ان لقمان عبدا صالحا في زمن النبي داوود عليه السلام، كان فقيرا وأسود البشرة لكنة كان محبوبا قال له سيده ذات يوم: يا لقمان اذبح لنا شاة واحضر لنا أطيب ما فيها.
فذبح لقمان شاة، ثم أخرج اقلبها ولسانها، وقدمهما لسيده قائلا: هذا أطيب ما فيها.
وذات يوم آخر قال له سيده: يا لقمان اذبح لنا شاة واحضر لنا أخبث مافيها، فذبح لقمان شاة، واخرج قلبها ولسانها، ووضعهما أمام سيده، قائلا: هذا أخبث ما فيها.
فتعجب السيد قائلا: قلت لك قدم لي أطيب ما فيها فقدمت لي قلبها ولسانها، وقلت لك قدم لي أخبث مافيها فقدمت القلب واللسان، فكيف ذلك؟
فقال له: ما من شيء أطيب منهما إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا.
فأعجب السيد بحكمة لقمان وقال له اذهب فأنت حر، فاشتهر لقمان بين الناس وأصبح قاضيا لهم ولقد أودع لقمان خلاصة حكمته في ابنه وأوصاه بما فيه الخير ونهاه عما فيه شرا.