كانت الساعة قد اقتربت من الثانية صباحًا ولم يعد آدم وأحمد للبيت بعد. كانت نيرة تجلس على أحد الكراسي الموضوعة في شرفة شقتها بقلق وهاتفها في يدها.
"أحمد مش بيرد يا ملك أنا قلقانة اوي" أردفت الصغرى بقلق وهي تنظر لشقيقتها الكبرى التي تجلس مقابلها.
"لعله خير. يارب رجعهم سالمين وكويسين"
وقفت نيرة من مكانها بسرعة وقالت "أنا هقوم البس وننزل نشوفهم فين".
أمسكت ملك بذراعها وهتفت بذعر "ننزل فين يا نيرة انت عبيطة؟ مش شايفة الساعة كام؟".
دبت نيرة قدمها في الأرض وكادت أن تبدأ في المجادلة لكن قاطعها ملاحظتها لأضواء سيارة تدخل لشارعهم.
"عربية أحمد اهيه"
لم تمر ثوانٍ وكانت السيارة قد عبرت بوابة المنزل وتوقفت أمام بابه الرئيسي.
قالت نيرة بسرعة "هنزل افتحلهم".
أمسكت ملك بذراعها وأجلستها على الكرسي مجددًا "يا بنتي اتهدي بقا ما هم طالعين".
"أنا آدم واحشني أوي بجد يا ملك عايزة اشوفه بس يارب اللي ما تتسمى ديه متكنش سمت بدنه بكلمتين ملهمش داعي من بتوعها دول" قالت نيرة بحماس وهي تتجه لباب الشقة، وملك خلفها.
فتحت الصغرى الباب وابتسامة لطيفة مرسومة على وجهها، لكن سرعان ما اختفت تلك الابتسامة ما إن رأت وجه زوجها المهموم وبجانبه شقيقها بقبضة دامية وجروح منتشرة على وجهه.
"يا نهار أسود ايه اللي حصل؟" صرخت نيرة بذعر وهي تنظر لآدم الذي حاول الابتسام في وجهها ولكن لم يقدر.
"محصلش حاجة يا نيرو متقلقيش" رد آدم بنبرة هادئة واقترب منها ليحتضنها برفق.
"محصلش حاجة ازاي يا آدم انت مش شايف وشك". تلك المرة كانت ملك هي المتحدثة.
احتضنها آدم هي الأخرى وقبل رأسها "شوية عيال طلعوا علينا بس خلصنا الدنيا متقلقيش".
لاحظت ملك أن شقيقها ليس بخير. تستطيع سماع الألم في صوته، وتستطيع أيضًا ملاحظة عدم ارتياحه؛ لذلك قالت بسرعة "حصل خير يا حبيبي المهم إنك كويس وخلاص".
ابتسمت نيرة "احنا جهزنا الأكل اللي انت بتحبه كله جوة تعالى ريح على ما اسخن واجيب ناكل سوا بقا".
ابتعد آدم عن ملك وقال بسرعة "لأ أكل ايه دلوقتي بس أنا مش قادر يا نيرو بقالي ١٢ ساعة في الطيارة، أنا هموت وانام دلوقتي. شيلي الأكل ده لبكرة".
أنت تقرأ
بتول
Romance"شوف يا أحمد أنا جبتك علشان يبقا الكلام قدامك، أنا مش هطلق بتول..." "آدم". "مش هطلقها دلوقتي أنا وعدتها إنها هتكمل تعليمها وهي على ذمتي، أنا هسافر القاهرة علشان شغلي وهحولها في الجامعة هناك لغاية ما تخلص كليتها وبعدين كل واحد يشوف حاله". "آدم أنا مش...