« كنت أنا التي تعود إليك عندما ترحل و يطول غيابك عني...لم أكن قادرة على مجاراتك فأعد خطوة بخطوة إلى أن أصل لك ، كانت خيبتي تدفعني لك »
أزرق رمادي| كان لامعا بالنسبة لي
ما زالت ميرال معلقة بين خيارين إما مجاراة رفين أو تجاهل ما قالته ، شاردة في تفكيرها و كأنها ليست مجرد مراهقة ستعترف لأول شخص تنجذب إليه ، من يراها يتمنى لو صارت كل مشاكله عبارة عن تفكير في الرفض و الخذلان أو في المبادلة و التقبل .
" لنفعلها لكن بعد يومين "
وضعت ميرال حدا للموضوع ، فعبست رفين بعد أن أشرقت ملامحها و لم تكد تنطق حتى قاطعتها تلك التي تنظر لها بجاجبين مقرونين .
" بعد يومين "
**********
في اليوم الثاني خرجت ميرال و رفين من المنزل تقصدان قصر عائلة مايرون ... من أجل إحضار بعض القصص والروايات و التي تنال إعجاب كلتا الفتاتان .
" ميرال مالذي يعجبك بأدريان ؟ "
انتفض جسد المعنية و أسرعت لتغلق فم رفين ، و عيناها تجول في المكان خوفا من أن أحدهم سمع ما قالته صديقتها الغبية فتقع في ورطة .
" أصمتي "
أبعدت ميرال يدها عنها تكمل طريقها ، فهزت رفين حاجبها بعبث بينما اقتربت تهمس بالقرب من أذنها.
" فقط أخبربني منذ متى ؟ "
التزمت ميرال الصمت و هي تحاول التذكر ، منذ متى و أدريان يشغل تفكيرها ، و مهما حاولت تجنب صورته و هو يربت على رأسها لا تستطيع ... طفولية هي لدرجة أن تعجب بشخص فقط لأنه ربت عليها بحنية ، و ربما الجميع طفولي مثلها عندما يتعلق الأمر بالحب !
" منذ أن ساعدني على النزول من الشجرة "
أطلقت رفين ضحكة متحمسة و هي تضرب ظهر ميرال بقبضتيها ببعض من القسوة ، لم يصدر من الأخرى شيئا سوى أنها قلبت عينيها بملل من التصرفات التي تبدو لها سخيفة كصاحبتها .
" لما أنت مملة ؟ "
تذمرت رفين و على عجلة رفعت يدها تغلق فمها بعد أن رمقتها ميرال بنظرات قاتمة ، فهي سريعة الغضب و قد تهجم عليها في أي لحظة .
دخلتا من باب القصر و في صمت تعبران الممر الطويل المزين باللوحات و التحف الفنية ، بنفس المنوال صعدتا الدرج نحو غرفة رفين ، و بسبب لونها الزهري الفاقع ميرال لا تطيق الدخول إليها .
" لما لا نقيم حفل مبيت ؟ "
سألت رفين بينما أخذت ميرال تلقي نظرة على الكتب المختلفة المرتبة في الرف ، تبحث عن مرادها بتركيز .
" لدي واجب مدرسي لم أنته منه بعد "
و هذه المرة أيضا اكتفت رفين بمراقبتهل و لم تحاول إقناعها ، لأنها تعرف جيدا تصرفات صديقتها و مهما حاولت لن توافق ،
فعناد ميرال كافي لجعلها تفقد الرغبة في إغوائها ببعض الأشياء التي تحبها .
YOU ARE READING
Blue Grey
Romance" البشر يتغيرون كما تتغير مشاعرهم ، قد تكون أدريان الذي عرفته ميرال ، لكنها ليست الطفلة التي تشبثتَ بها ، لا تحاول حجب الحقيقة بكذبة تروقك " " أنا مسرورة لأنها أنتِ ، لا أحد منكم حقق أحلامه لكن حلمي تحقق ، أنت الآن زوجة أخي " " ممتنٌ للحياة لأنها...