الفصل ٩

2.7K 117 5
                                    

#عشق_الجمال
(جمال الأسود الجزء الثاني 2)
____ الفصـــــل التـــاسع (9) ____

كان "جمال" جالسًا على طاولة فى أحد أركان المطعم البحري وبجواره تجلس "مريم" تناول الطعام فى صمت بسبب هذا الرجل الذي قطع لحظتهم معًا لأجل العمل مع زوجها، تحدث "جمال" بهدوء قائلًا:-
-أن شاء الله تنورنا فى الشركة وكل حاجة تتم حسب رغبتك

تبسم الرجل وهو يكمل الحديث مع "جمال" عما يريده، سقطت الملعقة من يد "مريم" فأنحنت قليلًا كي تجلبها، عينيه لم تفارق وجه الرجل لكن يده أسرعت بلمس حافة الطاولة كأن قلبه لن يتخلي عن اهتمامه بها رغم أنشغال عقله، نظرت "مريم" ببسمة خافتة إلى يده وهو يخشي أن ترتطم رأسها بحافة الطاولة فتتألم ولو قليل، نظرت إلى "جمال" الذي لم يرفع نظره عن عميله وكأنه يخبرها مهما كان مُنشغلًا عنها فهو لا يهتم سوى بها، نظرت "فريدة" إلى رد فعله التلقائي لأجل "مريم" وأندهشت فكيف يهتم بها حتى دون أن ينظر إليها، تحدثت "نانسي" بهدوء بينما يجلسون على طاولة أخري بعيدًا عنهما:-
-كلي يا فريدة ومريم لما تعوزك هتنادي عليكي بطلي تبحقلي فيهما أنتِ هنا عشان تنفذي طلباتها مش تراقبيها

تأففت "فريدة" بضيق والغيرة تأكل قلبها مما تراه وعشق "جمال" إلى "مريم" يزرع بداخل بذور الحقد والغيرة تجاهها ولما هى لم تعثر على رجل مثله فى حياتها؟ تسائل عقلها ما هى ميزة "مريم" لتحصل على كل شيء وعلى عشق كهذا؟ لم تتناول لقمة واحدة من كرهها إلى "مريم"، ذهب الرجل بعد مصافحة "جمال" وأتفق على أن يزور شركته فى القاهرة قريبًا، نظر "جمال" إلى "مريم" ببسمة مُشرقة ظهرت للتو لأجلها وتخلي عن جديته وكبريائه فور نظره إليها، قال بلطف:-
-حقك عليا حتى فى إجازتي بشتغل

صمتت "مريم" وعقلها مفتون ببسمتها وكيف لها أن تغضب منه بعد هذه البسمة؟ مسكت يده بيدها بدفء ثم نظرت إلى عينيه وقالت بنبرة ناعمة وقلبها لم يقل حالة جنون عشقه عن أول مرة غُرمت به:-
-ولا يهمك يا حبيبي

بدأ "جمال" يضع الطعام فى طبقها بيده ويدللها كأنها أميرة بل ملكة مُتوجة على عرشه، أنهي غدائه معها ثم وقف مُمسكًا بيدها ليقف "عاشور" ورجاله من طاولتهم فأشار "جمال" للجميع بأن يبقوا مكانهم وقال بجدية:-
-خليكم يا عاشور، خلصوا أكل على راحتكم وأرجعوا على الشاليه ، نانسي

نظرت "نانسي" إليه بهدوء وبسمة ترحيبية فقال بجدية صارمة:-
-خدي مكة معاكي وخلي بالك منها لحد ما نرجع

أومأت إليه بنعم فأخذها ورحل وحدهما دون حراسة أو خدم، جلست "نانسي" على مقعدها من جديد ونظرت إلى "مكة" النائمة فى عربتها الصغيرة الخاصة بالأطفال وتبسمت بعفوية، خرج من المكان مع "مريم" وحدهما وكانت فى أقصي درجات السعادة من لحظتهما معًا وبدأ يتجولا فى البلد معًا وبسمتها لم تفارقها بل تزداد حتى تصدر منها صوت ضحكاتها .....

جمال الأسود (الجزء التاني)  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن