"فِلِسْطِينْ حُرَّةٌ وَ سَتَظَلُّ كَذَلِكَ"
عِنْدَ حَافَّةِ الجُرْفِ المُلَثَّمِ بِالثُّرَى وَ تَحْتَ غَسَقِ الدُّجْنَةِ إِخْتَلَيْتُ أَتَّخِدُ مِنْهُ مَضْجَعًا لِأُعْرِبَ عَنْ تَنْهِيدَةٍ تَلاَهَا إِنْبِسَاطُ يَدِي مُنْتَشِلاً لُفَافَةَ التِّبْغُ بَيْنَ الأَبَاخِسِ رَافِعًا مَنْكَبِي وَ بمَيْمَنَةِ رُفَاتِي أُوْقِدُهَا لِأُمَوْضِعَهَا بِالفَرِيرِ أَبُثُّهَا بِالمَجَمِ وَ الكَرَدِ أَقْصِدُ القَصَبَةِ وَ الأَهْدَابِ مُسْتَنْشِقًا مَا بِهَا مِن نِيكُوتِين حَدَّ إِكْتِفَائِي لِأَزْفُرَ كُرُبَاتِ الدُّخَانِ فَلاَ يتَطَرَّقُ بِجَحْنَاءِ إِلاَّ جِيْشُ الأَمْوَاجِ وَ وَقْعٌ مِنْ نَقَمَاتِ غَيْثٍ عَلَى الكَدَمِ فَإِذَا بِعَجِيجِ سَلِيطٍ وَطَأَ القَتْرَاءَ مُجَلْجِلاً "مَا بَالُكَ حَبِطْتَ وَ تَحْتَ غَسَقِ إِخْتَلَيْتَ أَكَانَ ذَاكَ صَحِيحًا بُعْزِقَتْ دُرُوبُكُمَا أَوَلَمْ تَكُنْ هِيَ حَشَاكَ سَاكِنَةٌ" مَنْ كَانَ المُحَاوِرُ إِلاَّ الثُّرَيَّا... صَبْرًا! تَعَاهَدْنَا هُنَا وَ هِي كَانَتْ شَاهِدَةً..."الصَّوَابُ مَا قُلْتِه وَ إِنِّي لَرَاضٍ فَقَدْ كُنْتُ حِنْثًا أَوَلاَ تَفْقَهِينَ ذِي عَدَالَةُ الحُبِّ وَ عَدَالَةُ السَّمَاءِ، عَصِيَّ الدَّمْعِ أَنَا شِيمَتِي الصَّبْرُ لَكِنْ مَا إِنْ أَتَانِي غُرَابُ البَيْنِ مُنْذِرًا مِنْ كِلْفَةِ حُبِّي دَمِعْتُ... مَا صَدَّقْتُ أَنَّ دِنْفَةَ العَاشِقِ حَقٌ حَتَّى بُلِيتُ" أَلِسْتُ وَ أَصَابَنِي لُوثٌ أَوَلَيْسَ أُحَاوِرُ نَجْمًا بِالسَمَا سَانِيًا لَكِن مَا يَكُونُ لِي مِنْ حِيلَةٍ فَقَدْ كَانَ قَدَرُهَا غَيْرِي وَ أَنَا عُذِّبْتُ بِرَسِيسِ حُبِّهَا وَ مَا أَضَحَتْ مِلْكِي ذِكْرَاهَا القَابِعَةُ دَاخِلِي وَ مَوعِدُنَا دَاكَ رَبَّاهْ كَانَتْ عَيْطَمُوسًا مَا شَاءَ البَارِي عِنْدَ وُصُولِ بُؤْبُئِ خَاصِرَتَهَا المَهْضُومَةَ وَدَّتِ الأَشَاجِعُ لَوْ تُحِيطَهَا عِنْكَ صُلْدَةِ السِّيقَانِ فَأَبْسُطَ عَضَدِي العَرِدَ مُحْكِمًا تَسَيُّجَ حَشَاهَا فَأُرِيحَ البُنَانَ عِنْدَ وِرْكِهَا الخَدْلَجِ وَ خِشْيَةَ مُبَالَغَتِي بِأَرْمَاقِ صَوَّبْتُهَا عَلَى عَظَمِ تَرقُوَّتِهَا وَ مَا فَتِأَتْ الرَّغْبَةُ عَنْ حَثِّي لِآخُدَ حَيِّزًا مِنْهُ أَسْتَعْمِرُهُ قَصْدَ تَدْنِيسِهِ إِنْشًا إِنْشًا قَسِيُّهَا تَرْتَدِي مَا زَادَ دُجْنَةَ عَيْنَا البُنِّ تِلْكَ جَمَالاً فَخِلْتُهَا زَبَردَجًا سَوَّاهُ البَارِي حَتَّى أَنَّ قَذَى عَيْنِهَا بَاتَ مِنْ عَلاَمَاتِ حُسْنِهَا آخ..إِبْتَلَعْتُ رِيقِ مُعْرِضًا عَنْ مَا بِدَوَاخِلِي لِأَسْتَقِيمَ بِأَبْهَرِي عَقْبَ سَمَاعِ نَوَاقِيسِ الهَاتِفِ لِأَلْتَقِطَهُ مُمِيلاً سَاعِدِي "نَعَمْ؟" عِدَّةَ هُنَينَاتٍ حَتَّى وَقَعَ الرَّدُ بِجَحْنَاءِ "نُوحْ!كُلُّ شَيءٍ جَاهِزٌ وَافِينِي بِمَطْعَمِنَا المُعْتَادِ لِأُعْلِمَكِ بِكُلِّ شَيءٍ" إِنْبَسَطَتْ أَسَارِيرِي إِثْرَ تَمْيِيِزِ لِدَاكَ الصَّوتِ الرَّقِيقِ تِلْكَ يَاقُوتْ وَ مَنْ غَيْرُهَا، وَجَّهْتُ بَصِيرَتِي صَوبَ السَّمَاءِ "مَوْعِدُنَا قَرِيبًا أَيَا ثُرَيَّا.
.
.
.
.
نِهَايَةُ البَّارْتُ هُنَا، أَيُّ أَسْئِلَةٍ لَكُمْ حَقُّ مُخَاطَبَتِي بِالخَاصِّ أَوِ التَعْلِيقَاتِ.