صدفة ام قدر

50 6 5
                                    

حاولت ليلي العديد من المرات فتح موضوع ما مع آلينا لكن دائما ينتهي بها الأمر بالفشل فكانت اجابات آلينا محصورة على نعم او لا واذا اطالت الحديث تقول ليس بالمهم.
...
رغم ذلك لم تستسلم ليلي لأنها عرفت ما واجهته آلينا، فحاولت مصادقتها للتخفيف عنها والا تشعر بالوحدة. ولكن للأسف الغيرة اعمت عيون آلينا، لترى ليلي على انها عدوة وانها تشفق عليها وذاك زاد من غيظ آلينا اكثر
....
في خضم حديث ليلي انزلق لسانها و قالت بدون قصد «لما لا يأتي والدك لاصطحابك» كان قول ليلي طفوليا لم تقصد به شيئا فكل ماتعرف عن آلينا هو فقدانها لامها،
...
في اللحظة التي طرحت بها ليلي السؤال حاولت آلينا كبح دموعها وهي تفكر "من سيأتي لاميرة منبوذة مثلي، لا احتاج اي احد ، لن انتظر مشاعر فارغه من شخص لا يعرف حتى بوجودي"
...
لتنفجر بالصراخ، والدموع صارت سيلا «لا علاقة لك، لاتتدخلي بحياتي، لا اريدك ان تأتي مرة ثانية اغربي عن وجهي» ليلي تغير لون وجهها ولم تفهم شيئا مما يحدث وفي تلك اللحظات التي ارتفع فيها صوت آلينا قد سمعه سوجار و ليز وجوبيليان واتوا لتفقد ماذا حصل ليروا ان آلينا تكاد تهجم على ليلي وليلي تقول وقد اغرونقت عيناها «اسفه لم اقد شيئا، اروجك اعذرني»
...
حاولت ليز فهم ما يحصل من ليلي ولكن ليلي لم تجب بشيء اما سوجار فكان يحاول تهدئة آلينا. آلينا تركت سوجار وليز ورائها وذهبت راكضه الى قبر امها لتشكو اليها وتروي عليها كل شيء «امي انت لاتسطيعين الوقوف بجانبي الآن، لا اب ولا ام لدي ليكون سندا لي، اتعرفين!! تلك الفتاة والدها و والدتها يحبانها ودائما بجوارها انا اكرهها، فهي تمتلك ما احلم بامتلاكه، ماهو ذنبي انا لأعاني»
....
كانت آلينا قد سائت حالتها النفسية كثيرا وقد بدأت السماء بانزال المطر وآلينا ابتلت كل ملابسها فلم تدري لتقى سوجار اتى ليأخذها للمنزل
كانت ليز قلقه كثيرا ويبدو انهم عرفوا ما حصل من ليلي جلست آلينا بالقرب من المدفأة بعد ان غيرت ملابسها
...
سوجار بهدوء «آلينا سأسئلك سؤلا واجيبي بصدق» آلينا «حسنا، ماهو سؤالك» سوجار «اعرف انه لايحق لي التصرف دون اذنك ولكن هذا لمصلحتك، يجب علينا مغادرة هذه القرية فان بقينا هنا ستتدهور حالتك النفسية اكثر» آلينا «و أمي...» قال سوجار وقد وضع يده على قلبها «والدتك دائما هنا» اجابت الينا بهدوء «سافكر اولا».
....
ذهبت آلينا الى غرفتها وهي تسمع في همسات ليز وسوجار، ظلت تلك الليله تفكر "هل اترك امي ورائي، لا استطيع فعل ذلك" كانت تخالجها رغبات بقتل نفسها واللحاق بامها ولكن انتقامها يمعنها لتفكر مجددا "لا استطيع القيام بانتقامي ان بقيت هنا، فهنا مشاعري دائما مرتبكه وهذه القرية اكرهها كثيرا وخاصة اشجار القيقب الخاصه بها"
...
باتت آلينا على ذاك الحال ولم يغمض لها جفن لتستيقظ صباحا، وتتجه نحو ليز، آلينا «صباح الخير خالتي.» ردت ليز «صباح النور، كيف حالك هذا الصباح يا عزيزتي» آلينا «انا بخير» لتأردف قائلة «الم تري خالي سوجار» ليز «لقد خرج في الصباح الباكر ليعيد ليلي الى قرية جدتها»
....
انزعجت ليز من سماع اسم ليلي ولكنها لم تظهر انزعاجها، ثم قالت ليز «لماذا تبحثين عنه، اتحتاجين شيئا ما؟»، آلينا «لاشيء ولكن اردت قبول عرضه» لتفجر ليز بالبكاء انها دموع السعادة وليس الحزن لتقول «واخيرا يا عزيزتي بدأت تتخطين صدمتك» كان عناق ليز لآلينا مثل عناق الام التي لم ترى ابنها لسنوات.
.....
حاولت آلينا التحدث ولكنها لم ترد افساد سعادة ليز التي بدأت باعداد اشهى اصناف الطعام للغداء. اتى سوجار في منتصف النهار ليتناول الغداء فيرى جوبيليان بأوج سعادتها ليسألها «ما السر وراء كل هذه السعادة» فتجيبه وعينيها مبتسمتين «آلينا وافقت على المغادرة..» ليقاطعها سوجار «مذا احقا ماتتقولين» ارتسم على محياه كلا من الدهشه والبسمه وذهب راكضا لآلينا.
....
دق على باب آلينا، فاعطته اذن الدخول، ليجدها تجلس عند نافذة الغرفه تفكر فيسألها «هل انت واثقة فلا تراجع بعد المغادرة» لتجيبه آلينا «واثقه للغاية ولكن اتمنى عند ذهابنا ان تجد لي معلما للمبارزة» صارت فرحته فرحتين فآلينا منذ ان قابلها ترفض مقابلة الناس او الاختلاط بهن وها هي ذا تطلب معلما بنفسها.
...
خرج من غرفة آلينا فرحا و اتجه الى ليز وبدأ يحدثها عن الحياة التي خطط لبناءها في الشمال وانه تم عرض عليه عنل هناك باجر عالي، و كلاهما كان فرحا بقبول ليز الذهاب ظنا منهم انها تخطت صدمتها ولكن مالم يكن بالحسبان هو انها تخطط لبناء قوة لتدمير الامبراطورة،
....
بدأ سوجار وليز وآلينا بتجهيز مستحقات سفرهم فقد تم تحديد يوم مغادرتهم بعد ثلاثة ايام، لم يكن لآلينا اصدقاء لتودعهم بل قضت كل تلك الفترة الى جانب قبر امها، وتخبرها عن مخططاتها، وتتعهد لها بالانتقام
....
حان اليوم الموعود و ركبت آلينا العربة للمغادرة كانت عربة بسيطة رثة ليست بتلك الفخمه الخاصة بالنبلاء، جلست آلينا بالقرب من النافذة وهي ترى طول الطريق اشجار القيقيب التي دائما ماتفتح لها جرحا بقلبها
، بقت العربة تسير يوما كاملا و حين حل المساء توقفو ليستريحو باحدى الفنادق، كان قلب آلينا يتعصر من فرقها لأمها، فحتى لو كانت بقبرها فآلينا كانت تشكو لها همومها وتطلعها على اسرارها،
....
تلك الليله نامت بجانب ليز، وسوجار نام على الاريكة، بقيت آلينا تحدق بالسقف الى ان اغمضت عيناها ونامت، وضعت ليز يديها على رأس آلينا وتمنت ان تحبها آلينا يوما وتعتبرها امها، فليز تدرك جيدا انه من الصعب على آلينا ان تحب مجددا خوفا من الفراق، لذلك تفهمتها ولم تحبرها على ان تحبها.
....
استيقظوا صباحا ليكملو رحلتهم بعد ان افطروا، هذه المرة سارت العربة ليومين كاملين دون توقف الا لاستراحه بسيطه كان ليز طول الطريق تروي لآلينا قصصا عن طفولتها وكيف تزوجت سوجار، رغم عدم اهتمام آلينا بالموضوع الا ان ليز بدا عليها السعادة لتذكر ذكرياتها.
...
بدأت هواء الشمال يضرب آلينا لتحس ببرودة الجو وتطل من النافذة لترى جدارا عاليا، سألت سوجار «ما ذالك الجدار.. » رد سوجار «ان هذا الجدار بني قبل مئات السنين عند تأسيس الامبراطوريه، بناه الدوق الأول لانه كره الاختلاط مع باقي الدوقيات» فكرت آلينا قليلا "يبدو انه مكان مناسب لبناء قوتي فيبدو انه مكان لايمكن الدخول اليه بسهولة" ثم سألته «عندما نصل هل آتي معك لنجد لي معلما للمبارزة» وافق سوجار مباشرة.
....
نزلت آلينا من العربة بعد وصولهم للمنزل الجديد هذه المرة هي لاتعيش بقرية بسيطه بل تعيش في وسط الدوقية اين المحلات الفخارة و الاسواق الشاسعه انه مثل عالم جديد تماما على آلينا.
..
وضعت حقائبها في المنزل وخرجت مسرعه تجر سوجار للبحث عن معلم، تركا كل شيء لليز لتنظيمه وغادرا بدآ يبحثان من شارع الى شارع عن معلم ولكن لم يجدا حتى وان وجدا يكون سعر توظيفه غاليا جدا بحيث لايستطيع دفعه الا من هو من الطبقة البرجوازيه او الأرستقراطية.
..
شعرت آلينا بخيبة امل كبيرة عادت للبيت تجر ذيل الخيبة من ورائها رأت ليز احباط آلينا فعناقتها وحاولت مواساتها والضحك معاها ولكن آلينا تجاهلتها و ذهبت لغرفتها لم تبكي هذه المرة فقد جفت دموعها بل جلست قبالة نافذتها و قررت الا تستسلم بهذه السهولة فطريقها شائك حيث يوجد مصطلح لذلك الطريق ان تَقْتُل او ان تُقٰتَل.
...
استلقت آلينا على سريرها لتنام، وكان سوجار بتلك اللحظات يحدث ليز، اخبرها «اظن اننا اخطئنا بمجيئنا فنحن لانملك المال لمجارات اهل المدينه» قالت ليز «من يهتم بمجاراتهم اتينا الى هنا لنخفف من حمل ابنتنا آلينا» قال سوجار «اخاف اني اذ لم اجد معلما لها ستريد العودة» قالت ليز «اريد العمل» نظر سوجار نظرات تدل على الرفض التام لتأردف قائلة « لا تنظر هكذا لن اعمل خادمة او ماشابه ساعمل بمحل لبيع ملابس الاطفال» قال سوجار «كيف ذلك» ليز قالت له «رأيت اليوم مرأة بسني تدعى سارة تبحث عن عمال لمتجرها فتطوعت للعمل سابدأ العمل من الغد» فرح سوجار كثيرا فاإلى جانب عمله في نقل البضائع لمنازل الناس زوجته ستعمل وهكذا ستتحن معيشتهم
..
استيقظت آلينا صباحا وارتدت ملابس المبارزة التي خاطتها لها ليز وخرجت من المنزل بعد ان اخبرت ليز، بقيت تمشي بين الشوارع الا ان وصلت لنافورة خلابة تقع بمنتصف المدينه جلست بجانبها وبدأت تتأمل بمياهها ثم نهضت ليصتدم بها ولد في الخامسة عشر من عمره، ذا عيون حمراء دموية وشعر اسود مثل الليل وتحت عيناه شماتين ذا جسم رياضي متناسق.




وردة الأمنياتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن