الفصل السادس

38 15 2
                                    

السبت 18 أبريل 1321

توماس روبنسون

   يا إلهي ! أعتقد أني سأجن، لما هي حمقاء هكذا؟ لم أتوقع أن يوجد في هذا العالم الواسع شخص بهذا الغباء!

إنني أشرح لها الأمر كلمة كلمة و أعطيها استنتاجات منطقية يصعب دحضها لتوافقها مع المنطق لكنها لا تزال لا تفهم...أطبقت أسناني مع بعضها و قلت بنفاذ صبر:

" لما لا تفهمين أيتها الساذجةاللعينة؟...لماذا؟...لماذا؟...أنت يتم استغلالك من أجل تحقيق رغبات أشخاص آخرين...أنت لست سوى طُعم سَيُسْكِت أهل القرية لبعض الوقت! و إن كنت تظنين غير ذلك فأنت مخطئة...اسمعيني جيدا و افهمي! الساحرات ليست لهن قدرات خارقة للطبيعة، هذا أولا أما ثانيا هناك جثث داخل جذع الشجرة ذاك - جثث بشرية- ربما أكثر من عشرين جثة تكاد تكون محروقة بالكامل ، و إن كان ما أفترضه صحيحا فإنها قربان للشياطين تقوم به اللواتي يسمين بالساحرات من أجل نيل قوة عضيمة تتجاوز الطبيعة للعالم الآخر- كما يعتقدن- بالرغم من أن الأمر لا يعدوا أن يكون إلا مجرد هراء بالنسبة لي، و ثالثا أنتِ و أمثالك من القرية خدعتم تماما و أصبحتم كالعبيد للواتي يدعين أنفسهن بالساحرات الحاميات..."

تنفستُ الصعداء ما إن انتهيت من كلامي، بالرغم من أني لم أقل كل ما توصلت إليه من افتراضات بعد لأن هناك بعض الأمور التي يجب علي التأكد منها أولا....لكن الأهم الآن هو ما الذي أفعله بهذه المصابة الحمقاء أمامي التي بلعت لسانها و دخلت في حالة شرود عميق...إن لم تكن هي القاتلة حقا و مجرد شخص يتم استغلاله فلا يجب عليها أن تعاقب أو أن تقتل من غير ذنب ...لكني سآخذها للقرية على أي حال ، إذ يجب أن تتلقى العلاج و أن يتم إخراج الرصاصة من كتفها

" كيف لم تفقد وعييها للآن على أي حال؟!!!"

    نظرت إلي نظرة واهنة ثم قالت : " اسمع أرجوك، دعني أعود لقريتي و أنا سأخبرهم أني لم أعثر عليك...و هكذا أنت تعود للمكان الذي تنتمي إليه و أنا إلى المكان الذي أنتمي إليه "

" حسب معرفتي، إن كنت تعملين عند أحد كيفما كان و كلفك بمهمة وفشلت بتنفيذها فإنك ستتلقين عقابا قاسيا أليس كذلك؟"

ارتسم شبح ابتسامة على وجهها: " ومن يهتم؟ أنت تجرني للموت الآن على أي حال ، و أنا لا أريد الموت أتفهم!"

"و ما أدراكِ أنهم لن يقتلوكِ هناك؟ لا يجب أن تثقي بهم بعد الآن"


قلت ذلك لأني شعرت أخيرا أنها استوعبت الأمر، لكنها صدمتني حين قالت بحزم: "إذا هل يجب علي أن أثق بك أنت الذي أطلقت علي و أترك أهل قريتي و سيدتي اللذين ترعرعت معهم منذ طفولتي؟ ....هه، ياله من هراء! اسمع يا رجل ، أنا لا أهتم لأمر استنتاجاتك هذه و لعب دور الذكي العبقري الذي يعرف كل شيئ...كل ما أريده هو أن تدعني أعود لقريتي كي أعتذر لسيدتي فحسب علها تسامحني و تتركني أقوم بعملي كالعادة ...لذا أرجوك دعني و شأني و اذهب لقريتك في سلام"

شجرة الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن