قبل البداية
قصتي هذه المرة مختلفة فهي تحكي معاناة تحكي عن قلب يتألم وروحٌ تبكي من الداخل قد تتشابة الحكايات ولكن النهاية ليست واحدة فهناك من يأمل ويتأمل الحياة بشكلها الوردي وهناك من تهزمة الحياة وتظل في سواد قاتم وهناك من يظل في دائرة المنتصف وهذا الأصعب بكل تأكيد فلا أنت تستطيع أن تتقدم قيد أنملة ولا أن ترجع خطوة للوراء ومع هذا وذاك كن شجاعًا فالحياة تقدس الشجعان
بذكر الحبيب يطيب الحديث 💜
في أحد الأحياء الشعبية
وبالأدق في إحدى البنايات القديمة والشقق الصغيرة التي تشبة الكثير ممن حولها للأشخاص محدودي الدخل ومحدودي الحياة
دخلت الي غرفة ابنتها ثم اتجهت الى النافذة ففتحتها كي تدخل النور المحمل بأشعة الشمس ورائحة الصباح الرائعة ثم أقتربت من الفتاة النائمة بعمق على سريرها الصغير وربتت على كتفها بحنو انتفضت الفتاة من نومها بفزع ولكنها تنفست بعمق وهي تتبين وجه أمها الجميل فأبتسمت براحة وقالت بهدوء: ماما
أبتسمت الأم بسماحة وطيب وهتفت : صباح الورد يا عيون ماما.... قومي يلا عشان تروحي المدرسة...زمان صحابك المجانين ع وصول وهيصدعوا دماغنا من كتر المنادية عليكي
ضحكت ليل وهتفت: عيال لَبش ومعروفين في المنطقة
شاركتها امها الضحك وقالت بأسف: يييييه وبالأخص نوجا اللي سايقة دور الفتوة ومحدش عارف يكلمها
تغيرت ملامح ليل وأرتسمت أمارات الحزن على وجهها وهي تهمس: بطلع الغُلب اللي فيها ع الناس... ما هو مش سهل اللي هي فيه بردو
هزت أمها رأسها بتعاطف وقالت: نصيب ومكاتيب يا حبيبتي وكل واحد له نصيبه وقدره في الحياة
أشاحت ليل بوجهها تجاه النافذة وهي تردد : فعلا كل واحد له نصيبه وقدره في الحياةبعد قليل تعالا صوت الفتاتين بقوة: ليله يا ليلااااااااه
يا ليلااااااااه
خبطت ليل على جبهتها وهي تجري بإتجاه الشرفة فطلت منها وهي تصيح: ايوه ايوا.... المنطقة كلها صحيت على صوتكم
ابتسما ببلاهة وقالت نوجا وهي تنظر الي يد ليل الممسكه بشطيرة كانت تأكل منها: بتاكلي ايه
ضحكت ليل بيأس وهتفت: سندوتش مربى هجبلك معايا وانا نازله
هزت نوجا رأسها وقالت: تمام وكتري عشان جعانة
تدخلت عائشة في الحوار قائلة: وانزلي يلا بسرعة عشان اتأخرنا
أومأت ليل برأسها ودخلت سريعًا الى داخل الشقة واخذت حقيبتها وهي تقول: انا همشي بقا يا ماما عشان اروح المدرسة
جاءت أمها من داخل المطبخ وهي تعطي لها كيس ممتلئ بالشطائر: تمام يا حبيبتي وخدي بالك من نفسك.. وانا كمان هروح البس عشان زمان خالتك فتحية نصبت الفَرشة وانا أتأخرت عليها
تغيرت ملامح ليل الى الألم والحزن الشديد ثم نظرت الى الغرفة المغلقة بغل وكره وهي تبتلع غصة في حلقها ثم هزت رأسها وانطلقت تخرج من باب الشقة دون قول أي شئخرجت من البناية فقابلها الفتاتين وتلقفت منها نوجا كيس الشطائر وأخرجت واحد ومدت يدها بإتجاه عائشة فنظرت عائشة للشطيرة بيدها بتردد ثم قالت : معايا... بس هاتي بردو مش مشكله
ضحكت نوجه وهمست: تِفصه ثم اخرجت واحد آخر وقطمته بلهفة وهي تقول: انا جعانة اوووي
نظرت لها ليل بحزن وهى تهز رأسها بيأس على حال صديقتها وحالها المُر وكأن المرارة رفيقة ايامهما
سارا الثلاث فتيات بجوار بعضهم البعض كل واحدة منهن لها حكايتها ومعاناتها الخاصه بها كل واحدة لها شقاء خاص بها ولكن مَن منهن ستنجو ومن ستظل في شقاءِ دائم؟
أنت تقرأ
رواية حدوتة ليل بقلمي أمنية أشرف
Romanceأقدارٌ هي ام أختيار.... ماذا إن كنت مجبرًا على حياتك ولم تختار شئ فيها....ماذا إن كتبت عليك المعاناه منذ صرختك الأولى في الحياة....فهل ستظل في معاناة دائمة ام ستتصالح مع القدر وتتغير حياتك إلي الأفضل؟