الفـصلُ السـٰادِس: ثِقةٌ عَمياء.

39 7 0
                                    

تَوَجهاَ بِذاكَ المَكانّ، اِذ بهاَ تُحدقُ بِصدمةٍ و علىٰ أنامِلِ

يدهِ تَشدُ رادِفةً قُربَ اذنِه، ثَبرّ مَمنوعٌ عليٰ دُخولَ

هكذاَ أماكِن، اِنهَا مُحرمةٌ وَ سأعَاقِبُ اذّ عَرف أحَد من

عَائلتِي،
-تَبسمَ ثبرّ بِجانِبية لِيَنطقَ بنفسِ نبرتهاَ بعدماَ أن

قَرب جَسدهاَ الصَغيرُ لهُ، لاَ تَخافِي مَلاكِي، لن يَعرف

أحَد، أنا مَعكِ و لنّ يَحدثَ لكِ شَيء هِمم؟

رَفعلتّ لُوريناَ نظرهاَ لهُ لِتُحدِق بهِ بِبراءةٍ كعادَتها، أنا

اثِقُ بكَ

، لا تَبتَعد عنِي حسناً؟ -حَركَ ثبرَ رأسهُ بِموافقةٍ علىٰ

كلامِهاَ لِيُحيطَ خصرهاَ بِذراعهُ وَ يخطُو بِخطُواتهِ

الواثِقة لِداخلّ المَكانّ بَينماَ يَسرقُ نَظراتٍ لِتَحركاتهاَ

و لِموضعِ أنامِلها الصِغارّ التِي تَشدُ علىٰ طرفِ قمَيصهّ

رادِفةً بَين أنافسهِ التِي لَعنتّ بِثِقلٍ، تَباً كَم أنهاَ لطِيفة~

أخَذاَ مَوضِعهماَ علىٰ اريكةّ دَائريةّ امامُهاَ طاوِلةّ مَليئةّ

بكُل أنواعِ المحرماتّ وَ تِلك الحِجرةّ بِهاَ المُفضِحاتُ

بأنواعِهنَ، تَنهدتّ لُوريناَ بإنزعاجٍ لِتحدَق بِثبر ، مِن كُل

الأمَاكنِ الجَميلةّ، اِختَرتَ فقطّ هذا لِنأتِي له؟ ، مَرر لهاَ

ثَبرّ كأسَ مَشروبٌ، لِترفضهُ مُبعدةً يَد ثَبر من أمامِها، لا أودُ، أنا لاَ اشربُ.

فقالَ لهاَ أن تَثقُ بهِ، سَيكونُ كأسّ واحِد فقط، و كماَ

انهُ مِن دُونِ كَحولٍ، حَدقتّ مُطولاً بهِ لِتأخُذهُ و

تَتذوقُ القليلَ منّه، ثمَ ترفعُ حَاجِبيهاَ بِتلذذٍ لِتُكملَ

شِربهُ دُفعةً واحدةّ، لأنهُ مُفضلهاَ، بِنكهةّ الفَراولةِ و

اللَيمونّ، لَكنّ اهوَ مُجَردُ عَصِيرّ أوّ شَيء آخر؟

سَنعرفُ بعدَ قليلّ~

وَضعتّ ما بِيدهاَ لِتَطلبَ آخّراً و تَشربهُ مُتلذذةٍ بِطعمهِ،

بَينماَ الآخرُ القابِعُ أمامَها يُديِر كأسَ الخمرِ الذِي بيدهِ

بِبطئٍ و لا يِسمعُ منهُ غيرَ صوتُ مُكَعباتِ الثلجّ، و

نَظرتهُ الحَادةّ كَفيلةّ بِإختِراقهاَ، مُتأمِلاً تَحركاتهاَ

الطُفولية التِي يَعشقهاَ قلبهُ دُونَ اِذنٍ منهِ، لِينفيِ

افكَارهُ ثمَ يَقتربُ ساحِباً مِعصِمهاَ بِإتجاهِهِ لِيرَدد

بهمسٍ هادِء قربَ مَسمع أذنِها: أتَعلمينَ أنكِ تُولِدين

حربّ بينَ القَلبِ و العَقل حتىٰ يُعجَزُ التَفكِير عن

الاِختيار؟...

مَـا لَم يـٰكُن بِالتَوُقـعِ.. ||  𝐔𝐧𝐥𝐞𝐬𝐬 𝐄𝐱𝐩𝐞𝐜𝐭𝐞𝐝حيث تعيش القصص. اكتشف الآن