05

200 18 2
                                    

« كنت خائفا من الاستسلام للنوم ، فوجدت نفسي أقاومه كي لا يغيب طيفك عني و تختفي أثار لمساتك عن جسماني البارد»

أزرق رمادي | ابتسامات

بعد قضاء الوقت في منزل خالة أدريان حان موعد الرحيل ، بالقرب من غرفة طفلها كانت مارلين تحضنه بكل حب تحمله نحوه ، عيناها تلألأت بالدموع محاولة إخفاءها عنه ، تربت على ظهره بينما هو واقف كصنم متجمد لا يبادلها ، فقط ينظر للفراغ و ذكرى جديدة ستخلد في رأسه الآن .

مشاعر مشوشة ، جانب أسود لا يملك القدرة على إضماره ، حفرة مليئة بالوحوش التي يحاول جاهدا السيطرة عليها ، تخوف من العواطف التي لا يريد إظهارها لأحد مهما كانت عميقة و صادقة يود الاحتفاظ بها لنفسه و من بينها العاطفة تجاه خالته ....كانت هذه أفكار أدريان .

فصلت الحضن و مررت يدها على شعره تدرس ملامحه بدقة ، و ببسمة حنونة اقتربت تقبل خده و لا زال على حاله فقط ينظر لها بقوة خائرة .

" اهتم بنفسك  ، و توقف عن تجاهل اتصالاتي "

أومأ برأسه فمسدت بكفيها أكتافه و عيناها تشع بالمشاعر تبدو كأم ستفارق طفلها ، الذي لا يعرف شيئا عن هذا العالم ، و ما الخالة سوى أم ثانية 

" أدريان كل ما هو لي ملك لك ، بيتي هو بيتك لا تنس هذا "

هذه المرة أيضا لم يعرها أي رد لكنه لم يزح عيناه عن خاصتها و للصمت عالم ...اقتربت مجددا منه تقبل خده الآخر  .

" أحبك "

أنزلت يديها على طول ذراعيه و للتو أدركت كم كبر طفلها ، صار أطول منها و كل جزء به تغير لكن  تصرفاته لم تغير حلتها ، لا زال أدريان يحتفظ بأفكاره الغريبة التي تحته على الابتعاد عن الجميع .

" لا تتوقف عن زيارتي "

رفعت يده لشفتاها تقبل كفه و بنفس النبرة أعادت توصيته فمهما قالت له سيتجاهلها و يفعل ما يريده .

" ابقي سالمة "

هذا كل ما نطق به و هم متجها نحو الضوضاء التي أحدثتها كل من ألبرت و ابنته و ميرال الذين يلعبون حجرة ورقة مقص ، الخاسر ينال نقرة قوية على جبينه .

هذه المرة كانت ميرال هي الخاسرة و هي من ستتلقى نقرة من طرف الصغيرة بيلا .

كانت مستعدة  لتقديم أقوى نقرة ، أغلقت الخاسرة جفنيها و تأهبت للألم لو لم يكن الحاجز بين جبين ميرال و إصبع بيلا هو يد أدريان الذي يرمقهم بملل بينما هما ترمقانه بتوجس .

" لنذهب "

استقامت ميرال بكامل طولها لتقف جانبه ، و تأفأفت بيلا بيأس فهي لا تريد رحيله و خاصة عندما جاء بميرال و أصبحت صديقة لها و رفيقة للعب معها .

Blue GreyWhere stories live. Discover now