الفصل 3: عفة وردة

35.7K 1.9K 516
                                    

كحديقة ورود فقدت نظارتها وعطرها كمثل امرأة فقدت حيائها وعفتها، وأصبحت كأوراق أشجار في فصل الخريف، سقطت كلما لمستها نسمات

المسلمة تتزيّن بحياء يكسوها وقارًا، وعفة تحفظها كالجوهرة المصونة، فلا تنكشف إلا لمن يقدر قيمتها حقا.

__________________________

بعد مرور أسبوع.

العاشرة ليلًا.

بينما كانت عفاف، زينب وبهار مجتمعات في غرفة الجلوس يتبادلن الحديث كعادتهن، فُتح الباب فجأة ودخل أندريو بملابس غير مرتبة، رأسه منكّس بإهمال، تقدم بخطوات ثقيلة وهو يضع سماعاته.

ابتسم بتكلف عندما التفت ناحيتهن بعفوية، ثم ألقى التحية وأكمل طريقه إلى غرفته.

شاب في الثالثة والعشرين من عمره، لا يزال في ريعان شبابه، الفترة التي يُفترض فيها أن يكون مهتمًا بأهدافه، خططه وحياته. هي فترة الإزهار التي يبني فيها الإنسان نفسه ويؤسس مستقبله، لكنه كان على النقيض تمامًا، رائحة السجائر تفوح من ملابسه، دائم السهر مع رفاق مجهولين، يقلب الليل نهارًا، فقد تأثر بحياة الغرب حتى نسي أنه شاب مسلم، وأصبح لا يعرف من الإسلام سوى اسمه.

توقف فجأة عندما سمع نبرة أمه اللوامة:

"هل ترضى عن نفسك وأنت بهذه الحال؟ رائحتك كالموتى.، ألم أخبرك أن تبتعد عن من تسميهم أصدقائك؟ لا أفهم كيف حوّلوك من شاب متزن إلى طفل طائش، تلهو كما يحلو لك ولا تعرف الصواب من الخطأ."

أطلق ضحكة خافتة، ثم التفت إليها والغضب يظهر في ملامحه، وقال بلا مبالاة:

"لا أريد أن أتشاجر معك الآن أمامهن، سيدة بهار. أنا كبير بما يكفي وأعلم ما أفعله. استعملي تفكيرك في أمور أخرى، رجاءً"

خرج مجددًا وأغلق الباب خلفه بقوة، تاركًا والدته في صدمة من كلماته، أحنت رأسها حزنًا، ولفح الأسى قلبها، انهمرت دموعها بهدوء على وجنتيها، وقالت بغصة:

"أنا لم أربيه هكذا... أندريو تغير كثيرًا في الفترة الأخيرة، كان شابًا رزينًا يخاف من ظله، يفعل كل ما أطلبه منه، منذ أن التقى بأولئك الذين يسميهم أصدقائه، تغير للأسوأ."

اقتربت زينب منها، لم تستطع رؤية أختها في هذه الحالة، خاصة أنها أم أيضًا، ربتت على ظهرها محاولة مواساتها:

"لا تفعلي بنفسك هذا. إنه يعيش في بلد غير مسلم، بين أشخاص لا يعرفون الإسلام، تأثر بهم ولا يزال لا يعرف مصلحته. تحدثي معه بلطف، أو دعيني أنا أحاول التحدث معه لاحقًا."

Forbidden hearts [ مكتملة ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن