14

82 6 5
                                    

« أحببت اللون الأسود لكنني ارتديت فستانا زهريا فقط لأنك تحب الفتايات اللطيفات ، لمست فرو قطة أتظاهر بالرقة رغم ارتجاف يدي بسبب خوفي منها ...آسفة لأني كنت مصطنعة لكن ألم ترى اللمعة الصادقة في عيناي ؟ »


أزرق رمادي | الأروح المنسجمة

في كل الأسطر يوجد معنى ، رسالة خفية لن تجدها إلا إن وصلت لعمقها ... هكذا كانت سطور الحياة لا تدرسك المعاني بل تأتيك على شكل أشخاص تختلف طباعهم و تختلف معهم الدروس التي ستتعلمها معهم .

ميرال ، فتاة أبيها الوحيدة ، طفلة حائرة تود العيش لكنها أحيانا تتمنى لو كانت شفافة .

الآن فرقت بين أهدابها فرست ابتسامة عريضة على شفتيها ، القدر يربطها بأشياء سيئة لكنه أحيانا يريها حنيته ، أشخاص معها غيروا ظروفها ، برفقتهم لا وجود لهموم فقط تتبع روحها لحيث تريد أن تسير .

بتلك العيون الزرقاء تشاهد عائلتها بتفان... فيكتور الأب الحنون المبتسم دائما ، حبه لها متجذر داخل قلبه ، يمكنها رؤيته على وجهه إنه حقا يود البقاء للأبد كملاذها الدافئ ، عندما يعانقها تنهار كل المشاكل واحدة تلو الأخرى ، كما لو أنها تمتلك مملكتها الخاصة و شعبا يهتف باسمها .

رفين صديقتها المقربة و الشخص الذي علمها أسلوبا مختلفا لتعيش به ، شاركتها كل لحظاتها ، تخبرها كل ما تود سماعه ، تشعر بأرواحهما تحلق في كل حين تلتقي أفكارهما ...رفين الجميلة التي تعالجها .

أدريان أو إيفان كلاهما أسماء لبطلها ، إشارة أُعْطَت لها لتواصل العيش ... كنغمات ضعيفة تهز قلبها رغم أنها ليست بتلك القوة ، هو من يعطيها جل ما تحتاجه لإكمال حلمها المجهول ، وجهه يعكس على وجهها السعادة ، تحبه وسط كل هذه الليالي المظلمة .

تايلر الفتى المجنون و الوقح الذي لا يتوقف عن مضايقتها إلا أنه و في الأيام الأخيرة بات مختلفا بشكل راقها ، تماما كأخ لها لا يتوقف عن العبث بشعرها أو اللحاق بها لأي مكان تذهب إليه ، إنه صديق ممتع بالنسبة لها ، خلال وقت قصير صنع مكانه في ثنايا قلبها .

و أخيرا الجدان المرحان جيوم و سيفاك ، أصبحت ميرال حفيدة لهما ، لا يتوقفان عن الاعتناء بها و كأنها طفلة في الخامسة .

هؤلاء الأشخاص و كأنهم رسامون و هي كالورقة البيضاء ...يرسمون ملامحها و يحولونها لشخص يملك مشاعره الخاصة .

الكثير من الكراسي متربعة أمام ضفة النهر بمياه زرقاء صافية يتدفق برفق على الوديان و المروج ، يجري بصمت رغم كاهله المثقل بمخلفات التاريخ من حروب و سلام و قصص حب ، يحمل الكثير من الأسرار العميقة لكن لا أحد يعرف عنها .

الشمس في بداية طلوعها بل لا زالت تشعر بالخجل إذ بها تشرق في الأفق بكل حياء و حشمة ، ترتقي الأشجار فتكاد تصل للسماء و تنثر ظلالها على سطح ذاك النهر و أحيانا تتراقص اغصانها بانسجام مع الرياح .

Blue GreyWhere stories live. Discover now