الفصل الخامس

64 1 1
                                    

سمع عمر الرنين يأتي من بعيد ففتح نصف عينه ثم بحث عن الهاتف ثم فتحه ووضعه على أذنه قائلاً بصوت متحشرج من أثر النوم : الو...مين
جاءه صوت عاصم الخافت يقول بتلعثم: ع.. ععمرر
استفاق عمر وقال:ايوا يا عاصم
تحشرجت انفاس عاصم غير قادر على الحديث
فانتفض عمر بقلق وهتف: عاصم في ايه؟
رد عاصم بصعوبة: الحقني
ثم سقط الهاتف من يده
صاح عمر بقوة: عاصم... عاصم
ولكن لا من مجيب...انتفض عمر وقام من الفراش سريعًا و ارتدي حِذاءه الأرضي واخذ هاتفه ومفاتيح سيارته وخرج يجري من الغرفة وهو يُعيد الإتصال بعاصم... عاد الأتصال عدة مرات وهو يدير سيارته وينطلق بها بأسرع ما يكون.
خبط عمر على المقود عدة مرات بقوة والهاتف على اذنه ينتظر الإجابة وهو يتمتم: رد يا عاصم... رد

كان الهاتف على الأرض بجوار عاصم الذي يتصبب عرقًا وهو لا يفهم ما الذي حدث له فنَفسه يخفت ورأسه يدور بقوة ولكنه تحامل على نفسه وحاول أخذ الهاتف بِشق الأنفس ثم فتحه فجاءه صوت عمر الملهوف يصيح: عاصم انت فين
تنفس عاصم بقوة وهو يحاول التحدث بصعوبة قائلاً: ان... انا.. عند بيت زيادد
هز عمر رأسه بقوة كإنه يراه وحمدالله انه يعرف منزل زياد صديق عاصم فهتف: طب تمام ثواني.. واكون عندك... اهدى وخليك معايا.. خليك معايا يا عاصم
أومأ عاصم برأسه غير قادرة على التحدث
أما عمر كان يسابق الريح كي يصل اليه بأقصى سرعة وقلبه يتمزق خوفًا عليه فلا يفهم ما الذي أصابه وكيف يصيبه شيء وهو يراقبه كظله؟.. كيف يتألم عاصم وعمر حريص كل الحِرص ان يؤمنه ويهتم به وينبهه كي يكون بخير دائمًا؟!

بعد مرور ربع ساعة وصل عمر الي مكان المنزل المراد فرأي سيارة عاصم واقفة أمام الطريق ففتح الباب ونزل بسرعه يبحث عنه فوجده جالس على الأرض يستند على ظهر باب السيارة والهاتف ساقط بجواره وياخذ أنفاسه بصعوبة ركض اليه وجلس أمامه يصيح: عاصم... عاصم
رفع عاصم انظاره إليه فهتف عمر: حاول تقوم وتتسند عليا
هز رأسه فوضع عمر يده خلف ظهره يحاوطه وهو يحاول حمله والتحرك به الي السيارة...ساعدته خِفة وزن عاصم الذي كان يجر قدمه بصعوبة حتى وصلا الي السيارة فأجلسه داخلها واغلق الباب وجرى حول السيارة كي يركبها ويجري بها سريعًا كي يصل الي اقرب مستشفي.

بعد بعض الوقت
اوقف عمر السيارة أمام المشفى ونزل يركض ينادي الأطباء كي ياخذوا عاصم منه هرع المسعِفون اليه واخذوه منه وادخلوه الى غرفة الطوارئ وبقى عمر يتقلب على الجمر في انتظار ان يطمئن عليه و يعرف ما الذي ألما به؟

خرج الطبيب بعد فترة فذهب عمر إليه سريعًا وسأله بخوف: خير يا دكتور طمني... هو في ايه؟
ابتسم الطبيب بهدوء وقال بعملية ينتابها بعض الغموض: خير متقلقش مفيش حاجه
سأل عمر بإستفهام: طب هو ماله... وايه اللي خلاه يحصل معاه كدا
تنحنح الطبيب وقال: هو للأسف كان واخد حباية جدول مخدرة... وتقريبًا هو مش متعود عليها وأول مرة ياخدها فسببتله سرعة في ضربات القلب وعدم القدرة على التنفس...بس قدرنا نِبطل مفعولها واديناله منوم عشان يقدر ينام بشكل طبيعي بسبب خوفه من التأثيرة اللي حصله بسبب الحباية...وهو حاليًا نايم وهيصحى الصبح كويس بإذن الله
كان عمر يستمع اليه بصدمة غير قادر على تصديق تهور عاصم الذي يصل به الي تعاطي هذه الحبوب المخدرة فهز رأسه يشكر الطبيب بلا كلام ووقف يستوعب كيف فعل عاصم ذلك بنفسه؟

رواية حدوتة ليل بقلمي أمنية أشرف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن