الفصل الثامن

85 4 0
                                    

حاولت ليل التحدث ولكن وكأن الكلام انحشر في حلقها غير قادر على الخروج نظرت إليهما بزعر وهي تحاول التحدث مراراً وتكراراً دون جدوي فحاولت الصراخ ولكن خرجت همهمات تشبه الأنين دون حديث او كلام مفهوم، شعرت ليل بالعجز لا تصدق ما يحدث هل اصبحت خرساء!! غير قادرة على الكلام! انسابت الدموع من عيونها بغزارة تنظر حولها بتشتت
عقلها غير قادر على الإستيعاب ما الذي يحدث معها
هل ظلت تكتم الصراخ طويلاً حتى يئس منها وقرر أن يتركها تعاني دون صوت؟ هل تحملت وصمتت كثيراً حتى ضنى عليها الكلام وقرر أن يتركها صامته الى الأبد؟!!
كان عمر وعاصم يراقبان ما يحدث بدون فهم هل هي خرساء؟ ام كانت تتحدث وأصابها الخَرس؟ لم يعد يفهمون شيئًا ولكن إنهيار الفتاة بهذا الشكل جعلهم يشعرون بالشفقة تجاهها فنظر عاصم لعمر بعجز ثم خرج من الغرفة سريعًا يبحث عن طبيب كي يأتي ويشرح لهم ما يحدث.
جاء عاصم و معه الطبيب وقد هالهه ما رأه من إنهيار الفتاه فكانت تبكي بقوة وبأنين مكتوم وتبخط بيدها السليمة على الفراش بقوة فهرع إليها الطبيب والممرضة وحاول حقنها بأدوية مهدئة كي يستطيع فحصها وفهم ما الذي تعاني منه
سَرت المهدئات في جسدها فسكنت وقد هجم عليها النعاس ففحصها الطبيب ثم تركها لتنام ثم خرج من الغرفة وأشار لعمر وعاصم كي يلحقوا به
وقف عمر وعاصم أمام الطبيب فعاجله عمر قائلاً: لو سمحت يا دكتور فهمنا ايه اللي بيحصل
رد الطبيب بهدوء كعادته: بصراحه انا مش شايف اي سبب عضوي يمنعها من الكلام...لذلك انا برجح انها اتعرضت لصدمة نفسيه اثرت عليها.. فدا خرس نفسي سببه الصدمات اللي بيتعرض لها الإنسان وبتخليه يفقد النطق
فكر عاصم بصوت عالي قائلًا: صدمة! صدمة ايه!! اللي اتعرضت لها
نظر له الطبيب نظرة تعني عدم المعرفة وقال بمغزى: والله انا معرفش... حضرتك اللي ممكن تكون عارف
هم عاصم بالكلام فلكزه عمر في جنبه فصمت وتحدث عمر بهدوء: تمام يا دكتور شكرًا لحضرتك
ابتسم له الطبيب بمودة ثم تركه وذهب كي يباشر باقي عمله
وضع عمر يده في جنبه وزفر بتعب فنظر له عاصم وهتف: وبعدين انا مش فاهم حاجه
هز عمر رأسه بلا معني وقال بسخط: ولا انا... مش عارف البنت دي ظهرت لنا منين... انا مش فاضي لكل دا.. ومش عارف هعمل ايه... وحاسس اننا مش هنخلص من البنت دي بالساهل وفي مشاكل كتير ممكن تحصلنا بسببها
هز عاصم رأسه يؤيد كلامه ولكن حاول طمئنة نفسه قائلاً: مشاكل ايه بس اللي ممكن تحصلنا بسببها اكيد لاء يعني...ممكن بس البنت اتخضت وخافت لما انت خبطتها بالعربيه وحست انها ممكن تموت ولا حاجه فدا خلاها مرعوبة.. يومين وترجع تتكلم ونفهم منها كل حاجه 
لم يستطيع عمر التعليق فجلس على المقعد الموجود أمام الغرفة وتنهد بتعب وهو يضع رأسه بين كفيه نظر له عاصم بحزن ثم جلس بجانبه ونظر أمامه بشرود.
رن هاتف عاصم فأخرجه من جيبه وهو يقول بهمس خفيض: بابا
فتح الخط ووضع الهاتف على أذنه وتحدث قائلاً: الو..ايوا يا بابا
جاءه صوت معتصم يقول بلهفة: ايه يا عاصم.. انت فين
تنهد عاصم وتمتم بهدوء: انا في المستشفى مع عمر
زُعر معتصم و هتف بقلق: مستشفى ليه.. في ايه انت كويس.. عمر كويس... حصلكوا ايه تاني
هتف عاصم بسرعة: مفيش حاجه يا بابا... متقلقش.. عمر بس عمل حادثة بسيطة بالعربية وهو كويس مفيش حاجه
اخذ معتصم انفاسة براحه وقال: طب ادهولي.. اطمن عليه
هز عاصم رأسه كأنه يراه ثم مد الهاتف لعمر فأخذه ورد على معتصم بتعب: ايوا يا خالي
تحدث معتصم بلهفة: حبيبي يا عمر.. انت كويس
تنهد عمر وقال: انا كويس يا خالي... مفيش حاجه مجرد حادثة بسيطة بس مش اكتر
تنهد معتصم وتمتم براحه: طب الحمدلله انك بخير.. محتاج اي حاجه ابعتلكوا حد... ولا اجيلكم
نفى عمر برأسه ورد سريعًا: لا لا مفيش داعي.. عاصم معايا وشوية وهرجع البيت.. بس للأسف مش هعرف أجي الشركة النهاردة
هتف معتصم بغيظ: شركة ايه يا عمر اللي بتفكر فيها... خليك في نفسك يا حبيبي وارتاح اليومين دول.. ومتشغلش بالك بحاجه.. وانا وناريمان هنبقى نجيلكوا بليل... المهم خلوا بالكم من نفسكم ولو احتاجتوا اي حاجه كلموني
تمتم عمر ينهي المكالمة: تمام يا خالي...ربنا يخليك.. مع السلامة
ثم اغلق الخط واعطى الهاتف لعاصم
ثم نظر أمامه وشرد ببصره وهو يفكر ما الذي يتوجب عليه فعله حيال هذه الفتاه.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 25 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رواية حدوتة ليل بقلمي أمنية أشرف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن