" لقد أحببته من أعماق قلبي "
هذا ما قالته أمي ذات مرة وهي تبتسم ابتسامة عريضة ملئت وجهها
سمعت قصصا كثيرة من أمي عن أبي وعن كيف التقيا ووقعا بحب بعضهما البعض
كانا يدرسان في نفس الجامعة ورغم اختلاف تخصصاتهما كانا يتقابلان كثيراً الى أن وقعا في حب بعض وتزوجا وبعد ولادتي بدأت المشكلة
أصبح يغيب عن البيت بحجة العمل
لكن الأمر زاد عن حده وأصبح يغيب عن البيت كثيرا وقليلا ما يزور البيت " مرة في الشهر "
وفي تلك المرة لسبب ما كانت أمي ترسنلي للمبيت عند خالي الوحيد لمدة أسبوع
في يوم قررت العودة أبكر مما كنت أفعل ..
كان ذلك بعد يوم واحد من ذهابي وعند عودتي كانت المفاجئة
دخلت البيت وكانت أمي جالسة على الأريكة
لقد بدت طبيعية لكن عند إقترابي بدت عليها علامات كدمات كثيرة صدمني ذلك إقتربت منها بإسراع وسألتها عن سبب ذلك
أجابت " أوه ، هل حدث أمر ما ؟ لقد عدتي مبكرا "
لم أستوعب الأمر وكل ما كان يجول في خاطري كان
" من ذلك الحقير الذي لمس أمي؟ "
سألتها عن سبب وجود الكثير من الكدمات على جسدها ووجهها
وبنظرتها المعتادة الحنونة قالت لي " ليس بشيء الكثير لقد وقعت فحسب ليس عليكي القلق لشيء تافه مثل هذا "
في تلك اللحظة لقد شعرت بغضب لم أشعر به من قبل لقد قلت في نفسي" لِم تكذب علي ، إن الأمر واضح وضوح الشمس أنه تم ضربها من أحدهم "
وقلت لها إن لم تخبريني الحقيقة سأخرجها بنفسي
ذهبت مسرعة أخذت لوازمي وركضت إلى بيت خالي
وكل تفكيري كان من الوغد الذي سيتجرأ على أذيتها ؟
وما هدفه؟
وعندما وصلت سألته عن ما يجري ومن الذي سيفعل هذا ؟
كنت أخطط لذهاب لمكتب الأمن للإبلاغ عن هذا بعد ذهاب عند خالي ولكن حديثه كان أكبر كلام صادم سمعته في حياتي
ذهبت آملة أن خالي سيتصرف مع الأمر ولكن كنت حمقاء لعدم تفكيري في الأمر
أن من المستحيل على أخ يحب أخته بجنون ألا يعلم عن وضعها
لقد قال لي بكل برود " وما بالك بمشاكل البالغين ؟ أنت لم تبلغي السادسة عشرة بعد وتحشرين أنفك بما لا يعنيك "
صدمني ذلك لدرجة لم أستطع الكلام ، أكمل كلامه " إن لم تخبركي هي فليس لي حق في الكلام ، عودي إلى بيتك وإلا ستقلق أمك عليك"
نظرت إليه نظرة إستغراب وكان الأمر أكبر مما يمكن أن أستوعبه
وضاف قائلا " لا تذهبي إلى مكتب الشرطة فقط ستجلبين مشاكل لا داعي لها "
عدت إلى البيت وأنا أشعر بالقرف وشعور بعدم معرف ما يجري حولي جعلني أشعر بالغثيان
