"بتول انت فين؟" صرخ بجزع، شهقاتها المتألمة ترن في أذنه، لا يفهم منها شيء إلا كلمات متقطعة یخت، نیل، سامر.
حاول ربط الكلمات ببعضها حتى يتوصل لشيء ما ولكنه لم ينجح ليقول مهدئًا إياها "بتول، اسمعيني واهدي انت فين دلوقتي؟ هدي نفسك علشان اعرف افهمك".
خرجت شهقة من بين شفتيها قبل أن تقول بتقطع "آدم أنا في يخت.. في النيل".
لم يتطلب منه الأمر كثيرًا ليسحب حقيبته خلفه ويتوجه للسيارة التي يجلس أحمد فيها منتظرًا إياه، بعد أن سألها عن المكان الذي استقلت منه اليخت هل تعرفه أم لا، وقد كان حيث أنه علم بالمكان وتوجهوا له فورًا.
___________________________________
كانت الدفعات على الباب الخاص بالغرفة تزداد مما هيأ لها أنه سيدفع الخزانة الصغيرة في أي لحظة، أخذت هاتفها وركضت لتختبئ في الحمام قلبها ينبض بسرعة وهي تخبئ نفسها في حوض الاستحمام.
لازالت تسمع ضربات الآخر على الباب في الخارج، والشتائم النابية التي تهرب من بين شفتيه دموعها تهبط على خديها كسيول، وذراعيها يحتضنان جسدها المكشوف.
اختفى صوت الطرق بعد بضع دقائق، ليرتعش جسدها بخوف. هي تعلم أنه لن يستسلم بهذه السهولة، توجهت أنظارها لباب المرحاض لتتأكد انه مغلق بإحكام ثم رن هاتفها الذي في يدها. ردت بسرعة ليأتيها صوت أدم من الجهة الأخرى قائلا "بتول، اوصفيلي اليخت ده على قد ما تقدري".
خرج صوتها متقطعًا وخافت "أبيض وعليه نور كتير، ومكتوب عليه اسم بالدهبي مش فاكراه". همهم بتفهم وهو يكرر ما قالته على أحمد الذي يبحث في الأرجاء ليسألها آدم مجددا "بتول انت عارفة انت فين رحتي فين بالمركب؟"
اومات برأسها كأنه يراها قبل أن تقول باستيعاب "الكوبري، قريب منه".
سمعت صوت شيء يرتطم في باب الغرفة الخارجي، فتحطم خشبه وصرخت بجزع "آدم بسرعة بالله عليك أنا خايفة أوي".
ضربة أخرى على الباب وصوت تحطيم آخر جعلها تصرخ برعب موقعة قلب آدم بين قدميه للمرة الألف هذه الليلة "متقلقيش يا بتول أنا أقل من عشر دقايق وهكون عندك اقفلي على نفسك أي باب كويس لحد ما...".
تقطع صوته المطمئن؛ لانعدام الشبكة قبل أن يختفي تماما، فأمسكت بالهاتف تحاول الاتصال به من جديد ولكن النتيجة واحدة، الهاتف غير متاح.
___________________________________
كانت نيرة تجلس تهز قدمها بتوتر وهي تمسك الهاتف في يدها.
أنت تقرأ
بتول
Romance"شوف يا أحمد أنا جبتك علشان يبقا الكلام قدامك، أنا مش هطلق بتول..." "آدم". "مش هطلقها دلوقتي أنا وعدتها إنها هتكمل تعليمها وهي على ذمتي، أنا هسافر القاهرة علشان شغلي وهحولها في الجامعة هناك لغاية ما تخلص كليتها وبعدين كل واحد يشوف حاله". "آدم أنا مش...