الفصل الرابع عشر

2.7K 173 14
                                    

الفصل الرابع عشر

صفع  الباب خلفه  استدار بجسده كله يطالع الصغير بنظراتٍ تملؤها الغضب،  احتمى بـ حياة و كأنها حصنه المنيع،  كاد أن يقترب منه  فيصل لكنها منعته بحدة و صرامة 

- اقسم بالله لو قربت له يا فيصل ما هعديها لك على خير المرة دي أنت إيه بركان  و انفجر في الكل ؟! 

جذب الصغير رغما عنها  كاد أن يتحدث لكنه دخل في نوبة بكاء و هو يقول:

- حاضر حاضر مفهوم مفهوم. مش هكلمها مش هسأل عنها  و الله حاضر .

لم يتحمل الصغير هذا الكم من الضغط  فجإة و بدون أي مقدمات سقط فاقدًا للوعي، أم الحياة لا أحد يعرف .

تحاملت حياة على نفسها متجهة حيث الصغير في ذاك الوقت الذي هرعت فيه أمه جثت على ركبتيها ثم قالت بلهفة 

قوم يا رامي قوم يا حبيبي قوم يا واد و اسمع كلام أمك اللي بتحبك 

 تسمر فيصل مكانه لم يتحرك قيد أنملة هل صحيح أنه فارق الحياة، أم فقد الوعي من فرط تعذيبه له !  انتشله والده و هو يصفعه بغيظٍ مكتوم صفعات متتالية،  ثم قال بغضبٍ جم
-  ربنا ينتقم منك يا شيخ إيه الجحود اللي فيك دا !

دفعه تجاه ولده و قال بنبرة آمرة
شيل الواد و اجري بي على المستشفى قوام يلا .

و بالفعل حمل أيوب و ذهب للمشفى، تم عمل اللازم له و بعد الكشف الدقيق تبين أنه يُعاني من إنهيار  عصبي  حاد ، على الرغم من  إنه طفل صغير إلا أنه تعرض لأسوء التعذيب النفسي خرج الطبيب من حجرة الطورائ باحثًا عن والديه هرعت إليه شادية و تسألت بلهفة
- خير يا دكتور ابني جراله إيه ؟!

أوزع نظراته بينهما ثم قال بجدية و عملية
- ابنكم مابيشتكيش من أي مرض عضوي

رد فيصل و قال ساخرًا
- اومال هو ماله بيدلع يعني ؟!

تجاهل الطبيب تلك النبرة و قال :
-من الواضح إنه متعرض لضغط نفسي كبير و دا خلاه اعصابه تنهار

ختم الطبيب حديثه و قال:
- عموما أنا مش هكتب له حاجة لأن محتاج دكتور نفسي و اتمنى تاخدوا لدكتور نفسي .

غادر الطبيب الرواق تاركًا خلفه مشاجرة
جديدة اقتربت شادية من حياة و قالت بنبرة تملؤها الحزن
- منك لله أنتِ السبب في اللي كل ابني في ربنا لا يسعدك و يريح لك بال

ردت حياة بنبرة متوسلة من بين دموعها
- لا ابوس ايدك يا شادية اياكي و الدعوة دي أنا مش حملها

تابعت بنبرة مختنقة قائلة:
ابنك دا أنا كنت بعامله زي ابني اللي لسه
ما شفتوتش و ...

و إن شاء الله مش هتشوفي و لو جه  يوجع قلوبكم دنيا و آخرة زي ما وجعتوا قلب ابني الغلبان .

فيصل العاق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن