وقفت امام باب المنزل،وانا اعلم مالذي سأواجه اذا دخلت،لكنني حينما فتحت الباب،وجدت امي نائمةً على الأريكة،لهذا صعدت مسرعة لأعلى،ومن كان هناك..غيره!
-من الجيد أنها أمطرت ،كان لابد أن تعودي اخيرًا..
قال خوف بإبتسامة مائلة..
رميت معطفي على السرير بخفة دون أن ألتفت له،جلست على طرف السرير أنظر للمجهول وأنا اعلم جيدًا أن خوف ينظر إلي ،أكاد اشعر بعينيه تراقبني دون أن يرمش،كسر الصمت بيننا وهو يقول:
-لا أعرف لماذا تهربين،تعرفين جيدًا كيف سينتهي الأمر.
-كيف سينتهي؟
همست وانا أنظر له بأستهتار،ضحك بإشمئزاز وهو يُشعل سجارة جديدة
-ينتهي بكِ تتوسلين لي أن أتوقف!
بصق كلامه ونهض وعيناه مُسمرتان علي
-هذا الرجل اللعين الذي تخرجين كل ليلة لترينه كان ينبغي ان تسألي نفسكَ أولًا،هل أنتِ متأكده انه لن يؤذيك كما أفعل؟،ومالذي يجعلكِ واثقةً أنه مناسب؟
-لا شأن لك ياخوف،أصمت لخمس دقائق فقط!نظر لي بصدمة وغضب،رمى بسجارته التي لم يُكملها وأقترب مني بحذر،الجدير بالذكر أن خوف يبدو مُرعبًا حين يمشي أو يتحرك،وهذا إن كان بسبب ما فهو بسبب طوله الشاهق والغير طبيعي،مما جعله أحدب الظهر عديم البُنيه،خوف يعرف جيدًا أنه مرعب حين يمشي،مرعب حين يجلس،مرعب حين يتحدث،حين يضحك،او حتى حين يتكلم،كان هذا التأكد الوحيد الذي أملكه ويعرف خوف جيدًا أني أفعل.
-تريدين أن أصمت؟
همس وهو يطحن فكي بين يديه،لم أستطع ان اصرخ او استنجد،واذا فعلت سأنادي من؟ أمي التي تحسب اني لست مستقرة نفسيًا؟ طبيبتي ياسمين التي هي اصلًا مكسورة والمكسور لا يستطيع مداواة أحد؟ على من سأنادي؟ خوف مُسيطر،كلانا نعرف هذا.