في منزل آخر
دخل سعيد الي منزله والفرحة تظهر على ملامح وجهه صاح بشدة: يا صالحة يا عيشة... بت يا صالحة
خرجت صالحة بسرعة من المطبخ وهي تقول ببشاشة : نعم يا اخويا... حمدلله ع السلامة
ابتسم سعيد وقال: الله يسلمك... عندي ليكي خبر بمليون جنية
قالت صالحة بفضول: خبر ايه قولي بسرعة
هز سعيد رأسه وقال: لا مش هقول غير لما البت عيشة تيجي... هي فين
نادت صالحة على عائشة قائلة: عيشة بت يا عيشة
خرجت عائشة من غرفتها وقالت ببشاشة: نعم يا ماما
ابتسم سعيد وقال بسعادة: خلاص يا بت يا عيشة هجوزك وافرح بيكي
جحظت عين عائشة بقوة ونظرت اليه بهلع وعقلها لا يصدق ما سمعته أذنها هتفت بتلجلج: انت بتقول ايه يا بابا
رد سعيد بسعادة: بقولك عمك محمد الميكانيكي طلب أيدك للواد هشام ابنه
شحبت ملامح عائشة وقالت : بس انا لسه صغيرة ولسه مش عايزة اتجوز دلوقتي
نظر سعيد الي جسدها الفائر الممتلئ بعض الشئ عكس ليل ونوجا رفيعات القوام فهي تظهر كفتاة مكتملة الأنوثة رغم صغر سنها وقال بحده: لا انتي معنتيش صغيرة خلاص كبرتي وبقيتي آنسه.. دا انا متجوز امك وهي أصغر منك
تدحرجت الدموع من عين عائشة وهي تقول: بس انا عاوزه اكمل تعليم زي صحابي انا لسه في اولى ثانوي ولسه ورايا ثانوية وكلية
زفر سعيد بقوة وهتف: علام وزفت على دماغكم وهما اللي اتعلموا خدوا ايه.... الست مسيرها لبيتها وجوزها.. اسمعي يا عيشة انا اديت كلمة للرجل وخلاص انتي تعتبري مخطوبة لهشام ودا كل اللي عندي
انفجرت عائشة في البكاء وقالت: يا بابا ارجوك انت عمرك ما كنت قاسي عليا دا انا عيشة حبيبتك.. طول عمرك بتعملِي اللي انا عاوزاه وعمرك ما زعلتني ليه بتعمل معايا كدا دلوقتي
تألم قلب سعيد وهو ينظر الي قرة عينة الصغيرة التي رُزق بها بعد سنوات كثيرة من الأشتياق للذرية هو و زوجته التي كانت تحتاج للعلاج وقد انفق عليها كل ما يملك حتى جاءت عائشة الى الدنيا وأنارت حياته ولكنه قد كبر في العُمر ويريد ان يطمئن عليها قبل ان يترك الدنيا فهو خائف عليها بشدة ويريد ان تكون في عصمة رجل يحميها ويهتم بها
تنهد سعيد بحزن وقال بهدوء يقنعها : يا حبيبة ابوكي اسمعي الكلام... بنات عمك اللي اصغر منك في البلد متجوزين وعندهم عيال
هتفت عائشة بحدة: وانا مالي بيهم يا بابا احنا مش عايشين في البلد
كانت صالحة تتابع الحوار الدائر بين زوجها وابنتها دون تدخل حتى لا يغضب سعيد منها فهى تعلم ان للعائشة الدلال على والدها وقد يرضخ لها ولكنها لم تستطيع الصمت اكثر من ذلك وقلبها يتألم من اجل ابنتها فقالت: يا اخويا البت لسه صغيرة واحنا ع رأيها مش في البلد سيبها براحتها ولما تخلص تعليم نبقا نجوزها
صرخ سعيد بحده: انتي عاوزاني ارجع في كلمتي يا ولية انتي... انتي اتهبلتي في عقلك ولا جرا لمخك حاجة
بلعت صالحة لسانها بخوف ونظرت لعائشة بعجز فصرخت عائشة بهياج: انا مش موافقة... وانت مختش رأيي قبل ما تدي لحد كلمة... انا مش هتجوز يعني مش هتجوز
احمرت عين سعيد وهو ينظر الي ابنته بغضب شديد وصرخ: انتي بتزعقي في وشي يا عيشة... طب عليا الطلاق بالتلاتة لأنتي متجوزاه وغصب عنك كمان
شهقت صالحة وهي تضرب على صدرها بحده وهي تولول بصمت اما عائشة فدرات الدنيا من حولها وهي تنظر الي والدها بصدمة شلت لسانها وعقلها وهي لا تصدق ما حدث أبداً فهذا الذي امامها ليس والدها الذي تعرفه.
...............................
أنت تقرأ
رواية حدوتة ليل بقلمي أمنية أشرف
Romanceأقدارٌ هي ام أختيار.... ماذا إن كنت مجبرًا على حياتك ولم تختار شئ فيها....ماذا إن كتبت عليك المعاناه منذ صرختك الأولى في الحياة....فهل ستظل في معاناة دائمة ام ستتصالح مع القدر وتتغير حياتك إلي الأفضل؟