Forbidden hearts [ مكتملة ]

الفصل 12: قلوب محرمة

بين قلوب محرمة، نشأ حب محرم استوطن مهجا أصابها الجوى، وابتغت الهوى سبيلا لحياتها، حب لا دين له سوى نبضاته

جاءت لتكون ملاذي وجئت لأكون خيبتها، كانت طوق نجاتي، وكنت سقوطها، غيرتني من جميع النواحي ولكني تركت جرحا في قلبها

_____________________________

انقشع الشتاء، وتنفست الارض الصعداء بعد طول كبت، أفِلت الغيوم لتتراقص أشعة الشمس خلفها ، تحت ترانيم عذبة لأصوات الهدوء، ذابت قطرات الثلج بتؤدة، لتترك وراءها الأرض عارية، تستعد لتلبس حلتها الجديدة، ازداد النسيم دفئًا، يتسلل كسيد  حاملًا معه بشائر الربيع، حيث بدأت الأشجار في إحياء أوراقها الميتة، فيرتجف الغصن أول مرة، ثم ينبض بالحياة ثانية، فرحت الأرض بعبق الازهار بعد حزن مطول أحييت زهور جديدة، كأنها تبسم الأرض بعد حزن طويل.

مرت الأشهر بسرعة، حافظ بنجامين على وعده بعد خسارته في السباق وابتعد عن عفاف ولكن استمر في استفزاز ليون كلما سمحت له الفرصة.

أما سيليا عاهدت نفسها أن ترد له الصاع صاعين بما فعله بها، لكنها تتراجع خوفا من غضبه منتظرة الوقت المناسب.

اكتفى ليون بمراقبة عفاف من بعيد، عاجزًا عن الاعتراف بمشاعره نحوها بشكل مباشر، ورغم حبه الشديد لها ورغبته الجارفة في التغيير من أجلها، كانت مسألة الإسلام حاجزًا لا يستطيع تجاوزه، كلما حاول الاقتراب، ازداد إدراكه لصعوبة الطريق، فالإيمان الذي ينشأ فقط من أجل الحب، بالنسبة له، كان أمرًا مستحيلًا، أما هي، فظلت متماسكة، ترفض الاعتراف بحب تعلم أنه محرم عليها، حب رفضته دينا وعقلا، ومع ذلك، كانت هناك لحظات من الضعف حينما تتلاقى أعينهما، حيث تتسرب المشاعر من قلب كافر، لآخر مؤمن، لم نكن مجرد نظرات، بل صراعًا داخليًا بين إيمان ومشاعر، كانت تعرف أن قلبها ليس بيدها، وأن العقل لا يستطيع دائمًا إسكات ما ينبض داخله،  فهل يمكن حقًا أن يُهزم الحب في مواجهة العقائد.

وهاهو كلاهما جالس في أحد الأقسام من أجل مشروع التخرج بالإضافة لنابي، لهذا قال ليون متذمرا:

" نابي، هل عليك حقا الإلتصاق بي كظلي، حبا للسماء أنا أراك أمامي كل ثانية "

صرخت بصوت عالي مستقطبة الجالسين:

"أنت"

خفضت صوتها عندما لاحظت نظراتهم الحادة ناحيتها وأكملت:

"لست سعيدة برؤية أيضا، كما أنني لا أعتقد أنك تستطيع العيش من دوني! أراهن أنك تشعر بالملل عندما لا أكون حولك، بالإضافة أن بادا طلبت مني المجيئ"