خرجت من الغرفة على استحياء، تقدم قدمًا وتؤخر الأخرى.
وقفت بجانب الأريكة مطأطأة رأسها للأسفل، لا تدري أتجلس أم تبقى واقفة مكانها.
رفع آدم رأسه لها ثم أشار بيده للأريكة "اقعدي".
ما إن جلست حتى سمعت صوت جرس الباب.
وقف آدم من مكانه وفتح الباب ليدخل أحمد شقيقها.
نظر لها أحمد بامتعاض، ثم جلس مقابلها وبجانبه آدم.
"آدم، أنا مش عايزك تكمل معاها. طلقها، وأنا هعرف ازاي اربيها من الأول". بدأ آدم الكلام بجدية دون أن ينظر لبتول.
كانت عيونها ممتلئة بالدموع. لا تستطيع أن تلومه ولكن قلبها يؤلمها.
لطالما كان أحمد حنونًا عليها. لم يشعرها بغياب والدها أبدًا. أغدقها بالحب والاهتمام منذ أن كانا طفلين. كان لها ما لم تكنه لشقيقهما الأصغر تيم.
شرد عقلها ولم تسمع ما قالاه لكنها أفاقت على صوت أحمد الغاضب "انت بتقول ايه يا آدم؟ انت عيشتك في بلاد برة خلتك تنسى عاداتنا ولا ايه. انت شاب لسة وألف مين تتمناك، تستاهل واحدة شريفة، أنا مش عارف هي وصلت مع الكلب ده لايه، ومش هشيلك الذنب يا أخويا. طلق أختي وأنا هاخدها معايا بكرامتها".
"واضح إن انت اللي نسيت ديننا يا ابن عمي. رسولنا أمرنا إننا لو شفنا اتنين غرب في الشارع نسترهم ومنتكلمش عنهم. وديه أختك ومراتي وقبل ما تكون مراتي تبقا بنت عمي. أنا لو طلقت بتول النهاردة سامر هيمشي يطلق لسانه في البلد ويغلط في سمعتها ومحدش هيقدر يرده. أصل ليه واحد زيي طول عمري بحب أختك والدنيا كلها عارفة كده اطلقها تاني يوم ما ارجع البلد، وعيب تشك في يوم إني ممكن أقلل من كرامتها. أنا مش جاهل يا أحمد ولا ديني ولا تربيتي ممكن يسمحولي إني أقلل من كرامة أهل بيتي مهما كان السبب".
كاد أحمد أن يرد ولكن قاطعه الآخر مكملًا "شوف يا أحمد أنا جايبك أصلا علشان يبقا الكلام قدامك، أنا مش هطلق بتول..."
"آدم".
"مش هطلقها دلوقتي أنا وعدتها إنها هتكمل تعليمها وهي على ذمتي، أنا هسافر القاهرة علشان شغلي وهحولها في الجامعة هناك لغاية ما تخلص كليتها وبعدين كل واحد يشوف حاله".
"آدم أنا مش عارف اقولك ايه".
كانت تلك الجالسة تنظر للأرض بعيون متسعة وفكرة واحدة تدور في ذهنها، لقد خربت حياتها بيديها.
"قلتي ايه يا بتول؟ صدقيني لو عايزة تطلقي لسة مش هتكوني على ذمتي في خلال ساعتين". نظرت له بتيه. لِم يأخذ رأيها الآن. هي لا تفهم ماذا يحدث. عقلها لا يساعدها على الاستيعاب.
أنت تقرأ
بتول
Romance"شوف يا أحمد أنا جبتك علشان يبقا الكلام قدامك، أنا مش هطلق بتول..." "آدم". "مش هطلقها دلوقتي أنا وعدتها إنها هتكمل تعليمها وهي على ذمتي، أنا هسافر القاهرة علشان شغلي وهحولها في الجامعة هناك لغاية ما تخلص كليتها وبعدين كل واحد يشوف حاله". "آدم أنا مش...