Huit || 08.

132 18 21
                                    


مُثلج|حاضِرًا شبيهًا للماضي.

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

.
.
.
.
.
.
.
.

"سيدتي أطفال الملجأ مُختطفون!."

التفت مُسرعةً إلي الخلف فرأيت ماري التي تستند علي ركبتيها وهي تتنفس بنهم وحبات العرق متجمعة علي جبهتها الناصِعة.

نظرت إلي يدها التي تتمسك بالهاتف الذي صدح منه صوت هيونا منذ قليل وعاد مرة أخرى.

"أرجوكِ سيدتي تعالي بسرعة، أنا أحتاجكِ، أنا وحدي!."

وقفت دون حُسبان فسقطت الصينية والقهوة التي فوقها أرضًا، حدقت في وجه ماري التي اعتدلت في الوقوف ولازالت تلهث.

"ماذا تنتظرين؟، هيا ميلا اذهبي."

توافق انتهائها مِن الحديث رفعها لأعينها لشيءٍ ما خلفي لكنه عالي، كأنها تنظر إلي السماء خلفي، ربما تنظر إلي القصر، لكن عيونها توسعت وامتلأت بطبقة شفافة مِن الدموع.

لكنني تجاهلتُ، فقط تجاهلت وركضت تجاه المرأب، ولحسن حظي بوابة المرأب كانت مفتوحة، دراجتي كانت هناك تنتظرني كـما كل مرة أحتاج إليها، اعتليتها في ثوانٍ وارتديتُ الخوذة ودون تأخير أكثر خرجت.

سرعتي فاقت كل مرة، فاقت السرعة التي يراها الجميع فائقة، فاقت تحمل فستاني الذي تطاير ولم أنزعج، لم أهتم!.

الدموع تسيل خارج الخوذة، وقد وصلت إلي الدراجة، لا أشعر بأي شيء سوىٰ الهلع، أهذا هو الأمان التي وعدتهم به؟، شهقة عالية استنزفت روحي خرجت.

شهقة كالذي استيقظ من كابوسٍ طال عُمره كاملًا، شهقة كالتي خرجت مِن فم غريق حين تنفس بعد أن فقد وعيه.

توقفت أمام الملجأ والذي كانت هيونا تقف أمامه وهي تعانق نفسها بينما تبكي بحرقة في انتظاري، ارتشعت يدي وسرت بجميع جسدي رعشات مُتتالية.

لمِ أستطع التحرك، كـما كل مرة، خسر جسدي حربه ولمِ أستطع الحراك، هي مَن اقتربت راكضة تجاهي ما إن لاحظت توقف دراجتي أمامها.

وضعت يديها علي رأسي تزيل الخوذة التي نسيتها، قذفتها علي الدراجة خلفي وأمسكتَ بكتفاي بيديها الاثنين وهي تحاول الحديث وسط دموعها وشهقاتها.

"حَـ ـافِـ ـلـةً كَـ ـامِـ ـلة سَـ ـيدتـ ـي."

لم أبكي، فقط شفاهي هي التي ترتجف كما روحي، كيف أواجه الاختطاف مرة أخرى..؟،
كيف أواجه ضياع أطفال أخبرتهم أنني أمانهم.. ؟،
كيف أتصرف وجسدي متصلب يرفض الحراك.. ؟،
والأهم، كيف أُعبر عن عجزي.. ؟.

مُثلج|| ج.ج'كحيث تعيش القصص. اكتشف الآن