الفَصلّ الرَابعّ: خُـطوَةٌ لِلأمَام.

44 8 0
                                    

كَان اللِقَاءُ يَزدَادُ شَوقاً بَينهمَا ، وَ تَطَورتّ الأحًداثُ ،

بَينّ كُلِ لِقاَء وَ آخّر، كَالعادةِ ذاكَ الجِدالُ بَينهماَ، لَكنّ

هناكَ شَيء مُتغير، وَ هوَ تِلكَ اللَذة، وَ ذاكَ الاِختُلافُ ،

أصّبَح دَاخلهاَ يَبتَسمُ لِرؤيتهِ، وَ تَتولدُ الفَراشاتّ دَاخلَ

مَعدتهَا بَعد كُل حَركة مِنهِ، مَن لاَ يعرفُ شُعوُر

الفَراشاتّ، السَعادة التِيٰ لا نَقدرُ وَصفهاَ، بَعد حَركةٍ اَو

فِعلّ رَاقّ لِلخَافقّ اَولَيسٰ؟

بِأحِد الأيَامِ ، اَو بِأحَد اللِقاءِ ، تَناوَلاَ أطرَافَ الحَديث،

لكِن هذهِ المَرة بِما يُفَضلهُ الآخرِ، و بِالفعلِ هناكَ

اِختِلافٌ شَاسعّ بَينهماَ، بـٰالطبَع احَدهم كَانَ بُجَهنم وَ

الآخَر بِالجـٰنة، هَاهُما يَجّلِسان عَلى صَخّرةٍ كَبيرة مَع

مَنظَر البَحّر و هُدُوء المُحِيط بِهماَ، كَان يَتحدثُ ثَبر

بِالذيٰ يُفَضلهُ و اِهتِماماتهِ، و لاَ نَنسىٰ نَرجَسيتهِ بَين

حديثّ و آخر، لُوريناَ كانتّ تَضعُ طِرىٰ وِجنتيهَا علىٰ

راحةِ أنَامِلهَا و تَسمعُ بِكل اِهتمامٍ وَ حَدقتَيهاَ تَتأمَلُ

مَلامِحهُ الحَادة بِشّرودٍ، لاَحظَ ثَبر نَظراتّ لُوريناَ

نحوَهُ، لِيَتوقَفُ مُبعداً خُصلاتِها التِي تَمسُ وَجهَها

المـقَدسُ لِتَستَفِيقَ هِيٰ مِنّ شُرودِهَا لِيَدُومَ الصَمتُ

بَينهمَا وَ حَدقتيهماَ فَقط مَن تَتأمَلُ مَلامِح الآخَر،

قَربَ ثَبر كَفهِ لِيُمررهُ علىٰ خَدها وَ أنامِلهُ تُداعِبِ

وِجنتَهاَ، تَقربَ أكثَر مِنهَا وَ كفهُ الأخّرىٰ راحتّ

لِإعوِجاجِ خَاصِرتهاَ لِيَمسحُ علىٰ طُولهِ بِبطّئِ ثم

جَذبهاَ نحوَهُ، هَاهوَ يَقتربُ و نَظرتهُ مُوجهّ لِكُلا مِن

عَيناها وَ شِفاهِها، لَم تعطِي ردةُ فعل لِتَفاجُئهاَ غيَر خافقهاَ الذيٰ نَبضاتهُ أصبَحت سَريعة، تَبسمَ ثَبر

مَـا لَم يـٰكُن بِالتَوُقـعِ.. ||  𝐔𝐧𝐥𝐞𝐬𝐬 𝐄𝐱𝐩𝐞𝐜𝐭𝐞𝐝حيث تعيش القصص. اكتشف الآن