الفصل 10: عناق الروح

28.5K 1.8K 544
                                    

بيننا عناق روحين، يتخطى كل قيود الأرض، فأنت إيماني في عالم من الشكوك

______________________________________

الوقت عابر لا ينتظر أحدًا، يتسلل من بين أيدينا دون أن نشعر، فنعيش اللحظة وكأنها أبدية، لكن سرعان ما ندرك بعد فوات الأوان كم كانت تلك اللحظات قصيرة، الأيام تمضي ونحن منشغلون بالركض خلف الأهداف، نعد أنفسنا بأننا سنستمتع لاحقًا ونعيش حقًا في وقت آخر، لكن الحقيقة أن الوقت يمضي كنهر متدفق، لا يعود إلى الوراء ولا ينتظر المتأخرين، فجأة نجد أن اللحظات التي اعتبرناها هامشية كانت هي المحور، وأن كل دقيقة ضاعت دون إدراك كانت فرصة لن تتكرر، في النهاية، ندرك أن أعظم سر للوقت يكمن في أنه لا يُدرك إلا بعد أن ينفلت من قبضتنا. وبلمح البصر مر على الدخول الجامعي سنتين، سنتين كانت كفيلة بضخ مشاعر مختلفة بقلب كل منهم.

دخلت سنة التخرج، تلك اللحظة التي تلتقي فيها أحلام الأمس مع واقع اليوم، حيث تختتم مرحلة مليئة بالتحديات وتبدأ مسيرة جديدة مليئة بالآمال، إنه الفصل الأخير من رحلة طويلة من السهر والاجتهاد، والفصل الأول من حياة مليئة بفرص لا تُعد، هو ليس مجرد نهاية، بل بداية لعالم مليء بالاحتمالات، حيث تزرع بذور المستقبل بما اكتسبته من علم، وتبدأ في تشكيل ملامح ذاتك المهنية والشخصية، له مذاق مدوزج، مر وحلو، ربما ستتعب  ولكن ستحصد ما زرعت وستقطف ثمار مجهوداتك في الأخير.

لم يستطع أندريو الرجوع للبلاد بسبب دراسته وعمله ، واقتصر على الحديث معهم عبر الهاتف كل وقت، يحمل مشاعر قلب وقع في حفرة حب من طرف واحد فوق أكتافه، يتحمل ثقل نبضات تنبض لشخص قريب من الروح وبعيد عن الناظر، لكنه لم يستطع التخلي عن أمل أنه سيفوز بها يوما ما.

اكتفت عفاف بالتركيز بدراستها، الذهاب للجامعة والعودة للمنزل مع خالتها، ورغم اعتيادها على البلد لكنها لا تتحرك إلا وخالتها بجانبها، لم تتلقى أي مضايقات من الطلاب بعد آخر تهديد من ليون لهم،لكن لا ننفي إنزعاجها  من نظراتهم الغريبة نحوها كلما مرت أمامهم، زادت متانة رابط الصداقة بينها وبين نابي، وأصبحتا لا تفارقان بعضهما إلا عند عودة كل منهما لمنزلها.

أما ليون ذلك الشاب الذي يرتدي قناع البرود ليواري حبا زاره دون طلب إذن بذلك، ناقوس الهوى دق فؤادا وقع منذ اللقاء الأول، ولامس عقلا رفض الفكرة منذ البداية، تنبض عشبيتاها فرحا كلما لمحها، وترتاح روحه كلما اقترب منها، ورغم عدم فعلها لشيئ، وتجاهلها المستمر إلا أنها استطاعت تغييره دون أن تعلم، أو ربما قلبه الذي سرقته جعله من شاب متعجرف غير مبالي بأحد، إلى عاشق يراقب تصرفات محبوبة لا تفارقها عينيه.

وفي بداية العام الدراسي، اجتمع جميع الطلاب في المدرج كالعادة ينصتون للأستاذ الذي شرع في الحديث:

Forbidden hearts [ مكتملة ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن