نأتي لقصةً في الماضي؟

18 2 0
                                    


* تروي حياة كايا *
" قبل ستة عشر عامًا "
في ليلةٍ ماطِره مُطرزهٌ بنوّر القمر ، شخص بيده طفلةً صغيرة مطوية بالُحاف ابيض قابل شخص يُسمى
" أوليفر "
تقدم نحوه وأردف قائلاً
" لقد سلمتُك ابنتي امانةً ، وأعتبرها ابنتُك "
مد يده أوليفر وأخذ الطفلة من يده .
اردف الشخص الغريب قائلاً
" اذهب إلى ابعد مكان على الكُره الارضية ولا تدعني اراك الا بعد ستة عشر عامًا "
اردف أوليفر بأستغراب قائلاً
" لما؟ "
" لا اريدُها هي وأبنتي ان يلتقيان ابداً "
ثُم ذهب تاركًا ابنتهُ بجد !
ذهب أوليفر للمنزل والطفلة بيدهُ بعد وصوله ، تفاجأت زوجتهُ قائلةً
" ابنة من هذه الرضيعه ! "
قال
" ابنة صديقي سلمها إليَّ قائِلاً أرعهَا و أعتبرها أبنتُك "
اردفت " نيفين " قائلةً بتفهُم
" حسناً !
ولكن أريد منك أن تُرجعها الى والدها بعد أن ننجب اطفالاً "
اردف أوليفر قائلاً بحدةٍ و توتر شديدٍ
" لقد قُلت لكِ يا نيفين ، ولا يمكنني أن اُعيد كلامي ان كُنتي لا تريدينها فأنتِ لستِ مجبورةً على البقاء في منزلي و يُفضل لك الخروج منه حالاً ! "
ذهب أوليفر تحت انظار وصمت مشهود في حين زوجتُه الغاضبة منه اخذت تنظُر للفتاة ورأت ملامحُها البريئة السمُوحه ، فبتسمت الصغيرةً و توجهت لزوجها قائلةً ..
" حسناً أوليفر لقد اصريت لذلك ما رأيك بأسم كايا؟
حسناً اذًا .. سوف يكون اسمهُا كايا "
بعد عشر سنوات ..
أصبحت كايا في سن العاشرة من عُمرها وتعيش في فرنسا ، ابتدأت مُشاجرات والديها تزداد يوماً بعد يوم وهي في غُرفتِها تُحاول بكُل ما فيها من قوةً ان تتظاهر بعدم الأهتمام و التأثر مِمَّا يحدُث بينهم و بأنها لا تسمعهُنّ ولكنها في كل ليلٍ قبل أن تنام تلجئ لأن تبكي بصمتٍ وعيناها مُترفةً الدموع
وبعد سنة ..
انتقلوا إلى امريكا ولم يتغير حال والِدا كايا كانت المنزل دوماً يعمُّه الشجار و المُشاحنات و كانت الطفلةٌ كايا تظن بأن سبب مايحصل بينهُن بسببِها الى حين ماسمعت حديث والدتها
" أذًا ضعها في ملجئ ! "
كانت تتكرر هذه الجملة بعد ان سمعتها في ذهنها كُل الوقت أهملت دراستِها وحتى نومها
أصبحت لا تنام جيداً !
و تعلقت بالكتابة من سن التاسعة و كانت تريد في ان تُصبح راوية او حتى كاتبةً معروفة ، ولكن في حين سماعها لشجار والديها كل يوم ابتدت في ان تُهمل صحتُها وأصبحت ندبات يديها كثيرةً جداً وعميقة كانت تظُن في حال ذهابها الى الملجئ ستلتقي برفقةٍ يحتوينهَّا وتعيش افضل حياةٍ ممكنة برفقة اصدقاءها بعيداً عن مُشاجرات والديها كُل يوم وكُل ساعةً !
وكانت تتمنى لو انها تعيش بسلام بعيد عن كُل ما تُعانيه..
بالنسبةً لها لقد تدمرت كايا بعد العيش مع والديها البيلوجيانْ ، اصبحت مُشتته  وتفكير كُل ليلةً ، يهلِكُها البُكاء ، اصبحت ضعيفة الشخصية و كان الفاعل في كل هذا عائلتُها المُزيفه الذي ظنت لو أنها مُستبدله بغيرهم لكانت تعيش حياة افضل بعد تفكيرها الدائم كُل ليلةً ذهبت للنوم ومن ثُم استيقظت على صوت والدتُها قائلةً
" استيقظي يا كايا ورتبي شنطتُكِ "
اردفت كايا بأستغراب قائلةً
" لما آهل سوف نعود لفرنسا؟ "
زفِرت نيفين بملل قائلةً
" لا ولكن أنا ووالدك أنفصلنا ولذلك سوف نذهب بكِ إلى ملجئ يحتويك وأن ذهبتي معي سوف تصبحين مُشتته "
اردفت كايا بهمس بينما تسحب نفسِها تدريجاً من سريرُها
" أنني مُشتته بالفعل "
ثُم ذهبت لترتيب شنطتِها وبعد انتهائِها سارت لخارج المنزل وذهبت متوجهة لسيارة والدتها وبعد صعودها أردفت قائلةً
" أمي حقاً سوف تتركيني في ملجئً ؟ "
تنهدت نيفين قائلةً
" أنني مجبورةً يا كايا ! حقاً مجبورةً ليست بيدي أي حيلةً حسناً ؟ "
التزمت كايا بصمت ومن ثُم ساد الصمت حتى وصلت لملجئ الأطفال غادرت السيدة نيفين السيارة وذهبت متوجهة لسيدة روز التي كانت بأنتظارهِا عند باب الملجئ كانت تُراقب كايا كُل شيء ولم تستطيع سماع أي شيء حتى ذهاب السيد نيفين من أمام السيدة روز فتحت باب جهة كايا وأردفت قائلةً
" يمكنك الخروج يا كايا "
وبالفعل قد خرجت كايا من السيارة بكاملها وتقدمتْ نحوها السيدة روز وهتفت قائلةً بأبتسامة
"مرحباً أنا روز "
لقد التزمت كايا الصمت ولم تستطيع أن تتفوه بكلمة ثُم اردفت السيدة روز بأبتسامة قائلةً
" يبدو لدينا فتاةً شابة لا تحب الكلام يا نيفين"
ردتْ عليها بنفس نبرتها
" نعم كايا أبنتي لا تحب الكلام كثيراً  اذًا سوف أستأذنكم كما أنني سوف ازور كايا كل يوم في الأسبوع
، وأتاني اتصلاً قبل قليل ، لدي عملاً مهم "
اردفت كايا قائلةً بنبرة حزينة
" هل هو عمل أم تريدين التخلص مني ؟ "
وضعت يدها فوق اكتاف كايا وأردفت بأبتسامة قائلةً
" لماذا أتخلص منك يا أبنتي ؟ لن يحدث شيئًا كهذا
سوف تجلسين هُنا لسنوات قليلة وسوف أأتي لأخذك حسناً ؟ "
" هل أثق بك ؟ "
" لما لا تثقين بي يا أبنتي؟ بطبع سوف أتِ "
" حسناً أتمنى ذلك "
أبتسمت السيدة نيفين ومن ثُم ذهبت من أمام كايا واقفةٌ تنظر إليها وهي تبتعد عنها، ولم تتحرك إلى أن اختفت وغابت عن نظرها تمًاما
****
يتبع في الجزء الثاني !

🎉 لقد انتهيت من قراءة الأحتباسٌ الأُسَري 🎉
الأحتباسٌ الأُسَريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن