من الآن فصاعداً أنا من سيروي هذا الجزء من الحكاية ، فارنا ...
لأن هذا الجزء يتكلم عني و في الحقيقة ... عندما أتذكر ذلك ، أشعر بألم في صدريبعد جمعنا الطعام وفي طريق عودتنا إعترضتنا بعض الخنازير البرية وكانت على وشك مهاجمتنا
وفجأة من العدم طارت رماح تجاه الخنازير وقتلتها والذي رمى بتلك رماح كان شخص لأول مرة نراه ... جميعنا
إقترب منا بهدوء وكنا جميعنا في حالة تأهب من أي حركة مفاجئة منه رغم عدم وجود أسلحة قوية معنا
.... كان الأمر غريباً عند تذكره رغم أنه كان يقترب إلا أنه لم تكن ملامح وجهه تتضح بل العكس كانت تزداد ضبابية .... إلا تلك الإبتسامة المريبة المقرفة
قلت :
- هل أنا مجنونة أم هذا حقيقة ؟؟ ..قال راي بتوتر :
- أعتقد كليهما ...قالت سايا :
- إذا كان الأمر كذلك ، فنحن جميعا مجانين .. ههقال مارك مسرعاً :
- ما هدفك ؟؟ ماذا تريد ؟ ..في ذلك الوقت لم يفعل ذلك الرجل سوى الإقتراب منا
ببطء ... كانت تعلو محياه الضبابي إبتسامة جعلت جسدي يقشعر منها... وكأنها وجدت لسخرية منا وسخرية من جهودنا وكفاحنا للحياة وكأنها تقول ( مئالكم الموت مهما بذلتم من جهد )
بعد أن توقف قليلاً عاود التقدم بخطوتين ثم قال بوجه سعيد قد وضحت معالمه :
- يبدو أني سأحظى بوجبة دسمة الليلة .. هيهيقلت :
- ما هذا الهراء الذي تتكلم به بحق ...قاطع كلامي رمح طائر إخترق صدر سايا ورمح آخر إخترق رأس راي أدى إلى وفاتهم مباشرة ...
والأمر الذي أخافني وأرعبني أكثر من رؤية موتهما كان ... رؤية الرماح تتحرك لوحدها من جهة إلى أخرى وحدها دون توجيه أحد لها .. وكأنها كائن حي مفترس يطارد فريسته
ورؤية وجهه الذي كان يستمتع برؤيتنا
كالذي ينظر إلى الحشرات بإستمتاع وهي تتلوى بعد دهسه لهاقال مارك غاضباً :
- مالذي فعلته أيها الوغد !!بينما وقفت جيني بذهول وكأن عقلها قد خرج من هذا العالم هاجم جين الرجل ودموع تملئ عينه بعد أن سحب الرمح من جسد سايا ليهجم به
وأنا ... لم أستطع فعل شيء لقد كنت .. عديمة المنفعة
رأيتهم يموتون واحد تلو الآخر ولم أتحرك خطوة واحدة حتى ..قال جين بصراخ بذلك الوقت :
- أهربو جميعاً !! سأوفر لكم بعض الوقت للهروب !
أعهد بجيني لك يا مارك !ما إن قال تلك الكلمات إلا وشعرت بشيء ما يسحب ملابسي بقوة ليجرني بعيداً وقد كان السيد مارك
وكان قد سحب جيني أيضاً بعد أن كانت متسمرة بمكانهابدت عليه ملامح الغضب والحزن والإستسلام بنفس الوقت وكان يتمتم بعينين دامعتين طوال الطريق
بِ(أنا أسف هذا خطئي لو أنني أسرعت بإطلاق أوامر الإنسحاب لما مات أحد .. )
كانت جيني تصارع سيد مارك لتعود إلى جين كي تساعده لكن سيد مارك قد منعها بسحبه لها وركض بسرعة إلى السفينة
بعد ذلك لم نعد نرى أيا من جثث سايا وراي أو نسمع صوت جين الذي كان يصرخ تجاه الرجل
أو ذلك الرجل الذي يقاتله بإبتسامة بغيظة ملئت وجهه المقرفوصلنا إلى السفينة .. دون أمتعتنا أو طعام الذي جمعناه وفوق ذلك مع ضحايا لم نستطع إرجاع جثثهم وشخص لم نعد نعلم إن كان حي أم قد قتل
ذهبت مسرعة إلى غرفة رانيا وعيوني منتفخة من البكاء وطرقت على الباب لكن لم تفتح لي و بعد إنتظاري لفترة من الوقت توجهت إلى غرفتي وأغلقت الباب وكل ما فكرت به كان
- ...... أه سوف أكون التالية الآن ... إن بقيت هنا سوف أموت .. على هذه الجزيرة ...
وبينما كنت في حالة من الفزع والخوف دق باب غرفتي لأتقدم بإرتجاف لأرى من الطارق ... وقد كان
الرجل الذي ذهب مع رانيا كيف يستكشفوا الغابة في الجهة المعاكسة قال :
- أنا جوليان من مجموعة رانيا أنتِ الفتاة التي إنضمت إلى مجموعة مارك اليس كذلك ؟قلت بتلعثم :
- نعم .. هذا صحيحثم سألني مستغرباً :
- إذن أين بقية المجموعة ؟ ..
سمعت بعودتكم من أحد الركاب ... لكنكم لم تأتوا إلى مكان التجمع لذلك قلقت عليكم فأتيت لأسألك إن حدث شيء ما ..قلت له وبدت علي تعابير الخوف والهلع :
- ج .. جين ييي .. يقاتل ذلك الو ..وو ...حش
وبعدها أجهشت بالبكاءقال بقلق :
- فلتهدي وتشرحي لي ماذا حدث معكم إلى الآن ..بعدها شرحت له ما حدث ، كانت تعابير وجهه مصدومة توحي بعدم تصديقه لقصتي فقلت له أن يسأل مارك وجيني إن لم يصدقني ..
بعدها بقليل من شرحي له عن ذلك الشخص وكيف كان يبدو ذهب مسرعاً خارج الغرفة .. لم أعلم إلى أين ذهب لكن ...... هذا ما أستطعت فعله وقتها
وأنا التي تفاخرت بتعلمها فنون القتال قد هربت وذيلها بين أرجلها ... يا حسرتاه
أسفة يا معلمي ..... قد خذلتك ، قد رميت بكل ما علمتني إياه عرض الحائط .. أنا لست سوى وصمة عار على نادي الذي تفتخر به يا معلمي .. أنا لست سوى عدية المنفعة ..