهدوء
= انا هفُكك دلوقتى ومش عايزك تتكلمي أو تطلعى صوت واللى هقولهولك يتنفذ عشان منروحش فداهيه ومنلاقيش اللى يلحقنا
أمات أسيل برأسها وهى ما زالت تبكى فبدأ خالد بفك الحبل ومن ثم نزع الشريط المُلصق على وجهها بتمهل حتى لا يؤلمها فأقترب منها خالد وعانقها حتى يبث الطمأنينه فيها وتهدأ فأردف بحنان
= اشششش خلاص اهدى أنا معاكى وجمبك أهو متخافيش
ظل يمسد على شعرها حتى هدأت قليلًا ابتعدت عنه أسيل وقالت بحزن
- كان .... كان عايز يقرب منى وه...هيعتدى عليا
خالد بحنان :والله ما حد هيقدر يقرب منك طول ما انا موجود اهدى خلاص يروحى ، ياله بقى نمشى من هنا قبل ما يوصلو
أسيل :ياله
حاولت أسيل الوقوف ولكن لم تستطيع التحكم فى ارتعاشه جسدها فجلست على الكرسى وبدأت فالبكاء بقهره ،فنظر خالد بشفقه عليها نظر حوله حتى وجد حقيبتها ملقيه على الارض بإهمال فوضعها على ظهره وبعدها حمل أسيل وخرج من الغرفه ينظر بحذر حوله حتى لا يُكتشف أمرهم وظل يخطو بخطوات هادئه وحذِره حتى خرج من المخزن وهو يحمل أسيل وسار لمده ثُلث ساعه حتى وصل إلى مكان سيارته فترك أسيل تقف وهو أخذ أنفاسه بسرعه حتى هدأ وبعدها فتح السياره وجعل أسيل تركب وركب هو بعدها وانطلقا يَشُق طريقه إلى المشفى حتى يطمأن عليها أما أسيل فنظرت حولها حتى وجدت زجاجه ماء بالخلف فأخذتها واعطتها له وقالت
- خد أشرب شويه
قال وهو مُنصب تركيزه على الطريق بهدوء
= هشرب بعدين مش دلوقت
فقالت أسيل : براحتك هشرب أنا
نظر لها خالد بيأس ومن ثم وجه نظره للطريق
وبعد مرور أكثر من ساعه وصل خالد أمام المشفى فنظرت أسيل للخارج وثم نظرت له بتساؤل وكانت على وشك أن ترفض إلى أن قاطعها وقال
= انا عايز اطمن عليكى ومتناهديش معايا عشان لو روحتى لمامتك وأخوكى كدا هيقلقو جامد وهيخافو عليكي
استسلمت له لأنه كان على حق بكل كلمه يقولها فأخرجها من تفكيرها وهو يقول
= ياله ننزل
- ياله
ونزلا من السياره ودلفو إلى المشفى فى قسم الطوارئ
بعد مرور مده قصيره أنهى الطبيب فحصه وقال بعمليه
: الحمدلله هى مفيهاش حاجه هى بس هتاخد محلول مغذى عشان باين أن الأنيميا عاليه وهتيجى كل تلات أيام تاخد واحد وانا هكتبها على فيتامينات تاخدهم بإنتظام
أومأ خالد وقال بإمتنان : شكرًا جدًا ليك يا دكتور
الطبيب بإبتسامه : العفو على أيه ده واجب
تركهم الطبيب وذهب بعد أن أعطى خالد الدواء الذى ستأخذه أسيل وبعد فتره قصيره خرجو من المشفى بعد أن أنتهى المحلول وركبوا السياره وهما فى طريقهم إلى البيت.
أخذت أسيل حقيبتها من الاريكه الخلفيه وبدأت تمسح بمناديل مبلله وجهها من الاتربه وثم بدأت فى وضع مستحضرات تجميل خفيفه فنظر لها خالد وقال بسخريه
= ولا كأنك كنتى مخطوفه يبت
نظرت له أسيل بقرف وثم أردفت
- متقولش بت انا ليا اسم وبعدين أنت مالك
=انا غلطان كان زمانى قاعد بهدوء فى مكتبى وبشرب قهوتى من غير دوشه
رمقته أسيل بجانب عينيها حتى تذكرت شيئًا ما وقالت
- اه صح هو انت عرفت أن انا مخطوفه أزاي وجيت وأنقذتنى
اطلق خالد تنهيده طويله ورجع بذاكرته صباحًا
《Flash Back》
بعد ما خرجت أسيل من العماره هبط خلفها خالد بعدها بمده حتى لا تكشفه وتعلم أنه يمشى ورائها كل صباح إلى الجامعه ظل خالد يمشى بحذر حتى وصل إلى سيارته وصعدها وظل يقودها بهدوء حتى أوقف السياره ورأى سيده مريبه تمر من جانب أسيل وشكتها بإبره مخدر فجحظت عين خالد وكان على وشك أن يخرج ويجلب أسيل ولكن وجد سياره تأتى ناحيه تلك السيده التى تسند أسيل وأنطلقت السياره مسرعه فلحق بهم خالد بتروٍ وحذر حتى لا يشكو بِه وظل منتظر على مسافه ليست بعيده أن يخرج السيد والسيده من المخزن المهجور الذى وضعو به أسيل وبعدما خرجو دلف إلى الداخل وأنقذ أسيل
《End Flash Back》
-اها، طب هو انا ممكن أسأل سؤال
= اتفضلى يختى
- أنت ليه مشيت ورايا بالعربيه
حمحم خالد وفرك رقبته وقال بتوتر
= عشان .... عشان
- عشان ايه ما تقول يبنى
= حسيت
رمقته أسيل بإستغراب
- ايه؟!
أكمل كلامه بثقه وقال
= حسيت أنك هتتخطفى فقولت أمشى وراكى
أسيل بسخريه : لا يا راجل
خالد بتأكيد على كلامه: ايوه
اسيل بنفس نبره السخريه: ايوه اه، يعنى انت مش بتمشى علطول ورايا بالعربيه؟؟
خالد بتوتر : لا طبعًا وامشى وراكى ليه كنتى مين انتِ
نظرت له أسيل من أسفل إلى أعلى وأردفت بهدوء : مع أنك بنى آدم واطى بس شكرًا إنك أنقذتنى انهارده
خالد بسخريه : المفروض ده مدح ولا زم ولا أيه نظامه
: شايفه مدح حلو شايفه ذم براحتك شوف انت بقى
نظر لها خالد بتهكم وابتسامه مصطنعه على وجهه وبدأ يركز ويتأمل فى ملامحها ،تبدو جميله جدًا رغم إنها ذات لسان طويل وسليط لكن شكلها جميل ظل خالد شارد فى تفاصيل وجهها وإبتسامه حقيقيه على وجهه وقال
= شكلك حلو اوى
وأسيل كأى فتاه خجلت وقالت بصوتٍ واطى وإبتسامه جميله على وجهها
- شكرًا
خالد بهدوء : والله بتبقى عسل لما بتكونى خجوله كدا وهاديه
ابتسمت أسيل وأخفت إبتسامتها بسرعه وقالت بسخريه : نينينينيني
ضحك خالد وثم لف وجهه ناحيه الطريق أما أسيل كانت مركزه في ملامحه وبدأت تشرد قليلًا فيه حتى قاطعها خالد وقال بغرور
= شكلى قمر انا عارف
أسيل بسخريه : قمر بالستر ده أنت شكلك شبه الكلب الاجرب يلااا
خالد بيأس: أهو هتقلبى لعيله سرسجيه تانى
أسيل: براحتى اعمل اللى انا عايزاه وعاجبنى كدا
خالد بغمز : مدام عجبك يبقى عاجبنى انا كمان يجميل
رمقته أسيل بجنب عينيها وبعدها أسندت رأسها على زجاج النافذه وتنهدت بتعب وتذكرت الذى حصل لها وحمدت الله أن خالد جاء وانقذها فى الوقت المناسب رغم إنها لا تتقبله بعدما علمت أن كل الذى يفعله ذلك حتى ترضخ معه ما هو إلا رِهان ألقاه اصدقائه عليه ابتسمت بسخريه ونظرت له نظره اخيره وجدته يُدندن ألحان أغنيه وثم أدارت رأسها وتأملت الطريق بهدوء.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فى أحد شوارع الصعيد، تمشى فتاه جميله فى عُمر العشرين تُدعى حسناء وكانت تجر خلفها حقيبه كبيره بها ملابسها وكانت عينيها حمراء من كثره البكاء فتذكرت الذي حدث ليله أمس فى الظهيره
《Flash Back》
كان والد حسناء يجلس مع شقيقه وزوجه اخيه ويتحدثو على أمور الأرض فتحدث حسن شقيقه ببعض من الخبث
-بص يا أخويا انا ممكن أديك فوق حقك وزياده بس بشرط
ظهرت فى عين خليل والد حسناء لمعه من الطمع والجشع وقال
= أيه هو الشرط قول
نظر حسن إلى زوجته ثم أعاد النظر إلى أخيه وقال
-عايز حسناء لابنى محمود
جحظت اعين حسناء التى كانت تتنصت وتدعو فى سرها أن والدها يرفض فإبن عمها يكبرها بثمانيه عشره عامًا وايضا هو متزوج من إثنين وهى لا تريد أن تدخل على أعداء وهى لا تريد ذلك تريد أن تتزوج من رجل يحبها هى فقط ولا يريد غيرها ويأخذها من الحزن والقهره التى تعيش فيه خرجت من شرودها على صوت والدها وهو يقول
-موافق طبعا وانا هلاقى حد زى ابن اخويا
-يبقا نقول مبروك زغرطي يوليه
بدأت زوجه حسن تزغرط أما حسناء فى عالم آخر وكأن جاء احد واسكب عليها دلو من الماء المثلج فرّت إلى غرفتها سريعًا وعينيها تترقرق بالدموع وأول ما دلفت إلى الغرفه بكت بقهره و وجع على تلك الحاله التى وصلت إليها تتمنى لو كانت والدتها تكون موجوده معها كى توقف تلك المهزله التى تحدث ولكن والدتها توفت وهى بعمر العشر سنوات وبعدها بسنه تزوج والدها من إمرأه اخرى تعاملها كأنها خادمه ولو سمعت ذلك الخبر ستفرج فيها كثيرا ولكن هى ليسن موجوده لأنها عند أحد أقاربها فظلت تبكى وتبقى إلى أن جائت لها فكره ستندم عليها قليلا ولكن ستنقذها من الورطه التى ورطها لها والدها وهى أن تهرب إلى محافظه اخرى
فخططت للخطه تلك وعمت أن تنفذها بعد أن ينام الجميع وبالفعل حدث ذلك واستطاعت الهرب واختبأت فى أحد المساجد وعلى الصباح الباكر ستسافر إلى القاهره
《End Flash Back》
وقفت حسناء أمام القطار الذاهب إلى القاهره صعدت إلى القطار وجلست تفكر وتشرد فى مستقبلها المجهول.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان شادى فى مقر شركته يعمل بجد حتى توقف بتعب ونظر إلى ساعه يده وجدها الساعه الثالثه عصرًا أمسك هاتف المكتب وأردف إلى سكيرتيره أن يلغى أى أجتماع سيُعقد وأن تم إرسال إيميل له يحدثه فورًا وأغلق الهاتف وذهب إلى المرحاض الذى فى مكتبه حتى يغسل وجهه كي يفيق قليلًا وبعدها مسح وجهه وخرج لملم أشيائه وخرج من الشركه وصعد إلى سيارته ثم توجه إلى الفيلا وما أن خطت قدمه إلى باب الفيلا وأمسكت والدته رأسه وظلت تُثرثرة كثيرًا حتى هتف برجاء وتعب
: ابوس إيدك يا ست الكل لتسكتى لأحسن انا مصدع
رمقته والدته بصدمه وقالت
- صدعت منى وبتقولهالى في وشى كمان وأكملت بنواح عيني عليكى يا رحمه وعلى اللى بيعملوه فيه عيالك كلهم جايين عليكي يحبيبتي ما اصل انا لو عرفت اربى كويس مكنتش هتقول لأمك صدعتينى
نظر لها شادى بصدمه
= انا قولتلك صدعتينى
-وكمان بتكدبنى انا هروح فى حته ومحدش هيعرفلى طريق
وتركته وصعدت إلى غرفتها أما شادى فنظر لأثرها بصدمه وعدم إستيعاب وجد أخاه الصغير يقترب منه وينظر له بغضب فتنهد شادى وقال
-مالك يا آسر يا حبيبى زعلتك انا كمان وانا معرفش
آسر بغضب طفولى : خاثم وانا مث هكلمك تانى
انحنى شادى له ليكون في طوله وقال
شادى بإبتسامه صغيره : ومث هتكلمنى تانى ليه
آسر : عثان أنت قولتلى أنك هتلعب معايا بلايثتيثن بس انت مجتث فلعبت لوحدى
شادى بضحك وهو يتنمر على طريقه حديثه : خلاص يعم متزعلث هنلعب بليل بلايثتيثن مع بعض
آسر : وعد
شادى بإبتسامه : وعد يا سيدى هات حضن بقى
ابتسم الصغير بسعاده وعانق أخيه بحب وبادله شادى العناق أبتعد عنه آسر وقال
= انا هروح ألعب كوره مع رامى فى الفيلا بتاعتهم
-ماشى روح بس متتأخرش عشان الغدا هيجهز كمان ساعتين
= حاضر
ثم اسرع الصغير إلى الخارج ولكن عاد مره آخرى وقال لشادى
= اه ثح نرمين وجوزها وعيالها جايين وخالتو ثباح جايه هى وأميره
تحدث شادى بحنق : حبكت يعنى تيجي خالتى هى وبنتها اللازقه
آسر :أيه
شادى بإبتسامه مزيفه : لا مفيش حاجه يحبيبى روح انت العب مع صاحبك
انصاع الصغير لطلبه وذهب للخارج
أما شادى فتنهد وقال
- هو نهار باين من أوله.
تنهد بعمق وثم ذهب لغرفته كى يأخذ قسط صغير من الراحه وبعدها يُصالح والدته
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تجلس في غرفتها وتتطلع إلى الغرفه برعب وتهز فى جسدها من الامام للخلف ،بشرتها شاحبه كشحوب الأموات ويوجد تحت عينيها هالات سوداء دليل على قله نومها ووزنها بدأ فى النزول رغم أن يوجد فى احشائها جنين ليس له ذنب مما يحدث.
انتفضت بفزع عندما وجدت باب المرحاض يهبد من الداخل وأول ما رأت ذلك بدأت فى البكاء بهيستيريا وصراخ ومره واحده أنقطع نور الغرفه فحاولت الصراخ مره أخرى ولكن لا تستطيع حتى وجدت كائن مظلم غريب طويل جدا وجسده عباره عن طلاسم و وشوم كثيره حتى أنها لا تستطيع رؤيه جلده من كثره الوشوم ورأسه صلعاء وبها وشوم أيضًا ويخرج قرنين خروف كُبار وعينيه سوداء ولا يوجد اللون الأبيض الذى فى عين الإنسان الطبيعيه فإلتصقت مليكه فى السرير وهى تنظر لذلك الكائن برعب ورهبه والكائن أقترب فأكثر حتى أصبح أمامها فإبتسم لها إبتسامه واسعه أظهرت أسنانه الكثيره جدًا الحاده وبها دماء ، اغمضت مليكه عينيها وضمتها إلى بعضها حتى لا تنظر له فبدأ ذلك الكائن بالتحدث وقال بغضب وبصوت غليظ
- افتحي عينك
انتفضت مليكه برعب وظل جسدها يرتعش كثيرًا وفتحت عينيها ببطئ ونظرت له وجدته يقول بدون مقدمات
-اقتلى
نظرت برعب وقالت : لل .... لا
قال بغضب عارم : لو منفذتيش أوامرى أنا هخلى الدنيا دى هلاك وهقتلك بس بعد ما أعذبك عذاب شديد
وفجأه ارتفعت مليكه من على السرير وهو ممسكا بها من رقبتها حاولت مليكه الفرار منه ولكن دون جدوى وحاولت قرأه قرإن ولكن كل ما حفظته لا تتذكره بتاتا!!
وجدت نفسها سقطت على الارض بقوه فظلت ترجع إلى الخلف بخوف ورعب وهو يقترب ببطئ منها وعلى وجه الشر فأردف بصوت مرعب
-لو انتى مش عايزه تقتلى انا عندى حاجه تانيه وتختاري ما بين الاتنين بس
اردفت مليكه بصوت مرتعش : إ...إيه هه...هو
-اسجديلى
جحظت عين مليكه مما قاله وبقوه قالت :لا
فتحولت ملامحه إلى كره واقترب منها فى غمضه عين وأمسك رقبتها ويضغط بقوه اكبر ونظرت له مليكه وعلمت أنها سوف تموت واغلقت عينيها
مرت لحظه اثنان ثلاثه واستيقظت مليكه بفزع ولكن وجدت نفسها على الفراش وكل شئ طبيعى وكأن لم يحدث شيئًا فهبت سريعا نحو المرآه على أمل أن يكون كابوسًا فقط فظرت إلى رقبتها فوجدت آثار خدوش كبيره على عنقها ووجدت أيضا على يدها آثار كدمات كبيره فنظرت بحسره لما وصلت له وظلت تبكى بحسره وقهر على نفسها ظلت تبكى بإنهيار وهى لا تعلم ماذا تفعل مع ذلك الكائن الغريب ولا تعلم أن ذلك الكائن واقف فى ركن مظلم يراقبها!!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انسدل سِتار الليل على جميع أبطالنا منهم من يُخطط لأذيه أحدٍ ما ومنهم من منعزل فى غرفته مع أحزانه التى لا يُريد الخروج منها.
دلف عمرو إلى الفيلا ويظهر على معالم وجهه التعب فأردف بصوت شبه عالى
- عفاف
جائت عفاف من غرفتها والتى يظهر عليها أنها كانت ستنام وقالت بصوت ناعس وهى تتثائب
- أيوه يا عمرو باشا
- حضريلى العشا وطلعهولى على الاوضه بتاعتى
- أمرك يا باشا
وذهبت لتُحضر له العشاء أما عمرو صعد إلى الأعلى ومرّ بجانب غرفه مليكه وسمع أصوات مُريبه تخرج من الغرفه وقف أمام الباب وثم طرق عليه طرقات خفيفه وهو يردف بهدوء
- مليكه .... فيه حد معاكى
لم يوجد رد ففتح الباب وأدخل رأسه فنظر فى الغرفه ولم يجد مليكه!!
فدخل مُسرعًا وظل ينظر فى أرجاء الغرفه ولم يجدها فسمع صوتًا يخرج من الحمام فذهب نحو الحمام وفتحه فجحظت عينيه مما رآه
وجد مليكه تجلس فى البانيو عاريه ويخرج من الصنبور مياه سوداء لزجه ورائحتها نتِنه فأقترب ببطئ وظل يناديها وهى لا ترد حتى انصاعت له ولفت رأسها ارتعب قلب عمرو من رؤيه وجهها فوجهها كان مليئ بالخدوش وعينيها سوداء قاتمه ولا يوجد الننى الأبيض فصرخت صرخه مرعبه هزت أرجاء المكان
وضع عمرو يديه على أذنه وأغمض عينيه بشده ، نظر ناحيه الباب وجد عفاف تقف أمام الباب وما أن رأت مليكه بهذا المنظر صرخت بخوف فأستعاذت بالله من الشيطان الرجيم
وبقوه كبيره دفعتها مليكه إلى خارج فصرخت عفاف ،هرول عمرو إلى الخارج كى يرى عفاف وجد يدها لونها أزرق وينزل دماء من رأسها فأردف بقلق
- عفاف أنتى كويسه
نظرت له عفاف بسخريه وألم يظهر عليها قالت
-اه كويسه حتى بُص
وشاورت بعينيها إلى يدها المتورمه فحمم عمرو بحرج قاطع حديثهم خروج مليكه من المرحاض بهيئتها المرعبه تلك وتنظر لعمرو بشر واقتربت ببطئ نحوه وعمرو مراقبها بقلق فلاحظ أن فى يدها سكين ولا يعلم من أين أتت وصلت مليكه أمامه وكانت على وشك أن تقتل عمرو ولكن قاطع كل ذلك دخول مليكه للغرفه وتقول بحنق
- بتعملو إيه هِنا
فنظروا لها الاثنين بخوف ورعب وادارو رأسهم سريعا ناحيه ذلك الكائن ولكن وجدو كل شئ على طبيعته والكائن اختفى!!!!!
وما إن رأت مليكه منظر عفاف جرت عليها بخوف وقالت
- مين اللى عمل فيكى كدا يا داده عفاف
اردفت عفاف بتوتر وعمرو ينظر إليها بريبه وخوف
- مفيش حاجه يا مليكه يحبيبتى انا بس كنت بنضف وخبطت نفسى جامد فإيدي اتكسرت ،انتى كنتى فين يحبيبتى
-انا كنت فالجنينه
فقال عمرو
- بس...
نظرت له عفاف بأن لا يتحدث عن ما رآوه فقالت مليكه بحزن على عفاف
- بس الاوضه كانت متنضفه يا داده. نظرت مليكه إلى عمرو واردفت ببرود وقالت
- ودّى داده عفاف المستشفى وانا هحصلكو
نظر لها نظره طويله ومن ثم أسند عفاف وذهب بها إلى المستشفى أما مليكه فبدأت تتجهز لكى تلحقهم
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فى المشفى
كان يجلس عمرو فى طُرقه المشفى ومنتظر الطبيب أن يخرج ويقول له حاله عفاف، وبعد مرور ساعه خرج الطبيب وأردف بعمليه
- الحمدلله يا عمرو باشا مدام عفاف كويسه هى بس كسر فى الإيد الشمال وأخدت خمس غُرز فى رأسها وترتاح ومتعملش أى مجهود وتنتظم فمعاد الادويه بتاعتها
اردف عمرو بإبتسامه : حاضر يا دكتور شكرًا ليك
الطبيب بإبتسامه : العفو على إيه ده واجبى
ذهب الطبيب وجلس عمرو على المقعد يفكر فى أفعال مليكه الغريبه والمريبه تلك ومن ذلك الكائن الذى كان سيقتله قطع حبل أفكاره دخول مليكه لغرفه عفاف فدخل عمرو ورائها وظل يتابع كل حركه تفعلها حتى أردفت مليكه بضجر
- بتبصلى كدا ليه فيه حاجه؟
-لا مفيش
رمقته مليكه بكره وثم وجهت حديثها إلى عفاف وقالت
- انا هنزل اجبلك حاجه من الكافتيريا تاكليها عشان تاخدى الدوا
ابتسمت لها عفاف بحنان وقالت
-ماشى يحبيبتى تسلميلى
تركتهم مليكه وفور أن خرجت مليكه أردف عمرو بتساؤل
- لى مخلتنيش أقولها إن فيه واحده شبهها هى اللى عملت كدا وكانت هتقتلنى
- أنا شاكه فى حاجه يا عمرو باشا
-ايه هى
-إن .... إن
عمرو بنفاذ صبر : إن إيه قولى متنقطنيش بالكلام
- إن مليكه ممكن عليها مس شيطانى
تصنم عمرو من ما قالته عفاف وأردف بتوتر
- إيه اللى انتى بتقوليه ده يا عفاف أنتِ بتخرفى ولا إيه مفيش حاجه اسمها كدا
- لا فيه ومليكه محتاجه تتعالج وتروح لشيخ
- قولت مفيش ومش هوديها فى حته ولا هتروح لشيوخ
-بس كدا حالتها هتسوء
- انا هوديها لدكتور نفسى والصبح هبقى اقولها الموضوع واقترح عليها إن هى تروح
قطع حديثهم دخول مليكه وهى فى يديها صينيه صغيره من الطعام واقترب من عفاف متجاهله تمامًا ذلك الواقف أمامها وبدأت تُطعم عفاف بيدها أما عمرو فتركهم وخرج يجلس فى كافتيريا المشفى وطلب قهوه كىّ يفوق قليلًا وظل يُفكر فى كلام عفاف.
أيُعقل أن تكون مليكه ممسوسه!!
لا بالطبع لا يوجد مثل ذلك الأشياء الآن، ولكن الذى حدث فى الحمام. ما هذا؟
ظل غارقٌ فى أفكاره حتى وجد نفسه يريد النوم فودع عفاف وأخذ مليكه معه وذهبوا إلى البيت بصمت
وبعد مرور مده قليله وصلو إلى الڤيلا وصعدت مليكه إلى غرفتها دون أن توجه له حرفٍ واحد أما عمرو فذهب إلى المطبخ وأعد عشاء سريع أكله وصعد مر جانب غرفه مليكه وسمع صوت رجل فى الغرفه!
احتد الغضب فى عينيه ودخل دون أن يطرق على الباب وقف أمام الغرفه ولم يجد رجل ولكن وجد مليكه مُمسكه بسكين حاده وتنظر إليها بصمت فندهّ عليها ولم ترُد فندهّ مره أُخرى وهذه المره وقفت وفى يدها السكين وتقترب منه ببطئ شديد فأردف عمرو بريبه
- جبتى السكينه منين يمليكه؟
لم ترد عليه وظلت تقترب إلى أن وقفت أمامه ونظرت إليه نظره مليئه بالكره والحقد فأردفت بغل وكره
- أنا بكرهك
وأقل من ثانيه غرزت السكين في معدته ومن ثم أخرجتها وغرزتها ثانيه وثالثه والرابعه
نظر لها عمرو بصدمه وخرج من فمه دماء ووقع صريعًا على الأرض أما مليكه فلم ترمش لها جفن وما زالت تنظر له بكُره وبصقت عليه وأردفت
- مع إنك مُت بس لسه فيه نار قايده جوايا متطفتش بالنسبه اللى حصلى بسببك ده قليل عليك
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فى صباح اليوم التالى
كان شادى نائمًا فوجد هاتفه يرن فأمسكه بعين شبه مغلقه وجده عمرو فأردف بحنق
-متبقاش عمرو لو مهنتنيش بنومه يجدع
فرد على الهاتف بحنق وقال
-ايوه خير يا عمرو
-انا مش عمرو معاك الضابط رائد
اعتدل شادى فى جلسته وقال بتوتر وقلق على صديقه
-خير استاذ رائد امال عمرو فين
تنفس الضابط بهدوء وقال
-عمرو بيه اتقتل
جحظت عين شادى بصدمه وقال
-انت بتهزر
-افندم؟!!
-ازاى مات مين اللى قتله
-بنت اسمها مليكه
-ينهار اسود
-انا اتصلت بيك عشان تخلى اى حد من اهله لو موجود يجى
ظل شادى صامت من الصدمه التى تلقاها لماذا فعلت الغبيه ذلك فعمرو كان ينوى أن يتزوجها لانه وجد فعلا أنها ليست الفتاه التى كان يحبها وإنما هى فتاه عاديه قطع شروده صوت الضابط وهو يتكلم فاردف وقال بإختناق
-انا جاى بس...بس جثته فين
-ودنها المشرحه فى مستشفى......
-سلام
اغلق دون أن يردف كلمه اخرى وبدأت دموعه تتساقط بحسره على صديقه فأردف بغل على مليكه
-منك لله يشيخه حسبى الله ونعم الوكيل فيكى
فظل يبكى كالطفل الصغير الذى فقد لعبته وبعد مده قليله نهض واتجه للمرحاض كى يغسل وجهه ويبدل ملابسه ليذهب الى المشفى
وعلى الناحيه الاخرى كان الضابط رائد يجلس على مكتبه وامامه مليكه هادئه وكأنها لم تفعل شيئا فاردف الضابط بهدوء لمليكه
-قتلتيه ليه؟
رفعت مليكه انظارها له وقالت
-هو اللى قالى
-مين
-الشيطان
-الشيطان اه
-ايوه وقالى لو مقتلتيهوش هيقتلنى
-اه اه وايه كمان
-وقال كمان أنه هيعذبنى قبل ما يقتلنى
-اممممم يعنى انتى برضو مش هتغيرى كلامك الأهبل ده وتقولى الحقيقه
-انا بقول الحقيقه
نظر الضابط لذلك الذى يكتب كل ما دار واردف
-قررنا نحن فى تمام الساعه...... الموافق يوم .../.../... بوضع المتهمه مليكه محمود فى مستشفى الأمراض العقليه والعصبيه
أُغلق المحضر.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اعتذر عن تأخيرى الكتير ولكن مكانش عندى شغف وكانت نفسيتي وحشه والحمدلله الفتره عدت أتمنى بقى تفرحونى وتعملولى فولو وشير للروايه💕
ومواعيد الروايه أن شاء الله يوم السبت بليل متأخر بس مش هقدر انزل السبت الجاى واللى بعده عشان عندى امتحانات الفصل ده كنت كاتباه من فتره أرجو انكم تستحملونى الفتره دى بس🙃
دمتم فى حفظ الله✨️
#روايه_اختطاف_عن_طريق_الخطأ💕
#بقلم_ساره_حجاج✍️🏻💕
أنت تقرأ
أختطاف عن طريق الخطأ
Romanceفى بعض الأحيان يأتى اليوم الذى تتغير فيه حياتنا للأحسن او للأسوء ولكن مع بطلتنا سيتغير إلى السواد الحالك!! تدور أحداث الروايه حول شاب يخطف بطلتنا ويجعل أيامها وحياتها اسوء على اعتقاد إنه اختطف الفتاه المُراده ولكن بطلتنا لن تصمت عن حقها. ...