" عندما تكون في الوسط ، أنت الرمادي تقبع بين الأسود و الأبيض ، أنت بين اليابسة و المحيط ، أنت الخيار الثالث قبل الأخير ... عندها ستدرك كم أنت صغير في هذا العالم الأزرق "
أزرق رمادي | أنا و أنتَ في كل الفصول 2011/01/01كان فيكتور يقرأ في غرفته صفحات ملف بين يديه ، عيناه تنزل لقاع الورقة ببطء ثم يعود لنقطة البداية .
قطرات العرق تنساب على جبينه وبعض التجاعيد متجمعة هناك ، وجهه قد غادرته الألوان و صار شاحبا بشكل مقلق ، عضلاته مشدودة ، حاجباه مرتفعان يعكسان قلقه الداخلي .
سمع طرقات حثيثة على باب حجرته فأسرع في جمع الملف و أوراق أخرى متناثرة على سريره ، و تخبئتها في خزانة ملابسه .
" بابا "
صاحت ميرال و طرقاتها اللطيفة تلك تحولت لأخرى عنيفة ، لقد تأخر و هي تكره الانتظار .
" ماذا هناك يا ميرال ؟ "
رمقته بعصبية عند فتحه للباب ، تخطته و دخلت تتخذ سريره مكانا للجلوس .
" تأخرتَ كثيرا لتفتح الباب "
عانقت ذراع فيكتور و اتكأت عليه حين جلس بجانبها ، القطة تمسح وجهها ، مغمضة العينين و ابتسامة حالمة في وجهها المسرور .
أما هو فقد كان شاردا في بقعة فارغة ، غائب عن العالم الخارجي و مؤثراته ... استقامت شفتاها عند ملاحظة ذلك .
- " أبي ! "
- " نعم يا ابنتي "
- " أنت لا تبدو بخير ! "
- " من قال ذلك ؟ أنا في أفضل الأحوال "
عاصفة قاسية من الصمت مرت على الغرفة ، تكدر الهواء بشدة في رئة الأب ، مظهره ثابت لكن عيونه المتوترة لا تستر عري الأسرار المتراكمة داخله .
" مهما كان ما يحدث معك لا تنس أنني معك اتفقنا ؟ "
رغما عن الصرخة في أوساطه و التي كانت تهدد بالانفجار إلى أنه ابتسم و تضحك بتأثر مما تقوله ابنته الغير مدركة لشيء في هذه الدنيا الصعبة .
" لن أنسى هذا أبدا "
مسحت على خده بباطن يدها و كأنها هي الأم و هو الابن ، تلك التعابير الحنونة جعلت كل من روحه و قلبه ينشرحان بهجة .
" أخبريني الآن ما سر هذه الثياب الحالكة ؟ "
تذكرت ما ترتديه من لباس ، معطف أسود و حذاء بنفس اللون مع بنطال غامق . تنهدت بإحباط لأنها و بكل بساطة لم يسبق لها أن ارتدت ثيابا كهذه .
" كيف أبدو ؟ "
" جميلة ... لكن ما سبب كل هذا ؟ "
ابتسمت أمام محياه ... هذه الأفعال التي لم تتوقف للحظة عن إثبات أن هذه الطفلة هي أقسى أحلامه و أفضلها ، الحظ تشكل ليخلق ميرال من أجله ، لتكون مصدر إلهامه لحياة سعيدة .
YOU ARE READING
Blue Grey
Romance" البشر يتغيرون كما تتغير مشاعرهم ، قد تكون أدريان الذي عرفته ميرال ، لكنها ليست الطفلة التي تشبثتَ بها ، لا تحاول حجب الحقيقة بكذبة تروقك " " أنا مسرورة لأنها أنتِ ، لا أحد منكم حقق أحلامه لكن حلمي تحقق ، أنت الآن زوجة أخي " " ممتنٌ للحياة لأنها...