حينما تصل بأحلامك إلى عنانِ السماء وتبدأ بنسج أحلامك الوردية، فـ تهتز الأرض من أسفلك ثم ينقض البناء العالي الوردي فوق جسدك فيُفتته لأشلاء، حينها فقط تتعلم أن الأحلام لا تستطيع لمس السماء!
انفلت غضب "يحيى" ليحرق الأرض واليابس وأبصاره تُرسِل تهديدًا واضحًا وسخطًا مرئيًا للواقف أمامه، حتى صاح مُهددًا:
_أنا قولت آخر كلام عندي يا "قاسم"، ابني يخرج من المصحة يا إما وقسمّا بالله كل اللي بينا هينتهي، أنا ابني مش مجنون.
طالعه "قاسم" بعينين يملؤهما الغضب والضيق معًا، عيناه الحادة تعكسان ما سيتلوه لسانه، ولم يُكذِّب "يحيى" ظنه عندما تحدث "قاسم" بصراخٍ وغضبٍ أشد وهو يدفع صديقه للخلف من صدره بكل قوته:
_ابنك مش مجنون بس مُدمن، ولا عايزني أخرجه علشان يحاول يغتصب أخته من تاني؟!
بعض الكلمات كالقبور، وبعض الأماني مُستحيلة، لو سُجنا في غُرفةٍ بعيدة عن البشر سيطولنا أذاهم مهما ابتعدنا وامتدت المسافات، فالطائر رغم حُريته يقومون باصطياده؛ لسجنه، والأسد رغم جبروته فهو طليقٌ في الغابة، وتلك هي الحياة، تترنح ما بين القفص والحُرية، إما أن تظل ضعيفًا وترضى بسجنك، وإما أن تفرض قوتك للنجاة!
طالعه "يحيى" بنظرات وشت بكم غضبه، لكنها صُبغت بالألم العنيف، و"يُمنى" تبكي بعنفٍ داخل أحضان "أهلة"، و"آلاء" تقف بارتعاش تنتظر قرار "قاسم" برعبٍ من فكرة عودة شقيقها للمنزل مُجددًا، وهُناك يوجد " قاسم" الذي ينظر للوضع بأكمله بعجز، إن استمع إلى حديث صديقه؛ فالخسارة ستكون فادحة، وإن عارضه؛ فالخسارة ستكون صديقه بذاته!
#إقتباس.
#إغواء_حواء.
#حارة_القناص2.
#قـريـبـًا.