"أَنَا القَاضِي وَ المُحَامِي، فَعَدْلاً أُعْدِمْتُ"
______________________________________
إِنَّهَا التَّاسِعَةُ وَ السَّابِعَةُ عَشَرَ قَهْرًا بَعْدَ مُنْتَصَفِ الوَيْلِ أَقُودُ بِالقِفَارِ وَ أَنَا أَتَسَائَلُ، هَلْ يَنْبَجِسُ دَهْرٌ فَتَتُوقِينَ فِيهِ لِإِعْتِبَاطِ وَ إجْوَافِ أَحَداثِي فَرَسَائِلِي،أَوَ يَحِنُّ لُبُّكِ لِشِقَاقِنَا التِّي أَمْسَيت ذَرِيعَهَا،فَغَيْرَتِي المُفْرِطَةُ خِشْيَةَ فُتُورِ مَشَاعِرِكِ نَحْوِي،وَ أَخِيرًا لإِهْتِمَامِي وَ عِشْقِي وَ لَهَجِي بِكِ الذِّي أَرْدَانِي سَقِيمًا العِوَضَ عَنْهُ تَلْقِينَ.تَسْوِيفُك لِرَسَائِلِي وَ عِمَدُكِ عَلَى تَثْبِيطِ سَلِيطِكِ إِنْ طُرِحَ سُؤَالٌ عَنِّي، مَا أَسْلاَنِي عَنْ إِسْتِحْظَارِ حِوَارَاتِنَا التِّي دَامَتْ سُوَيْعَاتً، لَرُبَّمَا أَنَّكِ بِتِّ لاَ تُطِيقِينَ سِمَايَ، وَ إِذْ قِيلَ أَنَّ مَنْ جَفَا جُنَانُهُ وَ سَلَا عَنْ جَوَاهُ بِمَنْ كَانَ مُضْطَجِعًا فُؤَادَهُ فَقَدْ أَفِكِ،إِنْسِيُّونَ مَا لاَحَظُوا جَهْرَائَكِ الدَّابِلَةَ وَلاَ السُّهَادَ الذِّي خَيَّمَ تَحْتَهَا وَيَّا أَسَارِيرَكِ المُنْكَمِشَةِ أَمَا سَأَلُو أَنْفُسَهُمْ يَومًا لِمَ؟ أَمَا رَأَوْ أَنَّهُمْ عَلَى كَبْوَةٍ كَمَا فَعَلْتُ؟ مَنْ قَالَ أَنَّهُمُ المَظْلُومُ؟ لَكِنْ، بِقِصَّتِنَا نَحْنُ كُنْتُ ظَالِمًا فَنَزَوَاتِي وَ هَفَوَاتِ التِّي تَحَمَّلْتِ إِلاَ أَنْ فَاضَ كَأْسُكِ فَخَبِيَتْ عَنِّي مُعَانَاتُكِ حَتَّى تَبَلَّدَ لُبُّكِ فَمَا رَضِيتِ أَنْ تَشْفَعِ.
لَنْ أَفِكَ فَقَدْ حَاوَلْتُ أَنْ أَكُونَ رَخَاخًا عَرُوبً جَاهِدًا فَمَا تَبْكِينَ لِسَبَبٍ تَافِهٍ إِلاَّ وَ أَنَا مَعَكِ وَ قَدْ نَيْطَلَ كُلُّ ذَا آنَمَا رَأَيتُ أَنَّنِي سَبَبُهَا...
لَكِنِّي لَمْ أَتَوَقَّعْ يَومًا أَنَّكِ سَتَتَخَطَّيْنَنِي سَرِيعًا بَينَمَا أَنَا أُعَانِي، فَحَتَّى بَعْدَ فِرَاقِنَا وَ حِينَمَا تَعْتَرِفُ لِي حَسْنَاءٌ مِنْ جُلِّ الجَمِيلاَتِ فَتَعْلُو البَسْمَةُ وَجْهِي ثُمَّ أَصُدُّهَا أَ وَ تَعٔلَمِينَ لِمَ؟ ذَاكِرَتِي تَسْتَرِدُّ تِلْكَ اللَّحْظَةَ حِينَمَا قُلْتِ "وَ إِنِ إِنْفَصَلْنَا وَ الطَّرِيقُ فَوَارِقٌ، فَلاَ تَخَلْ نَفْسَكَ حُرًا وَ تُوَاعِدْ، فَإِنْ تَجَرَأْتَ وَ إِتَّخَدْتَ الغَرِيبَ زَوْجًا، فَإِنِّي لَنَاحِرَةٌ إِيَّاهَا ثُمْ أَنْتَ أَخْتَطِفُ فَتُمْسِي حَبِيسِي العَاصِي".
تَنَيْطِلُ الأَيَامُ أَوَلَيسَ أَيَا عَيْطَمُوسِ؟، بِأُكْتُوبُرَ خِلْتُنَا سَنَنْتَهِي بِكَونِ عَسَجٍ يَتَوَسَّطُ رَأْسَكِ فَأَمُدُّ الدُّرَ لَكِ حَتَّى يَتَسَنَّى لَكِ شُرْبُهُ مُعَاقِرًا أَنَا كَأْسَكِ حَتَّى نُمْسِيَ زَوْجَانِ تَحْتَ تَأَمُّلاَتِ الحُضُورِ لَنَا لَكِنِّي أَنُوحُ الآنَ بِإِشْتِيَاقِ لَكِ...
خَفَى السَّحَرُ وَ السُّخَامُ بَينَ طَيَّاتِ الصَّبَاحِ وَ لاَ زَالَ عُنْوَانُكِ الهِجْرَانَ وَ التَّجَاهُلَ،إِسْتَوْقَفْتُ سَيَّارَتِي فَإِذَا بِهِمْ رِجَالاً أَوَّلُهُمْ قَدِمَ عَلَى حِمَى مِنْ نَافِذَتِي"السَّيُدُ نُوحْ؟" هَمْهَمْتُ إِيجَابًا "أَصَبْتَ" "تَفَضَّلْ يَنْتَظِرُكَ قَائِدُ قَبِيلَتِنَا مُنْذُ دَهْرٍ" حَطَطْتُ أُصُولَ أَقْدَامِي عَلَى الثُّرَى فَإِذَا بِهَا قَدْ خُضِّبَتْ إِثْرَ نَقَمَاتِ الغَيْثِ الشُّوسِ لِأَسْنُوَ بِخُوشَايَ عَنِ المَقْعَدِ وَيَّا تَسَرَّحَ أَبْهَرِي لِتَقُودَنِي خُطَايَ لَثَقَفِّي خُطَا مَنْ بَاتَ بَينَنَا تَفَلُّجٌ بِأَشْبَارٍ عِدَّة يَقُودُونَنِي لِقَصْرٍ جَسِيمٍ مَا خِلْتُ أَنَّ مِثْلَهُ يَقْبَعُ بِذَا القِفَارِ فَإِذَا بِهِ رَجُلاً البَسْمَةُ تَعْلُو سِمَاهُ مُضْطَجِعًا إِحْدَى الكَرَاسِي "طَالَ الإِنْتِظَارُ وَ هَا قَدْ آنَ دَهْرُ حُظُورِكِ أَيَا نُوحً".
.
.
.
.
.
لَيَّاحُكُمْ يَلْقَاكُمْ بِدِعَةٍ وَ فُرْقَانُكُمْ يَأْتِيكُمْ بِالأَنَاةِ مُنَايَ بِدَيْمُومَةِ أَسْنَا الأَحْوَالِ لَكُمْ إِنْ مَرَرْتُمْ صَلُّ عَلَى خَيْرِ الأَنَامِ وَ أُدْعُو لِفِلِسْطِيينَ بِلاَدِ الشُّهَدَاءِ.